4 دقائق قراءة

مركز علاج السرطان الوحيد في الغوطة الشرقية مهدد بالإغلاق بسبب نفاد الأدوية

قالت مديرة مركز علاج السرطان الوحيد الموجود في الغوطة الشرقية، […]


18 يوليو 2017

قالت مديرة مركز علاج السرطان الوحيد الموجود في الغوطة الشرقية، لسوريا على طول، أن المركز يعاني من نفاذ أدوية العلاج الكيميائي، مما يعرض حياة 600 مريض بالسرطان تقريبا للخطر.

وقالت الطبيبة وسام الرز، مديرة المركز، لمراسلة سوريا على طول، بهيرة الزرير، أن المخزون الدوائي لمرضى السرطان والمتبقي في مركز دار الرحمة سينفد خلال أسبوع ونصف تقريبا.

وتقول الرز “بدأ وضع المرضى بالتدهور، وهناك 5 حالات وفيات خلال الشهر الماضي”.

وأُسس مركز دار الرحمة في عام 2013، وهو نفس العام الذي بدأ فيه حصار الغوطة الشرقية في دمشق. ويقدم المركز الخدمات العلاجية لمرضى السرطان من أهالي المنطقة مجانا.

ويحصل المركز على مخزون العلاج الكيماوي والأدوية المضادة للأورام من السوق السوداء، وتصلهم عبر أنفاق التهريب وغيرها من الطرق المتبعة خلال فترة الحصار.

إلا أنه وفي شباط الماضي، سيطر النظام على أنفاق التهريب، غرب الغوطة الشرقية، وقام بإغلاقها، وبذلك قطع الطريق الوحيد الذي كان يحصل من خلاله مركز دار الرحمة على مخزونه الدوائي.

ممرضة تعمل في مركز دار الرحمة للسرطان، في الغوطة الشرقية. تصوير: مركز دار الرحمة للسرطان.

وبالرغم من أن شحنات المساعدات المقدمة من الهلال الأحمر العربي السوري، والتي كانت تدخل من حين لآخر إلى المنطقة المحاصرة، كانت تحوي الأدوية والمواد الغذائية إلا أنها لم تحتوي على أدوية السرطان التي يستخدمها مركز دار الرحمة، وفقا لما ذكرته الدكتورة الرز لسوريا على طول.

وقالت الرز أنه فى الوقت الذي تقلصت فيه الإمدادات في الأشهر الأخيرة، اضطر المركز إلى استنزاف المخزون الدوائي الموجود لديه. كما أن هناك مرضى، نفدت أدويتهم تماما.

ويقول أيمن النحلة، 32 عاما، مريض سرطان “نحن كمرضى سرطان على الرغم من تأكدنا من مصيرنا المحتم، الموت، يبقى العلاج هو الأمل الوحيد لنا”، وأشار النحلة إلى أن البديل الذي أخذه بعد نفاد علاجه لم يحدث أي تحسن في صحته.

الدكتورة وسام الرز، مديرة مركز دار الرحمة للسرطان في الغوطة الشرقية.

ماهي الأسباب التي تهدد مركز دار الرحمة بالإغلاق؟

  المركز مهدد بالتوقف والإغلاق لا لأسباب مادية، إنما لعدم وجود أدوية كيماوية فيه لعلاج المرضى، بسبب الحصار المطبق الذي تعيشه الغوطة الشرقية منذ شهر شباط الفائت 2017.

[بالرغم من أن النظام يحاصر الغوطة الشرقية منذ عام 2013، إلا أن الثوار استغلوا وجود ثغرات عديدة في الحصار لإدخال الطعام والأسلحة والوقود والدواء وغيرها من الإمدادت بشكل منتظم. وفي شباط 2017، أطبق النظام حصاره على ثلاثة أحياء، شرقي دمشق، كان تتم عمليات التهريب عبر الأنفاق من خلالها. وأدت حملة النظام في شباط إلى إغلاق الأنفاق بالكامل، وفقا لما ذكرته سوريا على طول]. 

 وكانت الأنفاق المنفذ الوحيد لنا لشراء الأدوية عبر سماسرة من السوق السوداء، وبإغلاقها تم استنزاف المخزون الدوائي الموجود في المركز، الأمر الذي يهدد عدد كبير من المرضى البالغ عددهم  نحو 1200مريض.

