4 دقائق قراءة

“للمرة الأولى”: موجة غير مسبوقة من هجمات العبوات الناسفة تستهدف مراكز الدفاع المدني في درعا

تسلل عدد من الرجال في الظلام، إلى محيط مركز الدفاع […]


11 مايو 2017

تسلل عدد من الرجال في الظلام، إلى محيط مركز الدفاع المدني، في مدينة درعا، الخاضعة لسيطرة المعارضة، مساء يوم الأحد.

لفتت حركتهم انتباه واحد من عناصر الدفاع المدني، وعندما خرج للتحقق من الأمر، رأى رجالا  يركضون في الظلام، وتركوا وراءهم كيسا أسود بداخله عبوة ناسفة، محلية الصنع، ومعدة للتفجير.

وعلى الفور أخبر فريق الدفاع المدني خلية الهندسة التابعة للجيش للحر بالحادثة، حيث حضرت وقامت بتفكيك العبوة الناسفة، وأوقفت بذلك الهجوم الرابع على الدفاع المدني خلال أقل من شهرين.

وفي محافظة درعا، جنوب سوريا، أسفرت موجة غير مسبوقة، من هجمات العبوات الناسفة، عن مقتل خمسة من عناصر الدفاع المدني، من بينهم مدير الدفاع المدني السابق، في 20 آذار.

آثار انفجار عبوة ناسفة أسفرت عن مقتل أربعة من عناصر الدفاع المدني، في درعا، في الثاني من أيار. تصوير: الدفاع المدني السوري في محافظة درعا.

ولا تعد هذه الهجمات ضد مراكز الدفاع المدني وعناصره أمرا جديدا. فمنذ آذار، تسببت الغارات الجوية والقصف المدفعي بتدمير ما لا يقل عن 17 مركزا للدفاع المدني، عبر مناطق سيطرة المعارضة.

ويقول مصطفى محاميد، مدير الدفاع المدني في محافظة درعا، لسوريا على طول “بدأ استهداف فرق الدفاع المدني، في درعا، باستهداف مدير الدفاع المدني عبد الله السرحان، في نهاية شهر آذار الماضي، بعبوة ناسفة”.

وفي المحافظة الواقعة على الحدود السورية مع الأردن، تتسبب هجمات العبوات الناسفة بمقتل عدد من عناصر الدفاع المدني أكثر مما تفعل الغارات الجوية وقذائف الهاون معا.

ويقول محاميد لمراسل سوريا على طول، وليد النوفل “يتم قصف مراكزنا في الشمال السوري بسلاح الجو، وفي الجنوب يُعتمد على العبوات الناسفة”.

هناك تصعيد واضح في استهداف فرق الدفاع المدني في محافظة درعا عن طريق العبوات الناسفة، متى بدأ هذا الأمر بالظهور، وهل سبق وأن تعرضتم لمثل هذه الهجمات خلال أعوام الحرب الستة؟

بدأ استهداف فرق الدفاع المدني، في درعا، باستهداف مدير الدفاع المدني عبد الله السرحان، في نهاية شهر آذار الماضي بعبوة ناسفة في ريف درعا الشرقي، وكانت هذه المرة الأولى.

هل كان هناك هجمات ذات طبيعة مماثلة للهجمة الأولى؟

بلغ العدد حتى اللحظة 4 عمليات استهداف، العلمية الأولى (20 آذار) استهدفت قائد الدفاع المدني في درعا، والثانية (2 أيار) كانت استهداف فريق وسيارة إسعاف للدفاع المدني، راح ضحيتها رئيس مركز الدفاع المدني في بلدة بصر الحرير وثلاثة من عناصر المركز، بريف درعا الشرقي، وثلاثة جرحى من المتطوعين.

أما الاستهداف الثالث كان لفريق الذخائر غير المتفجرة في درعا راح ضحيته 3 إصابات.

