4 دقائق قراءة

متطوع في الدفاع المدني: مع استمرار القصف على القابون وتشرين أصبح من الصعب التعرف على هذه الأحياء أو إعادة ترميمها

أطلقت قوات النظام عشرات من صواريخ أرض-أرض وقذائف الهاون، في […]


3 مارس 2017

أطلقت قوات النظام عشرات من صواريخ أرض-أرض وقذائف الهاون، في السابع عشر من شباط، على ثلاثة أحياء خاضعة لسيطرة المعارضة في شرق دمشق، ويفترض أنها مهادنة مع النظام. وواصل النظام قصفه للأحياء المحاصرة، كما شن غارات جوية عليها، على مدى الأسبوعين الماضيين.

ويقع كل من أحياء القابون وتشرين، على بعد 1كم من الغوطة الشرقية، التي تسيطر عليها المعارضة.

وتحيط حواجز النظام بأحياء القابون وتشرين وحي برزة المجاور لهما، بحيث تمنع دخول الغذاء والإمدادات، وكذلك خروج الأهالي المقيمين فيها.

ورغم نقص الأدوية والمعدات، يواصل الدفاع المدني السوري عمليات الإنقاذ في المنطقة، ففي الأسبوع الماضي، قتل أحد عناصر الدفاع المدني، في غارة جوية على برزة أثناء عمليات البحث والإنقاذ.

وقال إياد أبو الجود، مدير القطاع الشرقي للدفاع المدني في دمشق، لمراسلة سوريا على طول بهيرة الزرير “نحن منذ البداية نعلم مخاطر العمل في الدفاع المدني، واخترنا أن نمشي في هذا الطريق رغم كل المخاطر المحيطة به”.

الأهالي يفرون من حي تشرين، يوم الخميس. تصوير: ستار الدمشقي.

ووفقا لتقديرات أبو الجود، فإنه تم تدمير 85% من تشرين و60% من القابون، منذ منتصف شهر شباط، “وإذا استمر القصف سيتحول القطاع الشرقي إلى منطقة مدمرة بشكل كامل”.

ماهو الوضع الآن داخل أحياء القابون وتشرين في ظل قصف النظام المستمر لهما؟

الدمار هائل في كليهما، وكنسبة تقريبية للدمار: حي تشرين مدمر بنسبة 85 % والقابون بنسبة 60 %، مع التنويه إلى أن الأبنية بحيي تشرين والقابون عشوائية والشوارع ضيقة والقصف أدى لإغلاق الطرقات.

وما يزال القصف مستمرا حيث نزح معظم الأهالي إلى حي برزة ومنعتهم حواجز النظام المتواجدة على أطراف الحي من الخروج وقاموا بافتراش الحدائق والطرقات والمساجد داخل حي برزة، وهناك تدمير كبير للمنازل داخل كليهما.

بالإضافة إلى نفاد المواد الغذائية والأدوية في الحي، هناك عجز لدينا كدفاع مدني وكادر طبي عن تقديم ما يتوجب علينا للأهالي.

أما بالنسبة لحجم الأضرار تم تدمير كل من مركز حي تشرين والقابون جراء القصف بصواريخ أرض أرض، بالإضافة لأضرار بالآليات. في حي تشرين هناك تعطل كامل لآليات إسعاف (الدفاع المدني)، وهي بحاجة لصيانة كبيرة حتى تعود للعمل.

أما في القابون، هناك عطل في التركس بسبب قصف الكوادر، واستشهد متطوع في مركز برزة أثناء قيامه بإنقاذ المدنيين من تحت الأنقاض، حيث تم استهداف العناصر بصاروخ أرض أرض أثناء قيامهم بعملهم، مما أدى إلى استشهاده أيضاً وإصابة العناصر الذين كانوا برفقته.

