4 دقائق قراءة

مسؤول في قطاع التعليم:  الحملة التي تدعمها تركيا على عفرين تحرم 50 ألف طالباً من المدارس

قال مسؤولون في قطاع التعليم لسوريا على طول أن ما […]


27 فبراير 2018

قال مسؤولون في قطاع التعليم لسوريا على طول أن ما لا يقل عن 50 ألف طالباً خارج المدارس في شمال غرب سوريا، للمرة الأولى منذ بدء الحرب، إثر الهجوم المدعوم من تركيا على كانتون عفرين الواقع تحت سيطرة الأكراد والذي أجبر على إغلاق مئات المدارس.

وذكر محمد رشيد، رئيس هيئة التربية والتعليم في عفرين، لسوريا على طول  “أنه تم ابعاد طلاب سنوات التحضيري عن التعليم”.

وأضاف أن أكثر من 50 ألف طالباً مبعدين عن التعليم في 318 مدرسة و 16 معهداً وجامعة واحدة في عفرين.

وأغلقت لجنة التعليم المدارس رسمياً في كانتون عفرين ومنطقة تل رفعت المجاورة، وهي أقاليم شمال غرب محافظة حلب تديرها الإدارة الذاتية بقيادة الأكراد، في 28 كانون الثاني وفقاً لما ذكره رشيد، مضيفاً أن “القصف العشوائي” أجبرهم على إغلاقها.

وجاء قرار إغلاق مدارس عفرين بعد أسبوع من قيام قوات الجيش السوري الحر بمشاركة قوات تركية بشن هجوم مدفعي وجوي على الكانتون.

وتهدف حملة غصن الزيتون الجارية بدعم من أنقرة إلى الإطاحه بوحدات حماية الشعب، التي يقودها الأكراد في عفرين، وتعتبر وحدات حماية الشعب الجناح العسكري لحزب الاتحاد الديمقراطي الذي يقود الإدارة الذاتية المحلية.

طلاب في مدينة عفرين يتظاهرون ضد عملية  غصن الزيتون 19 شباط. الصورة من وكالة أنباء هاوار.

وتعتبر تركيا وحدات حماية الشعب منظمة إرهابية بسبب علاقاتها بحزب العمال الكردستاني الذي يشن تمرداً دموياً داخل تركيا منذ عقود.

ومنذ بدء حملة غصن الزيتون في 20 كانون الثاني “أسفرت الغارات الجوية والقصف المدفعي” عن مقتل مالايقل عن 112 مدنياً في عفرين بينهم 23 طفلاً وفقاً لما ذكره المرصد السوري لحقوق الانسان، الذي يتخذ من المملكة المتحدة مقراً له، كما أكد الرشيد أن من بين القتلى ما لايقل عن 14 طالباً.

ومن جهتهم، نفى المسؤولون الأتراك أن يكون المدنيون قد لقوا مصرعهم في الحملة التي تدعمها تركيا على عفرين، وقال نائب رئيس الوزراء التركي، يوم الخميس الماضي، أنه “حتى الآن لم يلقى أي مدني حتفه أو حتى أصيب في عمليات القوات المسلحة التركية”.

وأدى القتال بين وحدات حماية الشعب والقوات المدعومة من تركيا إلى تدمير 32 مدرسة على الأقل خلال الشهرين الماضيين في عفرين، كما أدى القصف إلى “تدمير مدرسة ثانوية” في جنديرس في 19 شباط، وفقاً لما أكده الرشيد.

ولم يتسنّ لسوريا على طول التحقق من ادعاءات الرشيد بشكل مستقل، كما أبلغت وسائل الإعلام المحلية والدوليةوسائل الإعلام التابعة للنظام في شهر شباط عن إلحاق أضرار بمدارس عفرين خلال العملية المدعومة من تركيا.

وقبل بدء عملية غصن الزيتون في كانون الثاني، لم تشهد منطقة عفرين ذات الغالبية الكردية إلا القليل من أعمال العنف التي تعرضت له أجزاء أخرى من سوريا خلال الحرب التي دامت سبع سنوات في البلاد.

