4 دقائق قراءة

مصيدة الرقة: تجهيزات لمعركة قادمة وسط خوف وارتياب من خطر “العمليات الانتقامية”

تملكت مدينة الرقة الصحراوية الشمالية، بوادر تشي بقرب النزال الآخير […]


14 أكتوبر 2015

تملكت مدينة الرقة الصحراوية الشمالية، بوادر تشي بقرب النزال الآخير مع تنظيم الدولة على قلب المدينة، وما يسميه التنظيم عاصمة خلافته، فحفرت الأنفاق وشيدت السواتر على مداخل المدينة الرئيسية ومخارجها.

ومع تعاظم جنون الارتياب والذعر، أرسل تنظيم الدولة فرقاً لملاحقة الفارين من المدينة، فيما يتجهز المدنيون للأسوأ، وهو سيناريو بات “أمرا محتوما ولا مفر منه”، في رأي فرات الوفا، الإعلامي السابق في حملة الرقة تذبح بصمت، والذي يعمل حاليا مع شبكة إعلاميون بلا حدود.

و”أياً كان الطرف المسيطر في هذه المعركة، فإنه سيعمل على قطع أي  دابر أو خطر يشكله الفريق الآخر عليه”، وفق الوفا الذي اعتبر أن ذلك “لا يعني الموالين فحسب، وإنما أولئك الذين يحسبون بصفهم”.

ولا تثير “احتمالية الانهيار الوشيك” لتنظيم الدولة، شبح الفوضى فحسب، وإنما أيضا ما أسماه الوفا بـ “عمليات الانتقام”.

وقال الوفا، لمراسل سوريا على طول عمار حمو، أن “الضمانة الوحيدة  لضبط الأمور بعد المعركة وجود محاكم شرعية (…) والحيلولة دون وقوع ردة فعل  انتقامية متوقعة  ضد كل الذين كانوا ينتمون لتنظيم داعش”.

ارتفعت وتيرة الترويج الإعلامي لما يعرف بمعركة غرفة بركان الفرات ضد تنظيم الدولة في مدينة الرقة، فهل ترى أن وتيرة الإعلام تتماشى مع مجريات الواقع أم أنه في سياق الضخ الإعلامي فقط؟

بدأ الضخ الإعلامي مع بداية  تشكّل غرفة بركان الفرات، وقوبل في بادئ الأمر بصدى وضخ إعلامي واسعين، وترحيب بين الأهالي في الرقة وما حولها، لما لقوه من تغيرات بعد سيطرة داعش، وازدياد سطوة التنظيم في الرقة بشكل خاص وعموم شمال شرق سوريا.

وبعدها خف صدى غرفة بركان الفرات إعلامياً لكن من المحتمل أن  تعود أصداء غرفة بركان الفرات للساحة الإعلامية، خصوصاً في ضوء التطورات التي حصلت مع بداية العمليات الروسية على الأراضي السورية.

حيث عمدت قوات التحالف منذ يومين إلى إمداد قوات غرفة بركان الفرات بالذخائر عبر الإنزال الجوي،ما يؤكد أن هناك تحركات جديدة على الأبواب على صعيد القتال بين غرفة بركان الفرات من جهة وداعش من جهة أخرى.

 في حديث لسوريا على طول، أكد الناطق باسم لواء ثوار الرقة أن التجهيز الفعلي جار على قدم وساق للمعركة، فهل ترى من الجهة المقابلة أن التنظيم يتجهز لمعركة قريبة في الرقة؟

نعم يعمل تنظيم داعش حالياً على تحصين مواقعه في مدينتي الرقة والطبقة وحفر الخنادق ووضع المتاريس على مداخل ومخارج مدينتي الرقة، كما عمل على إحداث تشكيل جديد في صفوفه يعنى بملاحقة عناصره المتخلفين عن جبهات القتال فيما يبدو استعداداً للمعركة المتوقعة التي أكدها قائد لواء ثوار الرقة.

