9 دقائق قراءة

ما بعد هزيمة تنظيم الدولة… مخاوفٌ من القصاص والفتنة القبلية وذاكرة الدم

 تنظيم الدولة في سوريا كما في العراق آخذٌ بالتقهقر، فقد […]


27 سبتمبر 2017

 تنظيم الدولة في سوريا كما في العراق آخذٌ بالتقهقر، فقد خسر التنظيم 60% من أراضيه بحلول صيف عام 2017، حيث تمزقت أوصال “عاصمة الخلافة” المزعومة في سوريا بحكم الأمر الواقع، إثر المعارك التي دارت في المدينة والغارات الجوية التي تقودها الولايات المتحدة، في حين تقوم قوات النظام على الجانب الشرقي من المدينة بشن هجوم على قلب أراضي تنظيم الدولة، الواقعة على طول نهر الفرات في محافظة دير الزور، إذ من المرجح أن يقاوم التنظيم حتى النفس الأخير.

تعدّ هزيمة تنظيم الدولة بالنسبة لمجموعات سورية ودولية متباينة غاية في الأهمية، ولكن ما الذي سيحدث في اليوم الذي يلي دحر التنظيم حيث يتطلع الأهالي إلى إعادة الإعمار والتصالح مع الماضي؟

ينظر العالم الخارجي عادةً إلى الحرب ضد تنظيم الدولة على النطاق الضيق والعريض بأنها معركة ضد جماعة عدمية متوحشة، إلا أن أهالي دير الزور في الداخل والخارج ينظرون إلى هذه الحرب وكأنها حرب شعواء تقوم أطرافها بتصفية الحسابات الشخصية فيما بينها.

فتنظيم الدولة في دير الزور ليس مجرد قوة غازية غريبة، فمنذ أن اجتاحت شرقاً دير الزور، المحافظة الغنية بالنفط، في عام 2014، نجح التنظيم في استغلال النظام القبلي في المنطقة فقد استمال القبائل المحلية بالمال والسلاح ومنحهم كافة السلطات.

وغدا رجال القبائل المحليون جنود دولة الخلافة التي أعلنت عن نفسها بنفسها، وأخذوا يقاتلون في معارك التنظيم ويضبطون جموح البلدات والقرى الواقعة تحت سيطرتهم بعد أن كانوا جيران الأمس وزملاء العمل والتعليم لأهالي تلك القرى.

اليوم، ومع استمرار خسارة تنظيم الدولة لأراضيه على عدة جبهات سوريا والعراق، يتحدث رجال من القبائل المحلية في دير الزور، لموقع سوريا على طول، أن بعضاً من أولئك الذين تم نفيهم قسرياً أو أولئك الذين شاهدوا مقتل أفراد من أسرهم على يد تنظيم الدولة تلوح أمام أعينهم فرصة القصاص من المتواطئين في دير الزور مع التنظيم بعد دحره.

إن رغبة الانتقام إلى جانب غياب سلطة مركزية قوية، مع انخفاض سطوة سلطة القبائل بسبب النظام أولاً ومن ثم بسبب تنظيم الدولة، يمهد كل ذلك الطريق لعمليات قتل ثأرية وتصفية حسابات قبلية بعد الهزيمة العسكرية التي ستلحق بالتنظيم الإرهابي في نهاية المطاف.

الخيانة

أثناء إقامة أبو مجاهد الشرقية في بلدة صغيرة شمالي الحدود التركية مع سوريا، اعتاد أن يتفقد جواله ويتصفح الانترنت، يتواصل مع الأصدقاء والأقرباء لمتابعة الحملة المستمرة ضد تنظيم الدولة.

وقد مضى ثلاثة أعوام تقريباً منذ أن غادر مجاهد الشرقية، ذو العشرين عاماً، منزله الكائن في قرية نائية في دير الزور ليتجه إلى تركيا بعد أن سيطر تنظيم الدولة على المنطقة.  

حين سيطر تنظيم الدولة على محافظة دير الزور في عام 2014، تحالفت قبيلة الشرقية مع الجيش السوري الحر ضد المتشددين، وبعد خسارتهم، تم إخراجهم جميعاً من المحافظة مع غيرهم من المقاتلين.