مدرسة ثانوية يزعم أنها دمرت جراء القصف على جنديرس في 19 شباط. تصوير محمد رشيد.

وكانت قوات الحكومة السورية انسحبت من عفرين عام 2012 بعد أن تولت وحدات حماية الشعب السيطرة عليها، وخلال السنوات التالية، تبادلت القوات التي يقودها الأكراد قذائف المدفعية مع القوات التركية المتقطعة عبر الحدود، ولكن العمليات العسكرية واسعة النطاق والهجمات التي شنها تنظيم الدولة، كتلك الهجمات التي عصفت بأقاليم أخرى في الشمال السوري ذات غالبية كردية، لم يسمع بها، وهرب عشرات الآلاف من السكان من المناطق الأكثر عنفاً في البلاد إلى الجيب المعزول.

وقال رئيس هيئة التعليم الرشيد “هذه أول مرة تغلق فيها المدارس ويحرم الطلاب من حقهم بالتعلم ولم يكن لدينا سيناريو أو تحضير لمثل هذه الهجمة”.

وكان شيار محمد عمر، طالب في الصف الرابع من بلدة راجو في كانتون عفرين الغربية، في العطلة الانتصافية من السنة عندما بدأت عملية غصن الزيتون، وقال لسوريا على طول “عندما بدأ القصف كنا نعتقد أن ذلك لن يدوم سوى يومين أو ثلاثة أيام”.

إلا أنه بعد مرور أكثر من شهر من بدء العملية، هرب شيار وعائلته إلى عفرين بعد أن قُصفت بلدته ومدرسته وهم يعيشون الآن في مدينة عفرين.

وأضاف “لا يوجد الآن دراسة ولا أي شيء، ونحن نقضي وقتنا مع الأصدقاء في الشوارع”.

احتجاج الطلاب

تظاهر طلاب مدينة عفرين الأسبوع الماضي احتجاجاً على استمرار العملية التركية والقصف المزعوم على المدارس.

وأظهر شريط فيديو نشرته وكالة هاوار للأنباء على يوتيوب في 19 شباط، مئات الطلاب الذين يسيرون في شوارع مدينة عفرين حاملين لافتات كتب عليها: “لا تدمر مدارسنا”.

الطلاب في شيرا، عفرين يتظاهرون ضد الهجمات التركية في 5 شباط. صورة من وكالة إباء هاوار.

وفي الفيديو تسأل فتاة مراهقة “لماذا تأجلون تعليمنا، نحن نريد فقط أن نكون أحرار لنمارس حقنا بالتعليم”.

وبينما تواجه عفرين الجزء الأكبر من القصف والغارات الجوية والقتال البري خلال عملية غصن الزيتون، إلا أن العنف يمتد أيضاً إلى الأجزاء المجاورة من تركيا.

وفي مقاطعتي هاتاي وكلس في جنوب تركيا، قال مسؤولون تركيون أن مايقارب 100 صاروخ أطلق من عفرين أسفروا عن مقتل سبعة مدنيين على الاقل واصابة 125 آخرين منذ 20 كانون الثاني، وفقاً لما ذكرته وكالة أناضول التركية.

وفي 31 كانون الثاني، أصابت خمسة صواريخ مدينة الريحانية الحدودية، مما أسفر عن مقتل تلميذ في المدرسة الثانوية يبلغ من العمر 17 عاماً، بحسب ما ذكرت صحيفة ديلي صباح التركية.

وذكرت الصحيفة أنه تم تمديد فترة الإنقطاع عن المدارس المتوسطة لمدة أسبوع إضافي في العديد من المناطق الجنوبية في هاتاي وكلس فى منتصف شهر شباط، ولم يكن واضحاً ما إذا كان التمديد يتعلق بالقصف من قبل وحدات حماية الشعب أو لسبب آخر.

 

ترجمة: بتول حجار

شارك هذا المقال