4 دقائق قراءة

قوات سوريا الديمقراطية تحقق “تقدماً كبيرًا” في الباغوز وتحاصر مقاتلي التنظيم عند ضفاف الفرات

حاصرت قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة، مقاتلي تنظيم الدولة في قطعة أرض صغيرة على ضفاف نهر الفرات، بمحافظة دير الزور الشرقية، يوم الثلاثاء، بعد أن أحرزوا "تقدماً ملحوظاً" ضد الجماعة الإسلامية المتشددة، وفقاً لقادة قوات سوريا الديمقراطية.


حاصرت قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة، مقاتلي تنظيم الدولة في قطعة أرض صغيرة على ضفاف نهر الفرات، بمحافظة دير الزور الشرقية، يوم الثلاثاء، بعد أن أحرزوا “تقدماً ملحوظاً” ضد الجماعة الإسلامية المتشددة، وفقاً لقادة قوات سوريا الديمقراطية.

وتقدمت قوات سوريا الديمقراطية بدعم من طائرات التحالف المناهض للتنظيم، والذي تقوده الولايات المتحدة، على الجيب المحاصر منذ مدة طويلة، تحت سيطرة التنظيم في الباغوز، ليلة الاثنين، واستولت على المخيم البدائي والمركبات المهجورة، التي كانت تمثل آخر موطئ قدم للجماعة الإسلامية المتشددة في سوريا.

وقال قيادي في قوات سوريا الديمقراطية، طلب عدم الكشف عن هويته لأنه غير مخول بالحديث مع الصحافة، لسوريا على طول ” إن قواتنا تقدمت على جميع الجبهات في باغوز، ومنذ مساء الاثنين وحتى ظهيرة يوم الثلاثاء، حوصر مقاتلو التنظيم في قطاع صغير من الأراضي على طول نهر الفرات”.

وقال “في غضون ساعات سيتم القضاء عليهم تماماً”.

وذكرت الأنباء، أن الاشتباكات استمرت داخل الباغوز حتى وقت متأخر بعد ظهر الثلاثاء، ولم تعلن قيادة قوات سوريا الديمقراطية عن النصر، بعد أسابيع من التنبؤات بسقوط وشيك للجماعة المتشددة.

ونشر مصطفى بالي، المتحدث الرسمي باسم قوات سوريا الديمقراطية، يوم الثلاثاء على صفحته في موقع تويتر، أن القوة المدعومة من الولايات المتحدة الأميركية كانت “تسيطر على منطقة معسكر داعش في الباغوز”.

وأضاف “هذا ليس إعلاناً بالفوز، لكنه تقدم كبير في الحرب ضد داعش، الاشتباكات مستمرة مع مجموعة لا يزالون يقاتلون من [داعش] الإرهابيين المحاصرين في منطقة صغيرة”.

وقال عبد الحليم سليمان، وهو صحفي يغطى آخر مناطق التنظيم في الباغوز، لسوريا على طول، بعد ظهر يوم الثلاثاء، إنه ” يجري تمشيط المعسكر الآن”، مشيراً إلى أن ” مقاتلي داعش محاصرون بجوار نهر الفرات”.

وأطلقت قوات سوريا الديمقراطية، ذات الأغلبية الكردية والقوة الشريكة للولايات المتحدة، حملته على المنطقة الأخيرة من الأراضي التي يسيطر عليها التنظيم، منذ منتصف أيلول من العام الماضي.

وبدعم من القوة الجوية للتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة الأميركية، شنت قوات سوريا الديمقراطية هجوماً على آخر معاقل التنظيم منذ العاشر من أيلول. وخلال شهور، تكبدت قوات الحماية الذاتية خسائر فادحة على أرض الواقع، مما جعلها تحقق بعض المكاسب وتقدم تنازلات في بعض الأحيان عن الأراضي للمقاتلين الإسلاميين المتشددين.

وكان التقدم في كثير من الأحيان بطيئاً ومكلفاً.

وخلال شهور من القتال العنيف، جوبه تقدم قوات الحماية الذاتية بهجمات مفاجئة شنها التنظيم، في كثير من الأحيان، تحت غطاء من العواصف الرملية والطقس الصحراوي القاسي.

وفي نفس السياق، حملت جماعات حقوق الإنسان مسؤولية مقتل المئات من المدنيين، الى التحالف الدولي الذي يزعم محاربة التنظيم- حيث تفيد التقارير بإن الغارات الجوية لم تستهدف المنشآت العسكرية فحسب، بل البنية التحتية المدنية بما في ذلك الأحياء السكنية والمتاجر والمساجد.