رجل يقود دراجة نارية عبر المباني المدمرة في محافظة درعا، 16 آذار. تصوير: محمد أبازيد

أما التفجير الرابع والأخير كان مساء يوم الأحد والذي كان عن طريق زرع عبوات ناسفة في محيط مركز الدفاع المدني في مركز درعا البلد، (القسم الجنوبي من مدينة درعا، المعروف أيضا باسم درعا البلد، وهو تقريبا تحت سيطرة المعارضة بالكامل، كما أنه موقع لمعركة استمرت على مدى شهور بين قوات النظام وقوات المعارضة)، حيث كانت معدة للتفجير في مركز درعا البلد، وهي عدة عبوات كانت مزروعة: عند المنامة والمكتب والمرآب.

وشَعر أحد عناصرنا بتحركات غريبة في محيط المركز، وعندما خرج شاهد مجموعة أثناء هروبها وقد وضعت كيسا أسود قرب المركز، وعندما اقتربنا اكتشفنا وجود عبوة ناسفة معدة للتفجير تم التعامل معها، أخبرنا عمليات الجيش الحر بالمنطقة بالحادثة، لملاحقة الخلية المسؤولة عن العبوات، وحضرت خلية الهندسة التابعة للجيش للحر، وقامت بتفكيك العبوات الناسفة والتعامل معها وسحبها.

وبلغ عدد شهدائنا خلال تلك العمليات 5 عناصر.

من هي الجهات التي تقف وراء ذلك، وما هو الهدف برأيك من هذه الهجمات؟

الاستهداف بكل تأكيد من قبل قوات النظام، والخلايا النائمة التابعة له.

(لم يتسن لسوريا على طول التحقق بشكل مستقل من أن النظام وراء هذه الهجمات، على الرغم من أن وزارة الدفاع السورية نشرت تسجيل فيديو في 21 آذار، تظهر فيه عبوة ناسفة تنفجر بسيارة في نفس المكان الذي قتل فيه عبد الله السرحان، مدير الدفاع المدني في درعا. وتزعم وزارة الدفاع السورية أن الهجوم استهدف “مجموعة تابعة لجبهة النصرة الإرهابية”).

ونحن في الدفاع المدني على مسافة واحدة من الجميع في المناطق المحررة، نقوم بعملنا دون تمييز بين مدني أو عسكري، إسلامي أو غير ذلك. كما أننا موجودون لخدمة الجميع في المناطق المحررة، ولا عدو لنا سوى النظام وأتباعه.

وبعد استهداف عبد الله السرحان، قائد الدفاع المدني في درعا، نشر النظام والإعلام الحربي تسجيل فيديو لعملية الاستهداف ما يؤكد أن النظام هو المسؤول عن ذلك دون شك.

وما يجري الآن، هو استمرار لحملة روسيا والنظام في استهداف مراكز وفرق الدفاع المدني في عموم سوريا، حيث يتم قصف مراكزنا في الشمال السوري بسلاح الجو، وفي الجنوب يُعتمد على العبوات الناسفة، وذلك لإيقاف عملنا، وهي ذات الحملة التي يشنها الطرفان منذ سنوات على فرقنا ومراكزنا.

هل أثرت هذه الاستهدافات على عملكم في المنطقة؟ وهل اتخذتم أي خطوات لمنع هجمات مماثلة قد تحدث مستقبلا؟

كل هذه العمليات والمحاولات لم تثني عناصرنا عن عملهم، لكن الصعوبات التي تواجهنا هي عمليات الانفلات الأمني التي تؤخر عملنا وتعيقه، بالإضافة لاستهداف النظام لكوادرنا وسياراتنا بشكل مباشر.

ويؤثر الاستهداف بالتأكيد على عملنا، حيث أصبح هناك تأخير بإسعاف أو نقل الجرحى، بعد أن أصبحنا نسلك طرقا بعيدة وأكثر أماناً.

هل تعرض الدفاع المدني لأي هجمات غير العبوات الناسفة منذ آذار؟

وقعت، منذ آذار، ست عمليات تفجير (غير العبوات الناسفة) وغارات جوية استهدفت فرق الدفاع المدني، وأسفرت عن مقتل اثنين من عناصرنا وإصابة ثمانية آخرين. ومن بين تلك الهجمات كان هناك خمسة في مركز الدفاع المدني في مدينة درعا، والسادسة في بلدة نعيمة.

ترجمة: سما محمد.

شارك هذا المقال