3 دقائق قراءة

محتجز في شرقي حلب: سامحونا وأكملو مشوارنا الثوري في سبيل الحرية والكرامة

“في هذه اللحظة التي أكتب لك بها عشرات القذائف تتساقط […]


14 ديسمبر 2016

“في هذه اللحظة التي أكتب لك بها عشرات القذائف تتساقط علينا والناس تفترش الشوارع والجثث في الشوارع في كل مكان”، وفق ما قال الناشط أحمد النجار، ناشط إعلامي، في شرقي حلب، الخاضع لسيطرة الثوار، لمراسلة سوريا على طول، سيلين بكر، الثلاثاء.

ويقيم النجار في حي المشهد، واحد من آخر الأحياء الثورية القليلة التي ما تزال تحت سيطرة الثوار، وسط  تقدم غير مسبوق للنظام على أحياء المدينة الشرقية المحاصرة، التي ينهال عليها وابل القصف.

وفي يوم الثلاثاء، ضيّق الجيش السوري والميليشيا الحليفة الحصار على النجار ونحو 10 آلاف آخرين، ممن اختاروا البقاء في منازلهم.

“يريدوننا أن نستسلم أو نموت”، وفق ما قال النجار،”نحن قررنا الدفاع عن شرفنا وعرضنا وأطفالنا، عرفنا مصيرنا وقررنا طريقنا سنموت بشرف”.  وقال أن “العالم كله خذلنا وستتعلمون من أخطائنا”.

ورد أن قوات النظام سيطرت على عدة أجزاء من أحياء حلب الشرقية اليوم، مع استمرار حملة القصف المكثف وإعدام 80 مدنيا على الأقل. هل يمكن أن تخبرني أكثر عن عمليات الإعدام التي تحدث؟ ومن المستهدف؟

تم حرق ملجأ كامل في حي الفردوس يحوي أطفال وعجزة ونساء بتهمة تعاملهم مع الإرهابيين.

سكان شرق حلب يفرون من منازلهم، 13 كانون الأول. تصوير: مركز حلب الإعلامي.

ماهو رد فعل المدنيين، الذين لا يزالون داخل مناطق سيطرة الثوار، على تقدم النظام والقصف العنيف اليوم؟ هل لا يزال هناك أشخاص يحاولون الفرار نحو المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة؟ ما مصير أولئك الذين يقومون بذلك؟

سجلنا من الساعه الرابعة صباحاً وحتى الآن حوالي 150 قذيفة على الأحياء المتبقية معنا، المشهد سيف الدولة (أجزاء منه) وصلاح الدين والسكري.

حالات رعب وخوف في صفوف المدنيين، متخوفين من دخول الجيش وحصول مجزرة لم تحدث في التاريخ، 150 ألف نسمة معرضين للإبادة في أية ساعة.

بالنسبة للخارجين من حلب، يذهبون إلى مناطق النظام يسلمون أنفسهم، إن كانو شباب أو عجزة أو نساء، يأخذونهم بشكل إجباري إلى منطقة جبرين، يقومون بتفتيشهم، ثم يقومون بفرزهم. ثم التحقيق وناس عالإعدام وناس تفرز للجيش وناس تذهب في حال سبيلها مع منعهم من الخروج خارج حلب.

ماذا عن السكان الذين اختاروا البقاء في منازلهم، في الوقت الذي يتراجع فيه الثوار أمام تقدم قوات النظام؟

يقوم الجيش بسرقة ونهب الحي عن بكرة أبيه وتعرية المنازل من محتوياتها تماماً قبل دخول المدنيين.

الآن نحن محاصرين في منطقة لا تتجاوز الـ1كم مربع، نحن 150 ألف نسمة، لا أحد يفك الحصار، لا أحد يدافع، روسيا والنظام لا يوافقان على فتح أي معبر آمن للخروج ولا بأي شكل من الأشكال. بالنسبة لمصيرنا مصيرنا واضح، يريدوننا أن نستسلم أو نموت، ونحن قررنا الدفاع عن شرفنا وعرضنا وأطفالنا، حددنا مصيرنا وقررنا طريقنا سنموت بشرف ولن ننتظر جماعة الريف أو المفاوضات أو جماعه الغرب. لو كنا نريد الخروج من حلب كنا خرجنا من زمان. عرفنا مصيرنا وحددنا قرارنا.

ماذا يحدث الان؟ ما هو رد فعلك على أولئك الذين يقولون أن سيطرة النظام بشكل كامل على شرق حلب باتت وشيكة؟

اسمحوا لنا بالخروج بكامل كرامتنا أو اتركونا لمصيرنا المحتوم. تخليتم عنا وستتعلمون من اخطائكم. وليسمع العالم كله صوتي: في أي ساعة من الممكن أن تحصل أكبر مجزرة في التاريخ بحقنا بسبب تخادل الأمم والعالم والمسلمين وأهلنا بالريف، وسامحونا لأننا لم نستطع إكمال تحرير سوريا معكم، أكملو أنتم مشوارنا الثوري في سبيل الحرية والكرامة.

في هذه اللحظة التي أكتب لكِ بها عشرات القذائف تتساقط علينا والناس مفترشة الشوارع والجثث في الشوارع، نترك أهلنا تحت الأنقاض لأنه لا يوجد أي وسيلة أو أمل لإخراجهم، ولم يبق عندنا كوادر طبية إطلاقاً، والناس تموت بسبب النزيف.

شارك هذا المقال