وببساطة فإن في حوزة قوات تنظيم الدولة ما يفيض عن حاجتها من الذخيرة النارية، بما فيها الأسلحة الأميركية الصنع التي سرقت من مقرات الجيش العراقي خلال السيطرة على الموصل، ولديهم الدعم المحلي أيضاً؛ فكما أن العديد من القبائل الكبيرة في دير الزور قاتلت إلى جانب الجيش السوري الحر وجبهة النصرة، انحازت قبائل أخرى إلى جانب تنظيم الدولة.

ووجدت هذه العشائر والقبائل الصغيرة في الانضمام من تنظيم الدولة طريقة لالتماس القرب من قبائل أقوى في المنطقة حازت على الجاه والسلطة بعد انسحاب الحكومة السورية من شرقي البلد، فحاربوا إلى جانب مقاتلي تنظيم الدولة الأجانب والعراقيين لطرد الثوار وقبائلهم الحليفة، ومن ثم نهبوا القرى الخاوية التي كانت تسكنها القبائل المهزومة.

يشار إلى أن المصادر في هذا التقرير طلبت عدم الإفصاح عن أسمائها وعدم ذكر القبائل باسمها خشية إثارة الصراع فيما بينها.

ثلاث سنوات مرت على رحيله من موطنه في محافظة دير الزور، ولم ينس مجاهد الشرقية “خيانة”  أولئك المتواطئين مع تنظيم الدولة.

“اضطررنا أن نهجر قرانا لأن الأنصار أخذوا على عاتقهم إشهار سيف الدولة الإسلامية”، بحسب ما قال الشرقية لموقع سوريا على طول، متهكماً بإطلاق صفة الأنصار على القبائل العربية السورية الحليفة لتنظيم الدولة، يشار إلى أن الأنصار في التاريخ الإسلامي هم أهل المدينة المنور (يثرب) الذين ناصروا رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم، \ بعد هجرتهم من مكة في القرن السابع الميلادي.

وتابع الشرقية “حين ينقضي عهد الإرهابيين فتلك القبائل هي من ستضطر للهجرة”.

استغلال القبلية والفتنة العشائرية

نما تنظيم الدولة وازدهر وسط الفوضى الحاصلة، واستطاع التأقلم مع البيئة المحلية مستغلاً التصدعات والضغائن الدفينة الموجودة سابقاً.

في عام 2014، دعا أبو مصعب الزرقاوي، الزعيم السابق لتنظيم القاعدة في العراق، علناً إلى شن حرب طائفية ضد الشيعة كي “يصحو أهل السنة من سباتهم”.

 وبعد أكثر من عقد من الزمن، انتهج قادة تنظيم الدولة استراتيجية مماثلة لجذب أتباع السنة لمحاربة نظام بشار الأسد في سوريا بقيادة الطائفة العلوية، و”نجح التنظيم منذ دخوله الأراضي السورية بضرب العشائر بعضها ببعض، إذ لعب أصلاً على الوتر العشائري حتى تمكن من الدخول إلى دير الزور”، بحسب ما ذكر رامي عساف، حقوقي من دير الزور، وعضو حالي في رابطة المحاميين السورين الأحرار، منظمة قانونية موالية للمعارضة، كما أنه يعمل على قضايا حقوقية وتوثيقية لأهالي محافظته.

ولم يجد تنظيم الدولة في مجتمعات شرقي سوريا المنسجمة دينياً، سوى أن يلجأ لاستغلال غير ذلك من التصدعات الاجتماعية، بحسب ما ذكر عساف وغيره من أهالي دير الزور المنفيين خارج المحافظة.

 وقال عساف “لا يوجد لدنيا نحن في دير الزور طائفية كي يتمكنوا من اللعب على هذا الوتر، لكن ربما تثمر الفتنة العشائرية”، وهذه ليست استراتيجية مبتكرة، فقبل وصول تنظيم الدولة، أعاد الرئيس حافظ الأسد – أنذاك –  قبائل دير الزور المهمشة تاريخياً إلى حضن الوطن. ويُذكر بأن عناصر من هذه القبائل الصغيرة، والتي كانت تشتهر برعاية الإبل والأغنام ويطلق عليها، قد خدمت في الجيش وأجهزة المخابرات وحظيت بمكانة بارزة. 