ما هو الفرق بين الهجمة الماضية والهجمة الحالية؟

الهجمة الماضية كانت محاولة سيطرة واقتحام بري فقط، أما الآن فهو قصف هستيري عنيف وممنهج لتدمير المنطقة والسيطرة عليها بالقوة. حيث أن السيطرة على الأنفاق هي خطوة في تشديد الخناق على الغوطة الشرقية وبالتالي السيطرة عليها.

هناك دمار هائل في القابون وتشرين، نتيجة القصف الذي لا يهدأ عليهما وما زال مستمرا حتى هذه اللحظات، ومن الصعب التعرف على هذه الأحياء أو إعادة ترميمها بسبب الضرر الكبير الذي أحدثه القصف.

حدثنا عن آلية عملكم في ظل القصف المستمر الذي تتعرض له هذه الأحياء؟

يقوم الدفاع المدني في القطاع الشمالي الشرقي، والذي يضم ثلاثة مراكز برزة والقابون وتشرين، بعملية إنقاذ وإسعاف الناس، جراء القصف الشديد، الذي تتعرض له كل من أحياء القابون وتشرين. وهناك عمليات إطفاء داخل الحي جراء اشتعال النيران في المنازل والآليات المركونة من القصف.

كما يقوم الدفاع المدني بفتح الطرقات أمام سيارات الإسعاف عندما يغلق الطريق، بسبب دمار الأبنية، جراء القصف.

ماهي المعوقات التي تواجهها فرق الدفاع المدني في ظل القصف المستمر الذي تتعرض له الأحياء؟

هناك العديد من الصعوبات، تتلخص بنقص المعدات بسبب الحصار المتبع من قبل قوات النظام، وإغلاق الطرقات أمام إدخال المواد والمعدات، وهناك نقص في الأدوية ومواد الإسعافات الأولية أيضاً بسبب الحصار.

إضافةً لوجود عشرات الشهداء ومئات الإصابات جراء القصف من قبل قوات النظام، وما زالت فرق الدفاع المدني بالقطاع الشمالي الشرقي تقوم بالبحث عن المفقودين وتحاول انتشال الجثث من تحت الأنقاض التي يصعب الوصول إليها.

ويتم الإبلاغ عن مفقودين ما زالوا تحت الأنقاض، بشكل يومي، دون استطاعتنا الوصول إليهم مع استمرار القصف والدمار الهائل الحاصل بالأبنية. تم الإبلاغ عن 11 شخصا مفقودا، حتى هذه اللحظة فقط، في حيي القابون وتشرين.

كعضو في الدفاع المدني، كيف تستطيع مواصلة العمل، مع استمرار القصف، ألا يؤثر ذلك عليك جسديا ونفسيا؟

نحن في الدفاع المدني نقوم بواجبنا الإنساني والأخلاقي تجاه أهل بلدنا، فرغم أننا معرضون للموت في أية لحظة، أو قد نتعرض لإصابة أثناء أداء واجبنا في العمل نحن منذ البداية نعلم مخاطر العمل في الدفاع المدني، واخترنا أن نمشي في هذا الطريق رغم كل المخاطر المحيطة به، ونفسياً يجب أن نتحلى بالقوة والصبر في ظل الدمار والخوف والقصف الذي تتعرض له سوريا، وأن نتساعد لتخفيف معاناة أهلنا في الداخل.

هل هناك حالات إنسانية استوقفتكم كفريق دفاع مدني ووقفتم عاجزين عن تقديم العون لها؟

هناك بعض الحالات التي يقف الدفاع المدني عاجزا عنها عندما يقوم بإسعاف مصاب ويكون المصاب بحاجة إلى عملية جراحية لا تستطيع النقاط الطبية إجراؤها، بسبب عدم تواجد الأجهزة الطبية والتصوير الحديثة مما يؤدي إلى الوفاة في بعض الحالات.

الوضع سيء جداً داخل القطاع الشرقي، وإذا استمر القصف سيتحول القطاع الشرقي إلى منطقة مدمرة بشكل كامل.

ترجمة: سما محمد

شارك هذا المقال