وقد حاصرت قوات سوريا الديمقراطية، مقاتلي التنظيم في مخيم يقع على مشارف قرية باغوز لعدة أسابيع.

ومع ذلك، فإن المعركة لإخلاء الخيام والمباني المتناثرة التي رسمت آخر معاقل التنظيم، و”الخلافة” المزعومة، سارت ببطء في الباغوز، وهي قرية صغيرة على ضفاف نهر الفرات، بالقرب من الحدود السورية العراقية.

وكانت طائرات التحالف تقصف المخيم ليلاً، في حين تستأنف الاشتباكات الأرضية بعد شروق الشمس.

وتم إيقاف الهجمات عدة مرات الشهر الماضي، للسماح باستسلام المقاتلين وعائلاتهم والمدنيين الآخرين لإخلاء المنطقة.

وقد أظهرت مقاطع فيديو، المشهد من داخل المخيم في الأسابيع الأخيرة، والتي نُشر بعضها على قناة أعماق الإخبارية غير الرسمية، تُظهر مشهدًا قاتمًا من الوحل، والخيام المثقوبة، والمركبات المهجورة والمليئة بالرصاص، في الوقت الذي يسير فيه المقاتلون والمدنيون وسط الاشتباكات، والرصاص يمر فوق رؤوسهم.

ويبدو أن التقارير الأولية التي قدمتها قوات سوريا الديمقراطية ومصادر المخابرات الغربية، قد قللت إلى حد كبير من عدد المقاتلين وعائلاتهم المحتجزين في معسكر باغوز. وقد خرج ما يزيد عن 30000 شخص من المستوطنة الجهنمية، في الأسابيع الأخيرة.

على الرغم من استسلام الآلاف من مقاتلي داعش لقوات سوريا الديمقراطية، فإن الجماعة الإسلامية المتشددة لم تستسلم دون قتال.

وفي 15 أذار، قام ثلاثة انتحاريين بتفجير أنفسهم أثناء انغماسهم في صفوف المقاتلين المستسلمين وعائلاتهم، وفقًا لماورد في تقارير التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ووسائل الإعلام المحلية، حيث أصيب العديد من مقاتلي قوات سوريا الديمقراطية في الانفجار، وقتل ستة آخرون.

وبحسب المتحدث باسم التحالف العقيد شون ريان، فإن مقاتلي داعش لازالوا “يحاولون الدفاع عن موقفهم الأخير اليائس، باستخدام المدنيين كدروع، أو بارتدائهم الملابس النسائية في محاولة للهرب أو التسبب في الموت باستخدام سترات الانتحار”.

كما أفاد قياديون من قوات سوريا الديمقراطية ومحللون، بأن داعش استغل شبكات الأنفاق لإخفاء عشرات الآلاف من الناس، وقام بشن هجمات غير متوقعة على المقاتلين في الصفوف الأمامية.

وقال ريان “الأنفاق أكثر اتساعًا واتساعًا مما كان يمكن لأي شخص أن يتخيله، ويوفر ملاذًا آمنًا للآلاف من داعش والأسر، بمن فيهم المدنيون الأبرياء المحتجزون كرهائن”.

وعلى الرغم من التوقعات بحدوث انهيار وشيك للتنظيم الآن، يحذر المراقبون والمدنيون في شرق سوريا من أن الجماعة الإسلامية المتشددة يمكنها زعزعت الاستقرار المحلي – مع أو دون وجود أي منطقة فعلية خاضعة لسيطرتها.

وقال جون دانفورد، المحلل السوري في معهد دراسات الحرب في واشنطن العاصمة، لسوريا على طول “إن تقدم قوات سوريا الديمقراطية في معسكر [داعش] في الباغوز، يعد خطوة مهمة إلى الأمام في تطهير آخر مسلحي [داعش] المتبقين في المنطقة”.

لكنه أضاف، أن “حرمان [الجماعة] من السيطرة على البلدات أمر مهم”، إلا أن قوات سوريا الديمقراطية لا تزال تواجه تحديات كبيرة فعلياً في اعتقال المقاتلين المستسلمين وإسكان عائلاتهم في مخيمات النازحين الممتدة.

و أكمل “العناصر المتطرفون الذين يتسللون إلى معسكرات النازحين، التي تديرها قوات سوريا الديمقراطية سيواصلون تهديد جهود الاستقرار في شمال شرق سوريا”.

 

شارك في التقرير مادلين إدواردز.

ترجمة بتول حجار

 

شارك هذا المقال