3 دقائق قراءة

محافظ ريف دمشق يعتبر ما حصل في قدسيا والهامة “مسامحة وليس مصالحة”.. والنظام لم ينفذ أيا من وعوده

قال صحفي موال للنظام، يوم الثلاثاء، أن الحياة “عادت إلى […]


19 أكتوبر 2016

قال صحفي موال للنظام، يوم الثلاثاء، أن الحياة “عادت إلى وضعها الطبيعي” في بلدتي الهامة وقدسيا بعد الاستسلام الذي أعقب نحو أسبوعين من القصف العنيف، في حين قال أحد السكان ممن عاشوا في ظل الحصار بأنه “لم يتم رفع الحصار وفتح الطرق للأهالي”.

وذكرت وسائل الإعلام الموالية للنظام، يوم الإثنين، أن الآلاف من سكان قدسيا خرجوا للشارع لاستقبال وفد ضم مفتي ريف دمشق وضباط الجيش والمحافظ.

وفي خطابه أمام الأهالي، وصف علاء إبراهيم، محافظ ريف دمشق الاستسلام بعد المفاوضات بأنه “مسامحة، وليست مصالحة”.

وجاءت زيارة الوفد، وهي الأولى منذ خمس سنوات، في أعقاب خروج أكثر من 600 مقاتل تابع للمعارضة مع عائلاتهم، الخميس الماضي، من بلدتي قدسيا والهامة، المقابلتان لبعضهما على طريق دمشق- بيروت، وتبعدان 10 كم شمال غرب دمشق.

وتعرضت كل من قدسيا والهامة للحصار عدة مرات منذ بداية الحرب. وأنهت المفاوضات حصارين سابقين عام 2013.

وقد ينهي إخلاء الثوار يوم الخميس الماضي، الحصار الثالث، الذي بدأ في تموز 2015.

أهالي قدسيا يستقبلون وفد النظام، يوم الاثنين. تصوير: دمشق الآن.

وكان إخلاء الثوار إلى محافظة إدلب، الخاضعة لسيطرة الثوار، الأسبوع الماضي، حجر الزاوية في الاتفاق الذي أُبرِم مع النظام، والذي جاء بعد أسبوعين من القصف الجوي، والاشتباكات والمفاوضات.

إلى ذلك، أسفرت الاشتباكات عن مقتل 10 أشخاص على الأقل، وجرح العشرات الآخرين. وقصفت البراميل المتفجرة والدبابات المستشفى الوحيدة في المدينتين، في وقت سابق من هذا الشهر، وهو جزء مما وصفه أحد مفاوضي المعارضة لسوريا على طول، في وقت سابق من هذا الشهر بأنه استراتيجية “الركوع أو الموت” لانتزاع الاستسلام.

وحافظت وسائل الإعلام الموالية للمعارضة على صمتها إلى حد كبير، فيما يتعلق بالمدينتين، خلال الأيام الخمسة الماضية.

ووفقا للاتفاق بين النظام والثوار، دخلت 20 شاحنة محملة بمساعدات غذائية وإمدادات أخرى، إلى قدسيا يوم الإثنين، لتسليمها إلى 50 ألف نسمة، وفقا لموقع دمشق الآن، الموالي للنظام. وهو ما أكده ناشط داخل المدينة.

المساعدات الإنسانية التي وصلت إلى قدسيا والهامة، يوم الإثنين. تصوير: دمشق الآن.

وتعد هذه المساعدات هي الأكبر منذ أيار الماضي، عندما دخلت 54 شاحنة مساعدات إنسانية تابعة للهلال الأحمر العربي السوري والأمم المتحدة إلى المدينتين. وبحسب ما ورد فإن النظام سمح بإيصال المساعدات، نظرا لإحراز تقدم في التوصل إلى اتفاق مع النظام، وفقا لما ذكرته سوريا على طول في ذلك الوقت.

ودخل مراسل دمشق الآن، الذي قام بتغطية قدسيا من خارج المدينة، ويبلغ عدد ماتبقى من سكانها 200 ألف، مع وفد النظام، يوم الإثنين، وقال أن “الأجواء رائعة، والأمور عادت إلى وضعها الطبيعي”.

وقال وسام قاسم، لسوريا على طول، يوم الثلاثاء أن دخول المساعدات “هو تطور إيجابي، نظرا للظروف السيئة التي يعاني منها السكان تحت سيطرة الميليشيات المسلحة، ونتيجة لهذا الاتفاق، يمكن للمدينتين الآن العودة إلى حضن الوطن”.

وأفادت صفحة قدسيا الآن الإخبارية، المؤيدة للنظام، يوم الاثنين، أن المدينة مقبلة على مرحلة جديدة “إننا جميعا بحاجة لنسيان الحرب، والتفجيرات وصوت الرصاص (…) نحن بحاجة إلى بناء جسور المحبة والسلام والتوافق مع الجميع لأن هذه بلدنا، ومن واجبنا حمايتها بدمائنا وأرواحنا”.

في المقابل، قال مسؤول موال للمعارضة في قدسيا، لسوريا على طول، يوم الثلاثاء، وطلب عدم الكشف عن هويته خوفا من الأعمال الانتقامية، أن النظام “وعد برفع الحصار، وإطلاق سراح المعتقلين وفتح الطرق المؤدية من وإلى المدينة بعد أن غادرها الثوار، ولكن لم يتحقق أي من هذه الأمور”، مضيفا أن “الحصول على المساعدات هو عزاء زهيد لفقدان المدينة”.

ترجمة: سما محمد

شارك هذا المقال