3 دقائق قراءة

“مدينة المليون نازح” تدخل الشهر السادس من الحصار رغم الهدنة

في ريف دمشق الشرقي، دخلت “مدينة المليون نازح” الشهر السادس […]


16 ديسمبر 2015

في ريف دمشق الشرقي، دخلت “مدينة المليون نازح” الشهر السادس من حصار النظام، رغم هدنة غير رسمية دخلت حيز التنفيذ في عام 2013.

“منذ ستة أشهر لم نستطع إدخال أي شيء إلى التل”، حسب ما قال هيثم الغوطاني من داخل المدينة المحاصرة، لسوريا على طول، الثلاثاء، وهو عضو جمعية خيرية وكان من سكان دوما، لكنه نزح إلى التل.

ودخلت مدينة التل الواقعة في جبال القلمون، على بعد 23 كيلومترا جنوب شرقي الزبداني، في هدنة غير رسمية مع النظام بداية  2013، وفي ذلك الوقت “تشكلت لجنة من وجهاء المدينة، شكلوا بدورهم صلة وصل بين الثوار والنظام، وتوصلوا إلى اتفاقية هدنة من شروطها عدم دخول النظام إلى مدينة التل، وبالمقابل عدم تعرض الجيش الحر لثكنات وحواجز النظام”، وفق ما قال أحمد البيانوني، عضو تنسيقية التل، لسوريا على طول.

وأضاف البيانوني “طبعا الهدنة غير معلنة رسمياً”. ووضعت هذه الهدنة على المحك حين طوق النظام التل، وقيد حركة الدخول أو الخروج من وإلى المدينة بالتزامن مع  هجومه على مدينة الزبداني المجاورة التي يحكمها الثوار، والبوابة إلى جبال القلمون.

  مشهد من التل، في يوم الإثنين، حقوق نشر الصورة لأحمد البيانوني

وكانت الناشطة الإعلامية أمل القلمونية قالت لموقع كلنا شركاء المعارض، في تشرين الأول، إن النظام لجأ إلى حصار مدينة التل “كورقة ضغط على ثوار مدينة الزبداني”. وهو اعتقاد سائد بين أوساط المعارضة، وفق تقارير لسوريا على طول. وكان أهالي الغوطة الشرقية ينزحون إلى التل منذ نهاية 2012، حين كثف النظام قصفه عليها، ومن ثم فرض حصاراً خانقاً ما يزال قائما إلى الآن على ضواحي دمشق.

وبين الغوطاني أن آخر إحصائية لأعداد سكان التل، قبل الحصار، قدرت عددهم بمليون شخص، لا يتجاوز أهل البلد الأصليين بينهم 10% ، والباقي كلهم نازحين، معظمهم من ريف دمشق المحاصر الآن .

إلى ذلك، قال البيانوني، عضو تنسيقية مدينة التل، إن الخروج والدخول إلى التل ممنوع باستثناء الموظفين والطلاب، مع التضييق عليهم، فحواجز النظام  تمنعهم من إدخال الطعام”. ويسمح للأهالي بين الفينة والأخرى بالمغادرة لجلب الطعام من بلدة حرنة المجاورة الخاضعة لسيطرة النظام، فأفران التل متوقفة منذ بدأ الحصار ولكن الشباب لا يخرجون إلى حرنة خوفا من سحبهم إلى التجنيد.

وفي حرنة، يصل سعر ربطة الخبز إلى 250 ليرة سورية، ما يعادل خمسة أضعاف معدل سعرها في دمشق.

وقال البيانونني “أعرف شخصياً بعض العائلات من النازحين يقضون نهارهم بلا طعام”.

وفي السياق، قال ياسر حمادة، وهو من دوما ويعمل في منظمة تدعم الفرق الإغاثية في ريف دمشق، إن “النظام يمنع دخول مادة المازوت والغاز إلى المدينة، ونحن في فصل شتاء، كما أنه يقيس نسبة المازوت في الباصات التي تنقل موظفي المدينة من وإلى التل والزائد عن الحاجة تتم مصادرته”.

بدوره، قال الغوطاني أن “أكثر من 400 عائلة في التل تسكن الأبنية على الهيكل (غير المكسوة) لعدم قدرتها على استئجار المنازل، ومع الشتاء البارد وباعتبار التل منطقة مرتفعة باردة، فإننا أمام معاناة فالمازوت ممنوع دخوله وكذلك الغاز وكيلو الحطب بـ135 ليرة سورية”.

وأضاف البيانوني “بعد فرض الحصار، قابل أعضاء لجنة التفاوض النظام السوري عدة مرات، وكان رد النظام هو خروج المقاتلين من التل وتسليم سلاحهم وتسوية اوضاعهم وإلا لن يفك الحصار عن المدينة، ولكن كل الفصائل رفضت ذلك، لأن خروجهم سيترتب عليه مأساة أخرى فيوجد ما يزيد عن سبعة آلاف شاب مطلوب للخدمة الإلزامية أو الاحتياط”.

شارك هذا المقال