وبينما حصل العديد من رجال عشائر “الشوايا” على مناصب سلطوية في الحكومة، ظل دعم الحكومة لمجتمعاتهم عموماً متقلباً، وفي ظل الإصلاحات الليبرالية التي قام بها بشار الأسد الابن، تحولت الاستثمارات من المناطق الغنية بالطاقة شرقاً، والتي تتسم بكثافة سكانية قليلة، إلى المراكز الحضرية في البلاد غرباً، وأدى تحويل أولويات الدولة المركزية، بالإضافة إلى الجفاف الشديد الذي استمر لخمس سنوات، إلى دفع المجتمعات الريفية في شرقي سوريا إلى هاوية الفقر.

حين اندلعت الثورة في عام 2011، تحالفت العشائر الكبيرة مع الجيش السوري الحر والفصائل الإسلامية التي تقاتل النظام، حيث سيطرت بالمقابل على أراضي ومصافي النفط، بينما تم تجاهل واستبعاد العديد من (رجال قبائل) الشوايا، المتهمين بتأييدهم للأسد.

وبعد ثلاث سنوات، نشب صراع داخلي بين تنظيم الدولة وثوار سوريا حيث تم اجتياح المناطق التي تقع تحت سيطرة المعارضة في البلاد، فقام تنظيم الدولة بالتقرب من عشائر شرقي سوريا الذين تم تهميشهم للمرة الثانية وأغرى قادتهم بالمال ومناصب السلطة مقابل تقديم الولاء له.

يتحدث  أحمد الرمضان، مدير مجموعة “فرات بوست” المناهضة للنظام السوري وتنظيم داعش، إلى “سوريا على طول” من منفاه في تركيا قائلاً “لعبت داعشعلى وتر العشائرية، فقربت عشائر دون أخرى”، وأضاف: “بعدما تقربت داعش من الوجوه العشائرية في المنطقة بدأت بمنحهم سلطات ومميزات دون غيرهم”.

وتابع الرمضان “فمثلاً يمكن لشيخ العشيرة الفلانية أن يذهب إلى الحسبة كي يخرج عدداً من المساجين، ويمكن لآخر أن ينسق مع عالم من المرتدين والصحوات ويأتي بهم دون أن يسألهم أحد، وهكذا”.

وكان الخوف من الانتقام من القبائل المتواطئة مع تنظيم الدولة هو الوسيلة التي يستخدمها التنظيم لفرض سيطرته، بحسب ما ذكر رمضان، وبذلك يريد أن يبعث التنظيم رسالة للعشائر التي تقاتل إلى جانبه والتي أعدمت بمباركته شباب من قبائل أخرى، مفادها “إذا لم تقاتلوا معنا وتستبسلوا  بكل طاقاتكم فالخطر محدقٌ  بكم وأهالي العشائر لن تنساكم وستقوم بذبحكم.”

الدم الذي لا يبرد

بعد أن سيطر تنظيم الدولة على دير الزور في عام 2014، سارع “الجهاديون” إلى فعل ما فعلوه سابقاً في العراق في استمالة القبائل المحلية التي تمتلك تاريخياً السطوة على المنطقة.

وفي ذلك الوقت، أنشأ تنظيم الدولة ديوان العشائر المكلف بمهمة تجنيد الزعماء المحليين إما من خلال إغرائهم بالثروة والنفوذ أو من خلال تشجيع القادة الأصغر سناً ممن يسهل اقتيادهم ليحلوا محلهم، بالإضافة إلى التوسط في النزاعات التي تنشأ بين العشائر.

شيوخ القبائل السورية خلال اجتماع بديوان العشائر التابع لتنظيم الدولة في عام 2014. مصدر الصورة لـ ARA News.

لقد نجحت هذه الاستراتيجية على المدى القصير، حيث قام تنظيم الدولة بتجنيد العشرات من شيوخ القبائل الذين يمثلون آلاف العناصر، وبعد أن غدوا مقاتلين تحت إمرة تنظيم الدولة عملوا على تمثيل غالبية جنود الجماعة الإرهابية في المحافظة.

