4 دقائق قراءة

“لا يوجد مكان آمن” في الغوطة الشرقية.. الغارات تقتل أكثر من 100 مدني في أقل من 48 ساعة

أسفرت الغارات الجوية والقصف المدفعي التابع للحكومة عن مقتل أكثر […]


8 فبراير 2018

أسفرت الغارات الجوية والقصف المدفعي التابع للحكومة عن مقتل أكثر من مئة شخص في الضواحي الشرقية لدمشق، الواقعة تحت سيطرة المعارضة، خلال أقل من 48 الساعة الماضية، وفقاً لما قاله مسؤولون محليون في الدفاع المدني لسوريا على طول، يوم الأربعاء، واصفين الوضع هناك “بالمأساوي”.

والهجمات الأخيرة على الغوطة الشرقية هي الأعنف منذ أن كثفت القوات الحكومية السورية غاراتها الجوية والمدفعية على جيب المعارضة المحاصر في أواخر كانون الأول.

وإلى ذلك قال ماهر أبو فادي، 35عاماً، لسوريا على طول يوم الأربعاء “لايوجد أي مكان آمن في دوما ولا يوجد مكان لنهرب” واصفاً الأوضاع في دوما عاصمة الغوطة الشرقية بالمأساوية.

وأفاد الدفاع المدني السوري في ريف دمشق من خلال صفحاته الرسمية على وسائل التواصل الاجتماعي أن أكثر من 20 شخصاً قتلوا جراء الغارات الجوية والمدفعية على الجيب المحاصر، يوم الأربعاء، ، كما أسفرت هجمات يوم الثلاثاء عن مقتل 80 شخصاً آخرين، وفقاً لإحصائيات الدفاع المدني الأخيرة.

أحد عناصر الدفاع المدني ينقل طفلاً من موقع الغارة الجوية على دوما يوم الأربعاء. صورة من صفحة الدفاع المدني السوري في ريف دمشق.

ومن بين عشرات الأشخاص الذين قتلوا يوم الثلاثاء أحد أقارب ماهر أبو فادي، الذي قال أنه توفي إثر غارة جوية حكومية، وذكرت الأنباء أن الغارات الجوية أسفرت عن مقتل 12 شخصاً في دوما وحدها يوم الأربعاء.

وقال سراج محمود، المتحدث باسم الدفاع المدني، في بيان له نشر على الانترنت، يوم الثلاثاء، أن المستشفيات المحلية في الجيب المحاصر تكافح من أجل علاج مئات المصابين  ومنهم من هم في حالة حرجة، حيث تواجه المرافق الطبية في الغوطة الشرقية نقصاً حاداً في الإمدادات في ظل حصار حكومي محكم.

وأضاف محمود “من المحزن أن ينضم الأهالي المصابون، من بينهم نساء وأطفال، إلى أعداد القتلى”.

وتواصلت سوريا على طول مع ثلاثة متطوعين من الدفاع المدني السوري في ضواحي الغوطة الشرقية، يوم الأربعاء، وصرحوا أنهم لا يستطيعون إحصاء عدد الجرحى والقتلى في حين لاتزال عمليات القصف والبحث والإنقاذ مستمرة.

ومن جهته، قال فراس الكحال، عضو في الدفاع المدني، لسوريا على طول يوم الأربعاء ” نحن مضغوطين الآن كثيراً والوضع مأساوي والله لا نسطيع أن نقول شيئاً أكثر من ذلك الآن”.

وأفاد مسؤولو الدفاع المدني عن وقوع غارات جوية في ثماني مدن وبلدات في ضواحي الغوطة الشرقية على مدى الـ 48 ساعة الماضية.

من جانبه أعلن مجلس دوما المحلي “حالة الطوارئ” يوم الثلاثاء في الأحياء الشمالية والغربية من المدينة، وهما المنطقتان الأقرب إلى الخطوط الأمامية حيث جنود النظام والقوات المتحالفة معه.