بعد تحرير بركان الفرات لتل أبيض، ذات الأغلبية العربية، نشر ناشطون عن اعتقال الـ YPG لعرب في تل أبيض بحجة ولائهم أو انتمائهم للتنظيم، فهل هناك مخاوف لدى أهالي الرقة من هذا القبيل؟

وحدات حماية الشعب مارست ذات السياسة التي اتبعتها داعش ضد الأهالي، لكن على أساس عرقي وليس ديني، وكان ذلك تحت ذريعة انتمائهم لتنظيم داعش، وهذا ينافي واقع الحال. آما عن أهالي الرقة فهم بالفعل يتخوفون من سيطرة قوات الـ YPG التي لم يعد يخفى على العالم عنصريتها وممارساتها ضد عرب تل أبيض والقرى المحيطة.

هل تعتقد بأنه مع شرارة انطلاقة معركة ضد التنظيم على الرقة سنجد معركة داخلية من أبناء الرقة ضد التنظيم؟

نعم بالتأكيد، وقد أشرت إلى إمكانية حدوث هذا في وقت سابق لموقعكم، وأعرف شخصياً أشخاص مستعدين للتحرك ضد تنظيم داعش بمجرد بداية معركة حقيقية تضمن عدم وقوعهم ضحية لبطش داعش، وخذلان قادة المعركة المرتقبة ضد داعش، ومن جهة أخرى الكثير من المخدوعين بداعش بدؤوا يلمسون ظلم وضلال داعش ومنهجها.

بماذا تتمثل معاناة المدنيين في المعركة المقبلة؟

المدنيون باعتقادي سيكونون ضحية لعنصرية الأكراد من جهة، وبطش داعش من جهة ثانية.

وقد أكون محقاً إذا قلت أن طرد داعش من الرقة وما حولها، سيرتب على المدينة وأهلها الكثير من الدمار الذي سيطال البشر والشجر والحجر، أياً كان الطرف المسيطر في هذه المعركة فإنه سيعمل على قطع أي  دابر أو خطر يشكله الفريق الآخر عليه، وقد لمسنا بطش داعش الذي مارسته على كل من يتواصل مع الجيش الحر منذ بدء سيطرتها حتى يومنا هذا.

أنت كأحد شباب الرقة، ما هي مخاوفك من المرحلة القادمة سواء معركة الرقة أو ما بعدها؟

أكثر ما يقلقني ويخيفني في المرحلة المقبلة عمليات الانتقام التي ستحدث عقب طرد داعش من الرقة، وفلتان الأمور بسبب الظلم والطغيان الذي مارسه عناصر داعش ضد الأهالي في الرقة، هذا فيما يخص عقب المعركة.

أما أثناء المعركة فلا يخفى على أحد بأن الرقة أصبحت بمثابة عاصمة التنظيم  وهي مصدر قوته، ومنها يتم تخريج المقاتلين بشكل دوري عبر ما يسمى الخيم الدعوية والمعسكرات العسكرية، ويتم زجهم في الجبهات التي يفتتحها التنظيم سواء في الريف الشرقي أو الريف الشمالي لحلب ومناطق سيطرة التنظيم، لذلك فالضمانة الوحيدة  لضبط الأمور بعد المعركة وجود محاكم شرعية يتم من خلالها محاسبة المجرمين والمنتمين لعناصر داعش، وفضّ أو الحيلولة دون وقوع ردة فعل  انتقامية متوقعة ضد كل الذين كانوا ينتمون لتنظيم داعش، وبينهم كثيرون جبرتهم أمورهم وظروفهم وانتماءاتهم للجيش الحر سابقاً من الانضمام لداعش حفاظاً على أرواحهم وهذا أمر لابد من الإشارة له وتسليط الضوء عليه حتى لا يذهب الصالح بالطالح مستقبلا.

شارك هذا المقال