وبينما كان تنظيم الدولة يزيد من نفوذه في المنطقة، تحالفت الجماعة مع عشائر صغيرة لا تربطها بالثوار أو الحكومة السورية علاقات وثيقة، وحين رفض كبار زعماء القبائل المشهورين الولاء لهذه الجماعة، لجأ تنظيم الدولة إلى تعيين رجال القبائل الأصغر سناً في مناصب مهمة ضمن الهيكل التنظيمي لسلطته، حيث قاموا بدورهم بالتقرب من أقاربهم وتهميش الجيل الأكبر سناً.

وتم تشجيع أولئك الشيوخ الذين شاركوا في إرسال أبنائهم للقتال مع تنظيم الدولة وتزويج قادة الجماعة من بناتهم، مما أدى إلى دمج الجهاديين بعمق المجتمع القبلي. 

فعلى سبيل المثال، ولّى قادة تنظيم الدولة عامر الرفدان، شاباً لكنه يتمتع بشخصية بارزة وينحدر من فخذ عشيرة “العكيدات” والذي يعرف بـ “البكيّر”، أميراً عليهم في دير الزور، ومنحوه المال والسلطة مقابل أن يتعهد بولاء عشيرته “العكيدات”، وهي من أكبر القبائل في شرق سوريا.

وآتى الاتفاق أُكله بالنسبة لتنظيم الدولة، فعلى الرغم من مقتل الرفدان بغارة أمريكية في تموز/يوليو من عام 2015، إلا أن الكثير من رجال عشيرة البكير استمروا في القتال إلى جانب التنظيم الذي صنع أيضاً الكثير من العداءات له وللقبائل المحلية الحليفة.

ففي آب/أغسطس من عام 2014، قام تنظيم الدولة بوحشية بقمع انتفاضة الشعيطات، وهي فخذ من عشيرة العكيدات، في قرية صغيرة جنوب شرق مدينة دير الزور. ولكي يجعل التنظيم من المتآمرين عليه عبرة للجميع، سار بأكثر من 700 شاب من عشيرة الشعيطات إلى الصحراء، حيث صور المقاتلون أنفسهم وهم يقطعون رؤوس رجال القبائل ويطلقون الرصاص عليهم.

وبعد المذبحة، تواردت الأنباء أن أفراداً من البكيّر والقرعان، وهي عشيرة أخرى موالية للتنظيم، نهبوا المنازل المهجورة لعائلات الشعيطات الذين فروا من المحافظة.

ولا تزال عملية قتل رجال قبيلة الشعيطات تعتبر من أكبر المجازر الجماعية الموثقة التي ارتكبها تنظيم الدولة على مدى تاريخه الدموي.

وعلى إثر ذلك، هربت الكثير من عائلات الشعيطات من دير الزور، في حين رضخ آخرون لضغط تنظيم الدولة، وتعهدوا بالطاعة لقيادة الجماعة مقابل الحصول على حقهم بالعودة إلى منازلهم.

تعتبر الشعيطات اليوم واحدة من عدة قبائل في دير الزور يقاتل أتباعها تنظيم الدولة إلى جانب مجموعة من القوى المسلحة، بدءاً من الميليشيات الموالية للحكومة إلى المجموعات الماركسية الكردية. وتلتقي جميعها على أمل الانتقام من التنظيم ومؤيديه.

وفي محاولة للحفاظ على السلطة في دير الزور، قام تنظيم الدولة بتقويض مجموعة من القوانين والأنظمة المعمول بها في المنطقة منذ قرون، وهمش قادة القبائل المسؤولين عن ضبط السلام، في حين قام بتنصيب نفسه على أنه صانع القرار الرئيسي في الهيكل التنظيمي القبلي.

وعليه، أصبح بوسع أفراد القبائل المبايعة لتنظيم الدولة المضي الآن في قمع وتشريد وقتل الأهالي بعد أن حصلوا على الحصانة من العقاب القبلي بحكم علاقتهم بالجهاديين.