وذكر حميد حسان، أحد سكان مدينة دوما البالغ من العمر 28عاماً، لسوريا على طول “خلال هذه الأيام رائحة الموت تفوح من كل مكان”.

دوما، الصورة من صفحة مركز الغوطة الإعلامي.

وتعد ضواحي الغوطة الشرقية، المحاصرة من قبل الجيش السوري والقوات المتحالفة معه منذ عام 2013، موطناً لما يقدر ب 400 ألف نسمة، ويذكر أن الجيب المحاصر هو أحد االمناطق الأربعة المذكورة ضمن اتفاقية خفض التصعيد بوساطة روسيا وايران التي أعلن عنها في شهر آيار الماضي.

وعلى الرغم من اتفاقية خفض التصعيد، شنت الطائرات الحربية السورية والروسية حملة جوية مكثفة على المنطقة المحاصرة في ٢٩ كانون الأول رافقها قصف يومي تقريباً، بالتزامن مع المواجهات على الأرض بين القوات الموالية للنظام ومقاتلي المعارضة في الطرف الشمالي الغربي من الغوطة الشرقية.

وبحسب إحصائيات خاصة بالدفاع المدني، حصل عليها موقع سوريا على طول، يوم الأربعاء، فإن الغارات الجوية والقصف المدفعي أسفر عن مقتل أكثر من ٢٥٠ شخصاً من الغوطة الشرقية، فضلاً عن إصابة ما يزيد عن  ألف آخرين منذ ٢٩ كانون الأول، ولا تشمل هذه الأرقام قتلى وجرحى صباح يوم الأربعاء.

وخلال الفترة نفسها، استهدفت ثلاث غارات الغوطة الشرقية بغاز الكلور، وذكرت سوريا على طول أن الهجوم الأخير كان في الثالث من شباط الحالي حيث استهدفت ثلاثة صواريخ أرض – أرض محملة بغاز الكلور دوما مما أدى إلى إصابة أربعة أشخاص بجروح.

وإلى مدينة سقبا، وهي من المدن التي تعرضت للقصف، وتبعد عن دوما نحو 6 كيلو مترات إلى الجنوب، قال عبد الرحمن طفور، ناشط إعلامي، إن حركة الشوارع في  البلدة “متوقفة تماماً ” يوم الأربعاء.

ووسط وابل من الضربات الجوية والقصف المدفعي في المنطقة، يحاول طفور وجيرانه حماية أنفسهم من خلال الاختباء في أقبية المنازل، بينما السكان الذين ليس لديهم أقبية “مسلمين أمرهم لله” على حدّ وصفه.

وقال مواطن دوما، حسان، لسوريا على طول أنه خرج من منزله يوم الأربعاء لشراء حاجيات من أحد المتاجر التي كانت مفتوحة في السوق المجاورة، وسلك الطرق الفرعية لتجنب القصف الذي يستهدف الطرق الرئيسية، ومع ذلك “قذيفة المدفعية سقطت على بعد أمتار قليلة” من دراجته النارية، وكادت أن تودي بحياته.

ووصف باولو بنهيرو، رئيس اللجنة الدولية المستقلة المعنية بالتحقيق بالانتهاكات في سوريا، قصف النظام للغوطة الشرقية، في بيان صدر يوم الثلاثاء بأنه “مثير للقلق”.

وقال بينهيرو أن القصف “يعد استهزاء بما يسمى مناطق خفض التصعيد التي تهدف إلى حماية المدنيين من هذا القصف”.

وقال ماهر أبو فادي، مدني من مدينة دوما، لسوريا على طول يوم الأربعاء أن الوضع في دوما لا يوصف، فالمآذن القريبة من منزله تصدح بأسماء القتلى جراء الغارات الجوية والقصف، على حد قوله.

وختم حديثه لسوريا على طول “قد ما حكيتلك مستحيل أوصف لك”.

 

شارك هذا المقال