4 دقائق قراءة

“لا أعرف إلى أين أذهب” نزوح الآلاف بسبب القصف على شمال غرب سوريا

بعد الغارة الجوية التي شنتها الحكومة في الهبيط يوم الأحد. […]


10 سبتمبر 2018

بعد الغارة الجوية التي شنتها الحكومة في الهبيط يوم الأحد. الصورة من الدفاع المدني السوري ادلب.

 

استهدفت الغارات الجوية والقنابل المدفعية الروسية والسورية الأراضي الواقعة تحت سيطرة المعارضة في شمال غرب سوريا، يوم الأحد، مما أسفر عن مقتل طفلين وإصابة عدة أشخاص آخرين.

وأحدث قصف يوم الأحد تصعيداً في شمال غرب سوريا مشيراً إلى أن الحكومة السورية وحلفائها يستعدون لشنّ حملة عسكرية كبرى لم يعلن عنها بعد، ضد المعارضة والجماعات الإسلامية المتشددة في المنطقة، وقد تم بالفعل تهجير الآلاف من المدنيين.

وقال أحمد شيخو، المتحدث باسم الدفاع المدني السوري في إدلب، لسوريا على طول أن ما يقارب 50 غارة جوية وبرميلين متفجرين أطلقتهما الطائرات المروحية مستهدفةً مناطق المعارضة في محافظتي إدلب وحماة قبل ظهر يوم الأحد، مضيفاً أن الغارات الجوية وقذائف المدفعية قتلت 24 مدنياً منذ تصعيد القصف على شمال غرب سوريا الواقع تحت سيطرة المعارضة أواخر الأسبوع الماضي.

وذكر الدفاع المدني أن هجوماً صاروخياً شنته القوات الموالية للحكومة أسفر عن مقتل طفل عمره ثلاثة أشهر، يوم الأحد، في بلدة الهبيط في جنوب غرب ادلب.

وأدت الهجمات الصاروخية وقذائف المدفعية عن إصابة العشرات من المدنيين الآخرين طوال اليوم.

وأعلنت السلطات المحلية منطقة الهبيط “منطقة منكوبة” في بيان أصدرته يوم الأحد عبر الواتساب، وذكرت أن “مئات العائلات” فروا من المدينة هرباً من “القصف الهمجي”.

وفي مقاطع الفيديو التي نشرت على مواقع التواصل الإجتماعي من قبل ناشطين تابعين للمعارضة، يوم الأحد، ظهر استهداف مدينة اللطامنة في محافظة حماة الشمالية ببرميل متفجر، على بعد ثلاثة كيلومترات تقريباً من الخطوط الأمامية المقابلة للحكومة.

وأدى قصف آخر إلى إلحاق أضرار بالغة بمستشفى في اللطامنة، يوم الأحد، مما أدى إلى خروجه عن الخدمة، بحسب ما أفادت وسائل إعلام موالية للمعارضة.

ويأتي قصف يوم الأحد في الفترة التي تستعد فيها الحكومة السورية لحملة كبيرة ضد المعارضة والجماعات الإسلامية المتشددة في حماة وإدلب، وشهدت الأسابيع القليلة الماضية قيام الحكومة بنقل القوات البرية والدروع إلى الأطراف الخارجية للمنطقة الشمالية الغربية الواقعة تحت سيطرة المعارضة في سوريا، ونقل الجيش الروسي عدداً من البوارج الحربية إلى البحر الأبيض المتوسط قبالة السواحل السورية.

وحتى الآن، يبدو أن نيران المدفعية والغارات الجوية الموالية للحكومة تتركز على بعض المناطق في شمال محافظة حماة وجنوب محافظة إدلب على مقربة من الخطوط الأمامية بين مقاتلي المعارضة والقوات الموالية للحكومة.

وفرّ الآلاف من المدنيين من تلك المناطق من القصف، وذلك قبل موجات النزوح الكبيرة في حال تحركت الحكومة السورية ضد المعارضين المحليين.

وحذّر مجلس اللاجئين النرويجي، في بيان صدر الأسبوع الماضي، من أن القتال في إدلب قد “يتحول بسرعة إلى كارثة إنسانية” ، متوقعًا أن 700 آلاف شخصاً قد يصبحون نازحين في حالة هجوم الحكومة الكبير، علماً أن نصف نصف سكان إدلب الحاليين هم نازحون من مناطق أخرى في سوريا.

