3 دقائق قراءة

قوات سورية الديمقراطية تخترق حدود الرقة للمرة الأولى وتسيطر على أحياء إلى الشرق من المدينة

اقتحمت قوات سورية الديمقراطية التي تدعمها الولايات المتحدة مدينة الرقة، […]


7 يونيو 2017

اقتحمت قوات سورية الديمقراطية التي تدعمها الولايات المتحدة مدينة الرقة، الثلاثاء، لأول مرة، مسيطرةً على أراضي في منطقة على الطرف الشرقي للمدينة بعد ساعات من إعلان “المعركة الكبرى”  في قلب الخلافة المزعومة لتنظيم الدولة في سورية.

ويأتي هجوم يوم الثلاثاء على مدينة الرقة بعد سبعة شهور من التقدم الذي تحرزه قوات سورية الديمقراطية (قسد) لفصل مركز المحافظة من الشمال والشرق والغرب في إطار حملة “غضب الفرات”.

وتلا المتحدث باسم قوات سورية الديمقراطية طلال سلو، صباح الثلاثاء، بياناً جاء فيه “نعلن اليوم البدء بالمعركة الكبرى لتحرير مدينة الرقة العاصمة المزعومة للإرهاب والإرهابيين”.

(قسد) تعلن إطلاق معركة في مدينة الرقة، 6 حزيران. حقوق نشر الصورة لحملة الرقة.

وسارع التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة إلى إعلان إطلاق المعركة على موقعه، معتبراً أن المعركة ضد تنظيم الدولة في الرقة هي “نسف لفكرة وجود الخلافة”.

وتؤمن الولايات المتحدة والدول الأخرى في التحالف الدولي المناهض لتنظيم الدولة الدعم الجوي والسلاح والتدريب والاستخبارات للعناصر الكردية والعربية لقوات سورية الديمقراطية.

وبالتزامن مع إعلان يوم الثلاثاء، احتدمت معارك بين قوات سورية الديمقراطية (قسد) ومقاتلي تنظيم الدولة على الجبهات الغربية والشمالية والشرقية لمدينة الرقة.

وعند منتصف الظهر، تمت السيطرة على عدد من الأحياء داخل منطقة المشلب، شرقي مدينة الرقة، وفق ما قال سردار حجي محمود، مراسل حربي منخرط مع (قسد)، لسوريا على طول.

وأضاف أن “القتال مستمر في شرقي مدينة الرقة، والطائرات الحربية ما تزال تقصف”.

وأعلن التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة عن 89 غارة جوية بالقرب من الرقة منذ بداية حزيران، ولا يشمل هذا الرقم معارك يوم الثلاثاء داخل المدينة.

وقدرت منظمة مراقبة الحروب الجوية، منظمة مستقلة ترصدغارات التحالف الجوية والضحايا المدنيين في سورية والعراق، أن ما بين 283 و366  قتلوا على الأرجح بضربات التحالف في شهر نيسان الماضي وحده.

وفي 30 نيسان، أقرت الولايات المتحدة التي تقود التحالف المناهض لتنظيم الدولة بمسؤوليتها عن موت 377 مدنيا منذ عام 2014 خلال الحملة في العراق وسورية. وأعلن التحالف عن    80 ضحية أخرى، إلا أن أي من الدول المتحالفة الـ12الأخرى لم تتبن مقتلهم، وفق ما ذكرت المنظمة في أيار.

واستولى تنظيم الدولة على مدينة الرقة من الثوار السوريين في عام 2014. والمدينة هي قلب مناطق تنظيم الدولة في سورية، مركز الخلافة التي نصبها لنفسه والتركيز الحالي لعمليات التحالف بقيادة الولايات المتحدة في سوريا.

وفي هذه الأثناء، تعمل قوات سورية الديمقراطية على إحكام تطويق مركز المحافظة من خلال التقدم من الجهة الجنوبية الغربية.

إلى ذلك، قال محمد أبو عادل، قائد في مجلس منبج العسكري التابع لقوات سورية الديمقراطية، لسوريا على طول، الثلاثاء “مهمتنا خلال الأيام القادمة عزل مدينة الرقة بشكل كامل”.

وأضاف القائد، وهو حالياً بالقرب من بلدة المنصورة، جنوب غرب الرقة “حين نطبق الحصار عليها نحاصر عناصر داعش للقضاء عليهم”.

ويشارك في معركة الرقة أكثر من 15 فصيلا، بما فيهم ميليشيات YPG/J الكردية وكتائب عربية محلية، وفقاً لإعلان قوات سورية الديمقراطية الثلاثاء.

ونزح 150 ألف نسمة على الأقل من محافظة الرقة بسبب المعارك المشتعلة فيها، وفق تقرير لليونسيف. ومع بدء معركة الرقة نفسها، من المرجح ارتفاع الأرقام التي تكتسح مخيمات النزوح المجاورة.

الآن، وبعد أن باتت معارك الرقة تلوح في الأفق، فهناك توجس من خسائر بشرية كبيرة مماثلة لتلك التي شهدتها معركة الموصل، عاصمة تنظيم الدولة في العراق.

ومع اقتراب خطوط الجبهات حول وداخل المدينة، التي تم تطويقها بالألغام البرية لإبقاء من هم خارجها بعيداً عنها، ومن هم داخلها فيها، فإن المدنيين سيجدون أنفسهم تحت النار ولا مناص لهم.

وناشدت قوات سورية الديمقراطية في بيان لها، الثلاثاء، “الأهالي في مدينة الرقة الابتعاد عن مراكز العدو ومحاور الاشتباكات”. وقال القائد أبو عادل “تسعى قواتنا بقدر المستطاع تجنيب المدنيينوتحرص على أن لا يتأذوا بأي طريقة”.

وحثت منظمة مراقبة الحروب الجوية الأطراف المتصارعة عبر تويتر، الثلاثاء “لأخذ كل الإجراءات الممكنة لحماية المدنيين” في المعارك القادمة.

وغردت منظمة الرصد، الثلاثاء إن “لكل من قوات قسد والتحالف تاريخاً من الاستخفاف بالضحايا المدنيين”. وأضافت “هذا لا يمكن أن يحدث في الرقة”.

ساهم في التقرير: عمار حمو وبهيرة الزرير.

ترجمة: فاطمةعاشور

شارك هذا المقال