3 دقائق قراءة

مراسل إعلامي موالٍ للنظام: الجيش السوري يدرك تماما أن معركة حلب طويلة الأمد

قال مراسل موال للنظام في حلب، لسوريا على طول، في […]


8 أكتوبر 2016

قال مراسل موال للنظام في حلب، لسوريا على طول، في مقابلة أجريت مؤخرا، أن الجيش السوري يستعيد “ببطء” السيطرة على الأراضي الموجودة على مشارف شرق حلب، الخاضعة لسيطرة الثوار، حيث يركز أولا على تعزيز الحصار قبل شن هجوم بري على معقل المعارضة في المدينة.

وعلى مدى الأسبوعين الماضيين، شنت الحكومة السورية والطائرات الروسية، هجوما جويا واسع النطاق، على الأحياء التي تسيطر عليها المعارضة في حلب، مما أسفر عن مقتل المئات من المدنيين.

في الوقت ذاته، سيطرت قوات النظام والميليشيات الحليفة لها على أراض، شمال غرب المدينة، بعد شن هجمات برية متكررة، على طول خط المواجهة، الذي يفصل غرب حلب الخاضع لسيطرة النظام عن شرقها الخاضع لسيطرة المعارضة.

ويقول عاطف نور، الاسم المستعار للمراسل الموالي النظام، وهو على اتصال جيد بقادة الجيش السوري في حلب، لسوريا على طول، أن “الجيش السوري يدرك تماما أن معركة حلب قد تستغرق وقتا طويلا”.

“الجيش يقسم جهوده بين تعزيز الحصار على المدينة والاستيلاء على الأراضي داخل حلب”.

تصميم الخريطة: طارق عديلي

“لا يمكن أن يتقدم الإرهابيون من الريف”

في أواخر الشهر الماضي، استولت قوات النظام والميليشيات الفلسطينية الموالية له، لواء القدس، على معسكر حندرات للاجئين (انظر الخريطة أعلاه)، قبل التقدم هذا الأسبوع إلى المنطقة الصناعية الكبيرة التي تحيط بالأحياء ذات الكثافة السكانية العالية، الخاضعة لسيطرة الثوار، في شمال حلب.

ووردت أنباء عن أن وحدات الحماية الكردية (YPG) ساعدت النظام، عن طريق التقدم من الشمال من حي الشيخ مقصود، ذو الغالبية الكردية.

ويقول نور أن التقدم من حندرات سوف “يحبط أي محاولات للثوار لفتح ثغرات في شرق حلب من الشمال الغربي”.

والجدير بالذكر أن تعزيز الحصار في جنوب المدينة، يعني الانتقال من مجمع الراموسة العسكري، الذي سيطر عليه الثوار في آب بعد أن كان تحت سيطرة النظام، باتجاه تل الحكمة، وهي منطقة مرتفعة تطل على ريف حلب. وقوات النظام لم تحرز تقدما كبيرا باتجاه الحكمة.

ووفقا لما يقوله نور فإن “الجيش السوري يريد ضمان عدم تقدم الإرهابيين من الريف نحو الأحياء الشرقية لدعم أو إمداد الثوار هناك”.

“دق إسفين”

وبينما تتطلع قوات الجيش السوري في الراموسة وحندرات إلى توسيع طوق النظام المحيط بحلب الشرقية، فإن الآلاف من مقاتلي النظام يستعدون لشن هجوم بري واسع على المنطقة ذاتها.

و”يسعى الجيش إلى تقسم مناطق سيطرة الإرهابيين في حلب الشرقية إلى شمالي شرقي وجنوبي شرقي، وذلك بوصل الأحياء الغربية مع المطار الدولي انطلاقا من محيط قلعة حلب”، حسب ما قاله نور، لسوريا على طول.

وزعمت قوات الجيش السوري، أنها أحرزت تقدما في حي بستان الباشا، ليلة الأربعاء، أحد معاقل المعارضة، شمال قلعة حلب القديمة.

وجاء الهجوم بعد ساعات قليلة من إعلان وسائل الإعلام الرسمية السورية، عن نية الحكومة بتقليص الضربات الجوية على أحياء حلب الشرقية “لمساعدة المدنيين الراغبين في الخروج” من المنطقة.

في السياق، قال مهند مخزوم، صحفي مواطن في شرق حلب، لسوريا على طول، يوم الخميس أن “قصف النظام على المدينة أصبح أقل كثافة اليوم، ولكنه يوفر الدعم الجوي بشكل أكبر لجنوده، الذين يضغطون بدورهم على الجبهات”.

وأكد مخزوم أن منطقتي بستان الباشا أصبحتا تحت سيطرة النظام، ليلة الأربعاء، لكنه قال أن الثوار بقيادة لواء نور الدين زنكي،  يقاتلون لاستعادة السيطرة عليها.

وبالإضافة إلى الجبهة في بستان الباشا، الذي يقع بالقرب من مركز مدينة حلب، تقوم قوات الجيش السوري أيضا بشن قتال عنيف على طرفي المناطق الشرقية، الجنوبي والشمالي: في العويجة، الواقعة إلى الشمال الشرقي من حي الشيخ مقصود الكردي وفي الحي الجنوبي في الشيخ سعيد، شرق الراموسة.

ويقول نور “التقدم في الشيخ سعيد سيفتح الباب أمام أهم إنجاز عسكري على جبهة المدينة”.

وفي يوم الأربعاء، زعمت وسائل الإعلام الموالية للنظام أن قوات النظام تقدمت في الشيخ سعيد “مما أسفر عن مقتل 20 مسلحا من جبهة النصرة”، التي تعرف الآن باسم جبهة فتح الشام.

ولم يتسن لسوريا على طول التأكد من المزاعم بشأن الشيخ سعيد.

وعلى الرغم من إحراز تقدم صغير في العويجة، بستان الباشا والشيخ سعيد، لايزال معظم القتال في مدينة حلب قائما على الكر والفر؛ فعلى قوات النظام وحلفائها التوغل في عمق الأحياء الشرقية المكتظة بالسكان، شرق حلب، حيث من المرجح أن يستمر قتال الشوارع فيها لأسابيع، إن لم يكن أشهر.

ومع ذلك، فإن نور واثق من أن مجريات المعركة قد تحولت لصالح الحكومة. حيث يقول “الحكومة تعرف أنها ستكون معركة طويلة الأمد (…) إذا الخلاصة خارطة السيطرة في حلب بدأت تتغير”.

ترجمة: سما محمد

 

شارك هذا المقال