3 دقائق قراءة

مجدداً، هيئة تحرير الشام تستهدف مناطق المعارضة لا القوات الحكومية

عمان- بعد غيابها شبه التام عن معارك آب/أغسطس الماضي، والتي أفضت إلى سيطرة القوات الحكومية على كامل ريف حماه الشمالي وأجزاء من ريف إدلب الجنوبي بما فيه مدينة خان شيخون الاستراتيجية، استأنفت هيئة تحرير الشام، الفصيل العسكري الأقوى في شمال غرب سوريا نشاطها العسكري في المنطقة فجر اليوم الخميس. 


7 نوفمبر 2019

عمان- بعد غيابها شبه التام عن معارك آب/أغسطس الماضي، والتي أفضت إلى سيطرة القوات الحكومية على كامل ريف حماه الشمالي وأجزاء من ريف إدلب الجنوبي بما فيه مدينة خان شيخون الاستراتيجية، استأنفت هيئة تحرير الشام، الفصيل العسكري الأقوى في شمال غرب سوريا نشاطها العسكري في المنطقة فجر اليوم الخميس. 

لكن حشود هيئة تحرير الشام وعملياتها العسكرية الحالية لا تستهدف مناطق سيطرة القوات الحكومية والمليشيات المتحالفة معها، بل تسعى إلى اقتحام مدينة كفرتخاريم، شمال غرب محافظة إدلب، الخاضعة لـ”فيلق الشام” المنضوي تحت ” الجيش الوطني السوري” أحد حلفاء تركيا، بذريعة محاربة من تسميهم الهيئة “المفسدين”.

وبدأت هيئة تحرير الشام عمليتها العسكرية بعد فرضها حصاراً كاملاً على كفرتخاريم، عقب فشل المفاوضات مع وجهاء المدينة لتسليمها سلمياً. إذ كانت كفرتخاريم شهدت في الأيام السابقة تظاهرات عدة ضد دخول الهيئة إلى المدينة بسبب سياساتها الأمنية والإدارية.

وبدأت الخلافات على خلفية فرض الهيئة ضرائب على الخبز والكهرباء وزيت الزيتون مؤخراً، ما “دفع الناس إلى التظاهر وطرد موظفي الهيئة من المدينة وحرق مقراتها الأمنية” بحسب أحد المدنيين الذي تحدث إلى “سوريا على طول” شريطة عدم ذكر اسمه لأسباب أمنية. إذ كان للهيئة مخفر ومؤسسة هيئة الزكاة ومجلس لشورى داخل المدينة قبل طردهم من قبل الأهالي.

وأضاف المصدر أن “أهالي كفرتخاريم يبغضون الهيئة ولا يوجد أي ود [تجاهها]”. مشيراً إلى أن الأخيرة “أرسلت عدداً من شرعييها ليشكلوا مجلس شورى، لكن الأهالي لم يعترفوا بهم ولم يكن لهم أي اعتبار”. 

وقد اعتبرت الهيئة المتظاهرين ضدها “مجموعة من المفسدين”، يسعون إلى “شق الصف بين الهيئة وفيلق الشام وأهالي المدينة”. ومن ثم، وبحسب بيان صادر عن هيئة تحرير الشام، فقد عقد اجتماع ضم وجهاء مدينة كفر تخاريم ووفدان من الهيئة وفيلق الشام، انتهى بتعهد “فيلق الشام بمتابعة المفسدين ومحاسبتهم وذلك خلال مدة محددة في الاتفاق”. لكن “بعد انقضاء المهلة وفي أثناء خروج وفد من الهيئة بعد جلسة مع ممثلين عن فيلق الشام ووجهاء مدينة كفرتخاريم، تعرض الوفد لمحاولة اغتيال بإطلاق النار عليه بشكل مباشر من قبل المفسدين الذين يحاولون تقويض الاتفاق بين الجهات الثلاثة سعياً منهم لزرع الفتنة وشق الصف وتكدير حالة التوافق والتنسيق بين الهيئة والفيلق وأهالينا في كفر تخاريم، في عمل لا يخدم إلا أعداء الثورة والمتربصين بها”. مضيفاً البيان “أن المفسدين رفضوا هذا الاتفاق الذي نص على تسليم أنفسهم لمجلس الأعيان واعتدوا بالضرب عل المجلس وتكسير سياراتهم معلنين بذلك رفضهم لكل المحاولات التي يبذلها العقلاء لإيجاد حل لهذه القضية”.

في المقابل، اعتبر المصدر، وهو نازح إلى كفرتخاريم من مدينة خان شيخون جنوب إدلب، أن “الهيئة تريد أن تفرض بالقوة زكاة زيت الزيتون كون المدينة غنية به، بحجة تطبيق الشريعة”. مضيفاً أن “الهيئة لو كانت تريد فعلياً تطبيق الشريعة فعليها التوجه إلى مدينتي خان شيخون وتحريرها، لأنه تُمنع فيها الصلاة وحتى رفع الأذان”.

ومنذ الساعة الخامسة فجراً اليوم، بدأت هيئة تحرير الشام محاولة اقتحام كفرتخاريم من المحورين الجنوبي والشمالي، من خلال التمهيد الناري والمدفعي. 

وبحسب محمد جبس، أحد إعلامي فيلق الشام، فإن الوضع في المدينة التي يقطنها قرابة 40 ألف نسمة، “سيء جداً. إذ تقوم الهيئة  بالقصف من المدافع والدبابات بشكل عشوائي على المدينة”، مناشداً المناطق كافة التحرك لمؤازرة كفر تخاريم.

وقد خرجت بالفعل تظاهرة اليوم في بلدة تفتناز شمال غرب إدلب، مناصرة للمدينة، لكن أفراداً من هيئة تحرير الشام تصدوا لها بالقوة، بحيث “تم فض التظاهرة والاعتداء على اثنين من الإعلاميين ومصادرة معداتهم” بحسب ناشط إعلامي في مدينة إدلب طلب عدم الكشف عن اسمه لأسباب أمنية. 

وفيما شهدت بلدتا كللي وأرمناز، أمس، تظاهرتين مناصرتين لكفر تخاريم، قال المصدر الإعلامي إن “هناك حشوداً من المدنيين تتجهز للتوجه إلى كفر تخاريم لفك الحصار عنها”، مشيراً إلى أن ” هناك احتقاناً شعبياً غير مسبوق، وأتوقع اندلاع اشتباكات قريباً بين الفصائل والهيئة”.

أيضاً، وفيما كانت هيئة تحرير الشام دعت أهالي كفرتخاريم إلى “لزوم منازلهم”، كون “المشكلة محصورة مع عدد قليل من أبناء البلدة الذين سعوا لزرع الفتنة والتحريض بعد كل الاتفاقات السابقة”، شدد جبس على عدم قدرة الأهالي على مغادرة المدينة أصلاً “بسبب محاصرتها بشكل كامل، ووجود اشتباكات عنيفة على مداخلها”.

وأشار مصدر مدني داخل كفرتخاريم إلى الخوف الكبير الذي يسيطر على المدنيين هناك؛ إذ “الحياة معدومة داخل المدينة، [كون] جميع المدنيين يلزمون منازلهم”. وكما روى لـ”سوريا على طول”، فإنه “العمارة التي أسكنها وقع عليها سبع رصاصات عيار 23 ملم، ورأيت بعيني شهيداً و4 جرحى. 

مضيفاً أن سكان كفرتخاريم “اعتقدوا أن النظام يهاجم المدينة [بسبب] كمية القصف”.

شارك هذا المقال