4 دقائق قراءة

قوات درع الفرات تسيطر على آخر معقل لتنظيم الدولة في حلب

قالت مصادر في الجيش السوري الحر، لسوريا على طول، أن […]


قالت مصادر في الجيش السوري الحر، لسوريا على طول، أن قوات المعارضة المدعومة من قبل تركيا، تمكنت أخيراً من السيطرة على مدينة الباب، آخر معقل رئيسي لتنظيم الدولة في محافظة حلب، يوم الخميس، بعد قتال دام أكثر من ثلاثة أشهر.

وانسحب مقاتلو تنظيم الدولة من الباب إلى البلدات المجاورة يوم الخميس في أعقاب “معارك عنيفة”، وفقا لما قالته مصادر ثورية لسورية على طول.

وقاتلت فصائل الجيش السوري الحر جنبا إلى جنب مع القوات الخاصة التركية، وبدعم من الضربات الجوية التركية وضربات التحالف بقيادة أمريكية، مدة ثلاثة أشهر ونصف، للسيطرة على المدينة، التي تبعد تقريبا 40 كم شمال شرقي مدينة حلب و30 كم  جنوب الحدود التركية.

وانطلق الهجوم الأخير للسيطرة على الباب في وقت سابق من هذا الشهر، إلا أن تنظيم الدولة تصدى للتقدم الأولي بواسطة التحصينات وشبكات من الأنفاق والعبوات الناسفة.

في السياق، قال هيثم حمو، مدير المكتب الإعلامي في الجبهة الشامية، لسوريا على طول، بعد ظهر يوم الخميس أن تنظيم الدولة “طُرد من المدينة بعد اشتباكات عنيفة”.

إلى ذلك، ذكرت وكالة الأناضول على لسان وزير الدفاع التركي فكري آسيك، أنه تمت السيطرة على “كامل” مدينة الباب، يوم الخميس، مضيفا “بعد تمشيط المدينة بحثا عن المتفجرات ومن تبقى من عناصر التنظيم يمكننا القول بأنه تم تطهير الباب كليا”.

وقال الثوار إن مقاتلي تنظيم الدولة انسحبوا إلى بلدات قريبة خاضعة لسيطرتهم، وهي تادف وبزاعة وقباسين، شمال حلب، يوم الخميس. وبدوره، هاجم الجيش السوري الحر المدعوم من قبل تركيا البلدات الثلاث، وأعلنوا سيطرتهم على بزاعة حتى وقت إعداد هذا التقرير.

من جهته، لم يعلق تنظيم الدولة بشأن معارك يوم الخميس في مدينة الباب وما حولها.

وجاءت معركة الباب، ضمن عملية درع الفرات التي أعلنتها تركيا، وبدأت في آب العام الماضي، بغية طرد تنظيم الدولة من الأراضي الواقعة جنوب الحدود التركية. ويهدف الهجوم، الذي خاضه الجيش السوري الحر والقوات البرية التركية، للحد من الطموحات الكردية الإقليمية في المنطقة القريبة من الحدود التركية.

وفي سياق متصل، أطلقت قوات النظام السوري هجوما منفصلا للسيطرة أيضا على الباب، في منتصف كانون الثاني، حيث وصلت قوات النمر، التابعة للنظام إلى مسافة 3 كم جنوب المدينة، إلا أن تقدم النظام توقف عند بلدة تادف الخاضعة لسيطرة التنظيم، الأسبوع الماضي.

وقال الثوار لسوريا على طول، أن عمليات الكشف عن الألغام والعبوات الناسفة، استمرت في  الباب يوم الخميس. وسُمع صوت إطلاق النار فرحا بالنصر في المدينة، دون وقوع أي اشتباكات.  

كما تواصل قوات درع الفرات البحث عمن تبقى من عناصر تنظيم الدولة في المدينة “خوفا من تواجد أي عناصر مختبئين داخل الأنفاق أو المنازل”، بحسب قاله حمو.