لكن مع الهزيمة العسكرية الوشيكة لتنظيم الدولة وغياب الدولة السورية المركزية الفعالة في المستقبل المنظور، يغدو متوقعاً حدوث هزة عنيفة كردة فعل، وإن كانت قوتها ونطاقها ما يزالان مجهولين.

ويذكر الرمضان، صحفي من دير الزور: “لا أكترث لأي جهة ستسلم السلطة بعد داعش، فهذه القبائل ستنال عقابها، والدم بحاجة إلى 40 أو 50 سنة حتى يبرد وقد لا يبرد أبداً!!” وأضاف: “في المناطق القبلية، تتسم ذاكرة الأهالي بطول الأمد.”

بث السموم

تهدف كل من قوات سوريا الديمقراطية التي تدعمها الولايات المتحدة والجيش العربي السوري التابع لنظام الأسد لانتزاع السيطرة على أجزاء في محافظة دير الزور، إلا أن قوات النظام أصبحت الجهة الأقرب لتحقيق ذلك الهدف بعد أن اخترقت مركز المحافظة قبل أسبوعين. 

لكن أياً كانت الجهة التي ستسيطر على المنطقة بنهاية المطاف، “فأنا أؤمن بأنه في المرحلة التي تعقب هزيمة تنظيم الدولة، سيكون هناك فترة من الاقتتال، وللأسف، سيكون من الصعب جداً تجنبها”، حسب ما جاء على لسان الدكتور حيان دخان، باحث سوري، متخصص في دراسة العلاقة بين الدولة والقبائل البدوية في سورية. من الجدير ذكره بأن د. حيان، شخصية سورية من تدمر، كان قد حصل على رسالة الدكتوراه من جامعة سانت أندروز في اسكتلندا في وقت سابق من هذه السنة. (للاطلاع على النص الكامل للمقابلة التي أجرتها سوريا على طول مع د. حيان دخان، انقر هنا.)

تزداد احتمالية وقوع الاشتباكات القبلية ووتيرة حدتها عندما يكون هناك “فراغ في السلطة” أو “وجود حكومة مركزية ضعيفة”، بحسب ما قال. د. حيان: “وهذا ما سنواجهه حين يتم طرد تنظيم الدولة في نهاية المطاف.”

حتى لو خرجت قبائل دير الزور عن المسار الذي يسير فيه تنظيم الدولة قبل هزيمته، والذي يعتبر أمر صعب، فلا بد من اتخاذ إجراءات لتخفيف فرص الحرب القبلية حين ينتهي كل شيء، حسب ما ذكر د. حيان.

تتمثل الفرصة الممكنة لتجنب الصراع المستقبلي في العثور على من تبقى من زعماء القبائل الذين يتمتعون بالنفوذ على الأرض ليطبقوا العرف أو القانون القبلي ذي الصلة بتسوية النزاعات القائمة. وأشار د. حيان إلى أنه ما يزال هناك عدد من زعماء القبائل الذين لم يبايعوا تنظيم الدولة ولا يزالوان يحتفظون بالنفوذ في دير الزور رغم تهميش تنظيم الدولة لهم منذ سنوات “لا أستطيع أن أذكر أسماءهم لأنهم يقيمون أو تقيم أسرهم في المناطق التي يسيطر عليها تنظيم الدولة، لكنهم موجودون هناك وبإمكانهم تقديم المساعدة للحفظ على السلام في المنطقة.”

ويقول المحامي رامي عساف إن الخطر الذي يلوح في الأفق يتمثل في “عدم وجود أي مشروع يجمع أهالي دير الزور نظراً لتهميش المنطقة تماماً من إجراءات وقف إطلاق النار أو أي هدنة أخرى، وبمجرد أن ينقلع التنظيم من الدير سيصبح الدم للركب”.

ويذكر أبو مجاهد الشرقية، والذي ينتظر في تركيا على أمل العودة يوماً ما “عرف التنظيم أن لا مكان له ولا بقاء له في ديارنا، فبدأ ببث سموم الفتنة العشائرية”، ويختم حديثه بالقول: “للأسف، لقد نجح تنظيم الدولة في تنفيذ مهامه بعد كل الذي زرعه من حقد وكراهية خلال سنوات سيطرته”.

ترجمة:فاطمة عاشور

 

شارك هذا المقال