3 دقائق قراءة

“لن يفوز أحد”

آذار  3، 2014 في كانون الاول ٢٦، إتفقت قوات النظام […]


3 مارس 2014

آذار  3، 2014

في كانون الاول ٢٦، إتفقت قوات النظام والثوار على وقف إطلاق النار في معضمية الشام، “ضاحية الجوع” الواقعة خارج دمشق، وفتح طريق المساعدات الانسانية للبلدة بعد قرابة ١٥ شهر من الحصار.

اتبع عدد من ضواحي دمشق المحاصرة نفس الوضع: دخول المساعدات الانسانية الى مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في آواخر كانون الثاني بعد نشر تقارير عن وفات العشرات جراء الجوع، في حين تم رفع علم الحكومة السورية عندما زار محافظ ريف دمشق ببيلا في شباط  ١٦.

طوال ١٥ شهر من حصار الحكومة، ظهر قصي زكريا كواحد من أبرز الصحفيين المدنيين في نشر معاناة الشعب في معضمية الشام، وسلّط الأضواء على جوع المدنيين للعالم باللغة الانكليزية.

“يمكن للجوع أن يدمر عقلك، أمالك، ومعتقداتك”، قال زكريا لجيكوب ورتشافتر من سوريا على طول في الجزء الأول من مقابلة من جزئين.

في الجزء الثاني، فسّر زكريا كيف أن الانشقاقات داخل المعارضة “تسمح للأسد بتطبيق خطة بسيطة ألا وهي فرق تسد.”

س. لماذا قررت المغادرة؟ هل غادرت لأنك تعرضت للتهديد؟

بسبب عملي كناشط مدني، وصحفي مدني، إتجه النظام نحو عائلتي ونحوي بشكل جاد جداً. بمساعدة بعض الواشيين، تمكن النظام من الحصول على معلومات هاتفي الجوال وبعض المعلومات الأخرى، وبدأ بمراقبة عائلتي وأصدقائي.

بدؤوا بإعتقال أصدقائي في دمشق وثم مداهمة منزل عائلتي من قبل المخابرات، لكنهم تمكنوا من الهرب.

لدي الكثير من العمل المهم الذي علي إنهاءه وأنا لا اريد ان اموت او أن يلقى القبض علي بظروف غامضة، لذلك قررت أنه عي العيش للقتال في يوم آخر مهما كان.

بعد بداية محادثات جنيف، بدأت اتلقى اتصالات من لجنة مفاوضات خارجية. قالوا لي اذا خرجت من معضمية الشام وتحدثت مع بعض المسؤوليين لدى الأسد، سأكون بخير ولن يحدث لي شيء.

الأمر هو انه إذا حدث لي اي مكروه، على سبيل المثال اذا قتلت، سيعلم العالم اجمع بأنني كنت عند نظام الاسد، وسيعرفون على من سيتم القاء اللوم أو السؤال.

الدقيقة التي عبرت من حاجز الجيش الحر، على مدخل البلدة، كان الحدث عاطفي جداً لي. بعد المغادرة بعد فترة طويلة.

لقد صعقت من منظر اضواء الشوارع، والسيارات، والناس الذاهبين الى اعمالهم كأن شيئاً لم يحدث. كأنهم لا يلاحظون أو يهتمون بأن هناك اناس يتضورون جوعاً حتى الموت ويبعدون فقط ثلاث دقائق منهم.

لقد مكثت في فندق لمدة ثلاثة أيام قبل أن يقابلني ضابط رفيع المستوى من الفرقة الرابعة. رحّب بي وبذل قصار جهده ليجعلني أشعر بالراحة. كان لدينا نقاش مفتوح بشكل غير عادي. والخلاصة كانت بأنه لن يفوز أحد، نحن على حد سواء خاسرون. هذا ما قاله.

س. مع مقتل الكثير من المعتدلين، هروب آخرين والقاء القبض على الباقي، ما الذي يحدث لأفكارهم المبدئية؟

لا يوجد الان سوى بعضهم. معظم هؤلاء الثوريين الحقيقيين إما مات، أو اغتيل، أو ألقي القبض عليه، أو هجر، أو أسوء، أخيراً تصبح حيادي.

في نهاية اليوم، استنتاجي البسيط بأن لا أحد يريد أن يرى الثورة السورية وأهدافها ناجحة. هدفها منذ البداية كان إسقاط نظام الأسد وبناء سوريا حرة للكل. وسأقول مجدداً للكل. سني، شيعي، علوي، مسيحي، درزي، كردي، فلسطيني، وأرمني، كلها مجتمعات في سوريا.

س. لقد حصلت على مساعدة في حملة “كسر الحصار” من اعلاميين في الائتلاف الوطني السوري. لقد رأينا احصائيات جديدة من حلب تظهر أن فقط قلة من الناس في الداخل يرون ان الائتلاف السوري مثلهم. لذلك اتسائل كيف ترى انت الائتلاف الوطني السوري، كيف هو دورهم القيادي وهل لهم مكان في المرحلة الجديدة؟

كما قلت المشكلة الكبرى هي عدم وجود قيادات داخل سوريا. وقد ادت هذه المشكلة الى تقسيم الثورة السورية، والذي سمح لنظام الاسد بتطبيق خطة فرق تسد البسيطة.

أكبر مشكلة لدى الائتلاف هو انه هيئة بنيت في خارج سوريا في محاولة لبناء جسور داخل سوريا، باستخدام اموال الدعم والمساعدات. هناك فقط عدد صغير من اعضاء الائتلاف لديهم دراية بالشعب السوري والثوار. انا شخصياً لا اعرف اي من اسماء قادة الائتلاف حتى اكبر الاسماء البارزة في الائتلاف يوجد الكثير من علامات الاستفهام حولهم، من أين جاؤوا؟ لمن كانوا يعملون؟
للأسف هذه هي أكبر هيئة يوافق عليها المجتمع الدولي لتمثيل سوريا. وسوف تودي بنا إلى مستنقع من القرارات السيئة وأيام سيئة للثورة السورية.

للمزيد من سوريا على طول، تابعونا على فيسبوك أو تويتر.

شارك هذا المقال