وفي السياق، قال محمود أبو حمزة قائد لواء أحفاد صلاح الدين، التابع للجيش الحر، لسوريا على طول، يوم الخميس أنه تم العثور على ثلاثة من مقاتلي تنظيم الدولة خلال المعارك، وتم تسليمهم إلى القوات التركية.

وذكرت فصائل الجيش السوري الحر أن ما بين 34 إلى 40 مقاتلا في تنظيم الدولة، قتلوا خلال المعارك الأخيرة في المدينة، يوم الخميس.

ويظهر تسجيل فيديو، صوره لسوريا على طول أبو حمزة، قائد لواء أحفاد صلاح الدين، أثناء جولة في المدينة، يوم الخميس، الدمار الكبير داخل المدينة، حيث ترك القصف أثره على المباني التي لا تزال قائمة في بعض الشوارع، فملأها بالثقوب وهشم نوافذها، وفي أجزاء أخرى من المدينة سويت المباني بالأرض والبعض منها منهار بشكل جزئي.

وشنت طائرات التحالف بقيادة الولايات المتحدة والطائرات التركية والسورية والروسية هجمات على الباب والمناطق الريفية المحيطة بها، في الأشهر الأخيرة، أثناء المعركة، للسيطرة عليها، بينما استهدفت نيران المدفعية التركية الثقيلة الباب بشكل يومي ومكثف، في الأسابيع الأخيرة، تزامنا مع تقدم قوات درع الفرات باتجاه المدينة.

وزعمت وكالة أعماق التابعة لتنظيم الدولة، الثلاثاء، أن “القصف التركي قتل أكثر من 385 من أهالي المدينة وجرح 376 آخرين”، منذ بدء المعركة، في تشرين الاول.

تمشيط الألغام داخل مدينة الباب يوم الخميس. تصوير: لواء المعتصم.

ومنذ كانون الأول 2016، فر نحو 30 ألف شخص من سكان الباب، هربا من القصف وحكم تنظيم الدولة، وفقا للأمم المتحدة.

وقال هيثم حمو، مدير المكتب الإعلامي في الجبهة الشامية، لسوريا على طول، أن قوات درع الفرات لم تواجه مدنيين في الشوارع، إنما كان هناك “أعداد قليلة جدا” موجودة في أقبية المنازل لم تستطع الخروج.

“الخطوة التالية”

بينما تستمر المعارك في البلدات المحيطة بالباب، تدرس قوات درع الفرات المدعومة من تركيا خطوتها المقبلة.

وقالت ثلاثة مصادر من درع الفرات، لسوريا على طول، يوم الخميس، أنهم يعتقدون أن الهدف التالي لدرع الفرات هو مدينة منبج، التي تبعد 40 كم شمال شرق الباب.

وانتزعت قوات سوريا الديمقراطية، التي يقودها الأكراد، السيطرة على منبج من تنظيم الدولة في آب 2016 بدعم من قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة.

وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في مقابلة تلفزيونية، في وقت سابق من هذا الأسبوع، أن قوات درع الفرات ستتجه نحو منبج بعد السيطرة على الباب “لأن منبج هي منطقة عربية” بالتالي يجب “تطهيرها من عناصر تلك المنظمة الإرهابية”، في إشارة إلى القوات الكردية في المدينة.

أي أن إخراج قوات سوريا الديمقراطية من المدينة يندرج ضمن الأهداف المعلنة لحملة درع الفرات، للقضاء على الوجود الكري في المناطق القريبة من الحدود التركية مع سوريا.

ولم يتضح على الفور موقف الولايات المتحدة في حال وجود تعارض بين قوتين تلقتا سابقا دعما مباشرا من التحالف.

والجدير بالذكر أن قائد المجلس العسكري في منبج، عدنان أبو أمجد، صرح للجزيرة هذا الشهر أن قواته سوف “تدافع عن مدينتنا بكامل قوتها” في حال وقوع هجوم تركي.

ترجمة: سما محمد

شارك هذا المقال