وقال إبراهيم الحموي، ٢٥ عاماً ، والد أحد الذين فروا من مدينة اللطامنة يوم السبت، لسوريا على طول “كان القصف عنيفاً ولم يتوقف. لا أعلم أين يمكن أن أذهب الآن أنا وعائلتي”

مواد متفجرة أطلقتها الحكومة على جرجناز، يوم السبت. تصوير: الدفاع المدني سوريا-محافظة ادلب.

وهذه هي المرة الثانية التي يفر فيها الحموي، وهو من مدينة كفرزيتا، بسبب العنف المتزايد، وفي هذه المرة، توجه مع عائلته إلى مدينة كفرنبل، على بعد 30 كم شمال غرب اللطامنة في محافظة إدلب.

ووفقاً للمرصد السوري لحقوق الإنسان، أدى ارتفاع وتيرة القصف الجوي والمدفعي الحكومي إلى نزوح نحو 5000 مدني ممن يعيشون في جنوب إدلب وشمال حماة منذ السبت.

رغم استمرار الطائرات الحربية السورية والروسية في قصف المناطق الشمالية الغربية التي تسيطر عليها المعارضة، إلا أن القوات التي تقودها دمشق لم تشن أي هجوم بري بعد،  وفقاً لما ذكره النقيب ناجي، الناطق باسم الجبهة الوطنية للتحرير، وهي إحدى المجموعتين المعارضتين النشطتين في شمال غرب سوريا.

وقال ناجي لسوريا على طول “لم نلاحظ أي تحركات غير اعتيادية، لكننا نستعد لكل السيناريوهات المحتملة”.

ويسيطر التحالف الثوري المتشدد، هيئة تحرير الشام، الذي يتزعمه فصيل تابع لتنظيم القاعدة سابقا والمصنف دولياً كمنظمة إرهابية، على مساحات شاسعة من شمال غرب سوريا، واستثنت الحكومة السورية الهيئة من اتفاقيات وقف إطلاق النار، بما في ذلك اتفاق تم بوساطة روسيا وإيران وتركيا وحدد أربع مناطق خفض تصعيد في جميع أنحاء البلاد- بما في ذلك شمال غرب البلاد- العام الماضي.

“القتال سيأتي”

استيقظ الصحفي عبد المجيد العمر، ٢٦ عاماً، في منطقة سهل الغاب في شمال محافظة حماة، صباح الأحد، على أصوات الطائرات.

وقال لسوريا على طول “سقطت قذيفتا مدفعية حتى الآن”، إلا أن القصف في الأيام القليلة الماضية ضرب مناطق تبعد ما يكفي عن عمر وعائلته ليبقوا في منازلهم.

ولأول مرة منذ أسبوع تتوفر الكهرباء خلال النهار، يوم الأحد، وقال العمر ممازحاً “حان وقت غسل الملابس، وطبخ الطعام، واكتساب بعض الوزن”.

وأضاف أنه من غير المرجح أن تستمر التهدئة، ويقع منزله على بعد ٢ كم فقط من الخطوط الأمامية، ويخشى أن يصل العنف في البلدات القريبة إليه قريباً.

وقال لسوريا عل طول “القتال سيأتي”، مضيفاً “بالطبع سوف اضطر للمغادرة” إذا حدث ذلك.

واستعادت الحكومة السورية سلسلة من المعاقل الكبرى التابعة للمعارضة خلال العامين الماضيين، وأجلت مقاتلي المعارضة وعائلاتهم الذين رفضوا البقاء تحت سيطرة الحكومة إلى المنطقة الشمالية الغربية التي تسيطر عليها المعارضة. ويقيم عشرات الآلاف من أهالي الغوطة الشرقية وجنوب دمشق ودرعا الآن في محافظة إدلب.

ورغم أن دمشق لم تعلن رسمياً بعد عن بدء أي عملية لاستعادة السيطرة على إدلب وحماة، إلا أن تصريحات المسؤولين الحكوميين قد أشارت عدة مرات إلى أن القتال لاستعادة السيطرة على المحافظة بات وشيكا.

 

هذا التقرير هو جزء من تغطية سوريا على طول لظروف النازحين في سوريا، لمدة شهر كامل، بالتعاون مع منظمة كونراد أديناور والمراسلين على الأرض هناك. اقرأ تقريرنا التمهيدي هنا.

شارك هذا المقال