4 دقائق قراءة

كلية في دمشق تهدد بإرسال الطلاب المتغيبين إلى شعب التجنيد

مراد، شاب في الخامسة والعشرين، طالب ماجستير اقتصاد، في جامعة […]


1 فبراير 2017

مراد، شاب في الخامسة والعشرين، طالب ماجستير اقتصاد، في جامعة دمشق، ويحضر المحاضرات مرة واحدة فقط في الأسبوع.

ويعمل لتسع ساعات، يومياً في سوبر ماركت، يجني نحو 75 دولارا بالشهر، اي أقل من ثلث المصاريف الدراسية الفصلية. سجل في برنامج الماجستر بعد تخرجه، في آب الماضي، ليتجنب الخدمة العسكرية، وفق ما قال مراد، لمراسل سوريا على طول، محمد الحاج علي.

ووفقاً  لقانون خدمة العلم السوري، عام 2007، فإن الخدمة الإلزامية فرض عين على كل سوري ما بين 18 و42 عاما إلا من يدفع بدلاً أو أُعفي لأسباب صحية أو خدم في دولة عربية أو أجنبية. وفيما يخص التأجيل، يحق للمكلفين بخدمة العلم التأجيل لمدة سنة قابلة للتجديد لطلاب المرحلة الثانوية والمعاهد والجامعات إذا كانوا مواظبين على الدراسة ولم ينقطعوا عنها منذ دخولهم سن التكليف.

مراد ليس الطالب الوحيد، في دمشق الذي سجل لمتابعة دراسة الماجستير لتجنب التجنيد، وقلّما يحضر محاضراته، “ففي الغالب تكون نسبة الشباب في القاعة فقط 10% من العدد الكلي وأحيانا أقل”، وفق ما قال.

كلية الاقتصاد. حقوق نشر الصورة لـ كلية الاقتصاد في جامعة دمشق.

وفي هذا الشهر سئمت إدارة الجامعة من الغيابات المتكررة، فأصدرت إعلاناً لعميد كلية الاقتصاد، في جامعة دمشق، جاء فيه “سترسل القوائم الاسمية بالمتغيبين إلى رئاسة الجامعة وشعب التجنيد”، مضيفاً “كل من تغيب عن الدوام يعتبر مستنكفاً عن الدراسة وستخاطب شعب التجنيد”.

في 15كانون الأول، أصدرت كلية الاقتصاد إعلاناً  تحذر فيه من الغياب المتكرر للطلاب، وأنها سترسل قوائم بأسماء المتغيبين إلى شعب التجنيد. إلى أي درجة يؤثر عليك هذا الإنذار؟

بكل تأكيد سوف أتأثر جداً، وسيكون الأمر صعبا جداً. في السابق، وقبل إصدار إدارة الجامعة القرار، كنت أذهب يوما واحدا في الأسبوع فقط، الآن اعتقد سيتوجب علي أن اذهب كل يوم.

حالياً أنا في عطلة نهاية الفصل الأول في الجامعة، لا أعرف ماذا سوف يحصل بعد استئناف الدوام.

سوف أحاول الآن خلال العطلة أن ابحث عن عمل ينتاسب مع الدوام في الجامعة أن يكون في وقت متأخر من الليل أو بساعات دوام أقل. علماً أن الراتب سيكون أقل. لكن لا يوجد أي حل غير هذا.

هل يكفيك الراتب الذي تحصل عليه، خصوصا أنك تدفع رسوم الجامعة أيضا؟

أحاول بكل الطرق أن يكفيني. في عملي في السوبر ماركت، أكسب 15000 ليرة سورية (75$) شهرياً. ولكن حتى هذا يعتمد على عدد الأيام التي أعمل بها. رسوم الجامعة تكلفني 60000 ليرة سورية (280$).

اتبعت سياسية جديدة في الحياة، لا أخرج مع اصدقائي، استخدم المواصلات العامة بشكل دائم. اقتصد جداً في المصروف الشخصي. كي استطيع أن أدفع مصاريف الجامعة والمنزل.

لماذا تتجنب الخدمة العسكرية؟ هل لديك اصدقاء خدموا بالجيش؟

لا أريد أن أدخل الخدمة العسكرية لأنه إذا دخلت إلى الجيش، لن أستطيع الخروج بعد إنهاء مدة الخدمة، بسبب الاحتفاظ بالجنود حتى لو انتهت مدة خدمتهم. بالإضافة إلى أن الجيش يحتاج الكثير من المصاريف. عائلتي لا تستطيع تأمينها لي.

(سوريا على طول، قابلت جندياً سورياً في أذار 2016. أوضح أن الرواتب، وبعضها لا يزيد عن 25000 ليرة سورية (132$)، شهرياً ، لا تغطي نصف نفقاته الشهرية).

كان لدي صديق في الجيش يخدم في محافظة حماة. منذ سنة ونصف لم يسمع أحداً عنه شيئا. عائلته فقدت الاتصال به ولا تعرف عنه شيئا.

ما نظرة المجتمع إلى الذين يتجنبون الخدمة الالزمية، هل هناك أي ضغوط؟

لا يوجد أي ضغوظ، الجميع هنا يعرف معنى الدخول إلى الجيش، سواء كان مؤيداً أو معارضاً. يوجد عدد قليل جداً من الناس التي تريد أن يذهب الشباب إلى الجيش وهم لا يشكلون نسبة كبيرة. لكن  يبقى هذا كلام فقط. فهم يعرفون أن الذهاب إلى الجيش يعتبر انتحارا.

هل تحس بالذنب لأنك لم تخدم في الجيش؟

بكل تاكيد لا. وخصوصاً بهذا الوقت. الآن الوضع سيء جدا. الذهاب إلى الجيش يعتبر انتحارا. يمكن أن ُتقتل أو تعتقل أو تختطف بأي وقت. سوف يعتبرني قسم كبير من الناس خائناً.

حينما تحضر الحصص، هل هناك نسبة حضور للطلاب الشباب؟ او أن الغالبية من الشابات؟

هناك نقص كبير جداً في عدد الطلاب الشباب. في الغالب تكون نسبة الشباب في القاعة فقط 10% من العدد الكلي وأحيانا أقل. بالنسبة لي شخصيا أغلب اصدقائي تركوا سوريا وذهبوا الى الخارج.

فما سبب بقائك في دمشق؟

لا أستطيع أن أترك عائلتي. نوعا ما أنا مسؤول عن جزء من مصاريف المنزل. لم أسع للذهاب إلى أي مكان بسبب العائلة.

قبل الحرب، ماذا كانت طموحاتك، وكيف تغيرت؟

أريد العمل في اختصاصي وتكوين عائلة. الآن هذا يعتبر صعباً جداً بسبب الوضع السيء في دمشق. كنت أحلم أن أعمل في أحد البنوك الكبيرة. لكن الآن أصبح ذلك صعباً جداً.

ترجمة: فاطمة عاشور

شارك هذا المقال