وما نملكه بالكاد يكفي لأسبوع ونصف فقط.

متى بدأت نتائج قلة الأدوية تظهر على مرضى السرطان؟ هل هناك حالات وفيات جراء النقص؟

اضطررت إلى تغيير مسار العلاج المتبع من قبل بعض المرضى، فالبعض منهم يتلقى علاجات مخفضة، حيث يأخذون ثلاثة أدوية واحد منها مفقود ولا يتوفر لدينا بديل. وهذا تسبب بتدهور حالتهم الصحية.

كما تراجعت الحالة الصحية لكثير من المرضى الذي كانت حالتهم تلقى تحسنا واضحاً، وهم مازالو قيد العلاج حالياً.

وبدأ وضع المرضى باالتدهور وهناك 5 حالات وفيات من المرضى، خلال الشهر الماضي فقط.

كم عدد المرضى المهددين بتدهور حالتهم في حال تأخر دخول الأدوية؟

لدينا 1200 مريض،559 منهم قيد العلاج الكيماوي، وهم مهددون بتدهور حالتهم الصحية، في حال عدم وجود طريق لإدخال الأدوية العلاجية.

المرضى في مركز دار الرحمة.  تصوير: مركز دار الرحمة للسرطان.

هل قمتم بأي إجراءات لمنع إغلاق المركز ومواصلة عملكم؟

 لم يعد باستطاعتنا سوى تقديم المناشدات عبر الإعلام لإيصال صوت معاناة المرضى.

ويتوجب أن تقوم المنظمات العالمية السياسية والإنسانية والطبية، بممارسة الضغوطات على النظام للسماح بدخول الأدوية العلاجية سواء بأخذ ترخيص أو إذن من النظام بالسماح لها بالدخول، أو عن طريق الهلال الأحمر السوري، ضمن قوافل مساعدات الأمم المتحدة.

[تواصلت سوريا على طول مع الهلال الأحمر العربي السوري للتعليق بشأن نفاد الأدوية، إلا أننا لم نتلق أي رد حتى وقت إعداد المقابلة].

أيمن النحلة، 32 عام متزوج ولديه طفل عمره 5 أعوام، أحد مرضى السرطان الذين يستفيدون من الخدمات المقدمة من مركز دار الرحمة.

حدثنا عن مرضك؟ متى بدأ المرض ومتى بدأت بتلقي العلاج؟

بدأت أعاني من المرض في 2012،  تم تشخيص المرض في مشفى العباسيين بدمشق، وتم تحويلي لمشفى البيروني لعلاج الأورام الخبيثة لأخذ حبوب عن كل شهر، وبعد فرض الحصار على الغوطة الشرقية لم يعد بإمكاني الذهاب لدمشق، وتم تأسيس دار الرحمة فأصبحت أتلقى العلاج الكيماوي من المركز، والخدمات التي تقدم لنا كمرضى سرطان مع الأدوية بالمجان وجهودهم مباركة.

فأنا مريض ابيضاض نقوي مزمن (اللوكيميا)، دخل مرضي بطور متسارع ثم حاد وتطور كثيرا، وبسبب انقطاع الكيماوي تم إعطائي جرعات وريدية، والآن تم انقطاع الجرعات الوريدية، وعدت لأخذ حبوب الهيدريا ولكن لايوجد أي تحسن في حالتي حسب الأطباء.

[الهيدريا هو دواء مضاد للأورام يستخدم في علاج أنواع معينة من السرطان، كاللوكيميا].

ماهي ردة فعلك كمريض كون المركز الذي تتعالج فيه مهدد بالإغلاق وستحرم من العلاج فيه؟

نحن كمرضى سرطان على الرغم من تأكدنا من مصيرنا المحتوم بالموت يبقى العلاج هو الأمل الوحيد لنا، ولكن حتى هذا الأمل الحصار حرمنا منه.

و أناشد المنظمات العالمية والإنسانية لمساعدتنا في إدخال الدواء للغوطة، والنظر لنا كبشر من حقنا أن نعيش على الرغم من المرض والحصار والحرب.

وأدعو الأمم المتحدة وجميع من هو حريص على حياة الإنسان لمساعدتنا في دخول الأدوية.

ترجمة: سما محمد.

شارك هذا المقال