4 دقائق قراءة

معارك طاحنة بين الثوار وقوات النظام لليوم الثالث على التوالي في حلب

قالت مصادر عسكرية في الخطوط الأمامية لجبهات القتال في حلب، […]


قالت مصادر عسكرية في الخطوط الأمامية لجبهات القتال في حلب، لسوريا على طول، أن الثوار اشتبكوا في معارك دموية مع قوات النظام، مساء يوم الأحد، في هجوم شنه الثوار لرفع الحصار عن الأحياء الشرقية في المدينة.

وفي الساعة الخامسة مساء يوم الأحد، أعلنت وسائل الإعلام الموالية للنظام أن قوات النظام استعادت السيطرة على مناطق كانت قوات المعارضة سيطرت عليها في نهاية الأسبوع. وذكرت إحدى وسائل الإعلام اللبنانية الموالية للنظام السوري، أن الجيش العربي السوري “يستعيد السيطرة على كامل منطقة منيان في غرب حلب”.

واعترف مصدر في لواء صقور الشام لسوريا على طول، موجود على خطوط المواجهة في المنيان، بأن النظام استرجع “نقطة واحدة”، لكنه وصف القتال في منيان بأنه “كر وفر”.

وأضاف المصدر الذي طلب عدم الكشف عن هويته أن “الثوار يعملون على تثبيت مواقعهم ضمن منيان بشكل كامل”.

خارطة من تصميم طارق عديلي. مصادر: تقارير سوريا على طول.

وتقدم ما يقارب 20 فصيلا ضمن تحالف ثوري، في مدينة حلب، من الريف الغربي للمدينة يوم الأحد، مستغلين الجو الغائم الذي يقلل فعالية ضربات النظام الجوية. وهدف الهجوم، كما قال الثوار، إلى رفع الحصار عن سكان شرقي حلب الـ250 ألف، ومن ثم “تحرير” المدينة بأكملها.

وخلال أول اليومين من هذا الهجوم، سيطر الثوار على منطقتين خاضعتين لسيطرة النظام بسرعة، وهما منيان وضاحية الأسد.

ولم تذكر وكالة الأنباء الرسمية السورية “سانا” أي شيئ عن تقدم قوات المعارضة في نهاية الأسبوع، بينما زعمت أن “المنظمات الإرهابية قصفت مناطق سكنية في ضواحي الأسد والحمدانية، صباح يوم الأحد، بالغازات السامة، مما أسفر عن 35 حالة اختناق”.

من جهتها نفت وسائل إعلام المعارضة ما أوردته سانا، وقالت أن مروحيات النظام أسقطت برميلا مملوء بغاز الكلور على بلدتين أخريين في ريف حلب الغربي.

وتركز القتال يوم الأحد على جبهتين أساسيتين في أحياء حلب الغربية. وحاول الثوار عند المدخل الجنوبي الغربي للمدينة، الاستفادة من مكاسب نهاية الأسبوع، بدعم من السيارات المفخخة وقذائف المدفعية شبه المستمرة. وعلى أية حال، واجهت قوات الثوار، مقاومة شديدة في أكاديمية الأسد العسكرية ومشروع الـ3000 شقة السكني.

في الوقت نفسه، واصل الثوار، بما في ذلك جبهة فتح الشام بقيادة جيش الفتح، الضغط على الجبهة الشمالية، مما يشكل تحديا للنظام عبر منطقة الزهراء.

ومقابل التقدم مسافة قصيرة لرفع الحصار، يحاول الثوار إطلاق جبهة أوسع على شكل هلال أثناء تقدمهم.

وقال النقيب عبد السلام عبد الرزاق، المتحدث العسكري باسم حركة نور الدين الزنكي، لـ سوريا على طول، “اتبعنا استيراتيجية جديدة وتكتيكا مختلفا عن السابق عبر نقل المعارك بعيداً عن محاور الدخول إلى حلب، والتي كان لها أثر كبير في انهيار قوات النظام وعناصر حزب الله”.

الجولاني وهو يناقش الخطط العسكرية في معركة حلب. حقوق نشر الصورة لـ جبهة فتح الشام 

وصل الثوار إلى أقرب مسافة في ريف حلب و 2 كيلومتر فقط ما يفصلهم عن فك حصار الأحياء الشرقية في المدينة، ورغم ذلك  فإنهم يدركون مالذي يتأتى به زحف هذه المسافة الأقصر.

وفي آب، كسر الثوار حصار النظام لـ250 ألف نسمة في شرقي حلب، بعد أن ربطوا المدينة المحاصرة بالريف الغربي الخاضع لسيطرة الثوار من خلال منطقة الراموسة، وفق ما ذكرت سوريا على طول، آنذاك.

وخلال هذا المتنفس القصير من كسر الحصار، أدخل القليل من المواد الغذائية والأدوية إلى المدينة وخرج قلة من الناس. ولكن سرعان ما فقد الثوار سيطرتهم على الأراضي في أيلول، بعد أن أحيطوا بالمرتفعات التي يسيطر عليها النظام من جهة الجنوب والتعزيزات الكبيرة له من جهة الشمال.

ومنذ استعاد النظام السيطرة على الراموسة، قتلت الغارات الجوية السورية والروسية مئات المدنيين، ودمرت المستشفيات والمدارس والمباني السكنية. ولم تدخل المدينة أية مساعدات، ومات طفلين على الأقل بسبب النقص الحاد في حليب الأطفال وغيره من المستلزمات الضرورية.

وحاليا، فإن الثوار متفائلون بأن استراتيجيتهم الجديدة ستؤتي أكلها وتعود بنصر أكبر. وقال محمد حاج قاسم، مدير المكتب الاعلامي لتجمع فاستقم كما أمرت، لـ سوريا على طول ، أن “هذه المعركة تختلف عن سابقاتها بعدد من النقاط أهمها: التعلم من الأخطاء السابقة التي واجههناها في المعركة الماضية، ووضع خطط استيراتيجية ممتازة”.

وذكر موقع روسيا اليوم نقلاً عن الناطق الرسمي باسم وزارة الدفاع الروسية إيغور كوناشينكوف قوله أن “الطائرات الحربية الروسية والسورية لم تنفذ أي طلعات في أجواء حلب منذ 13 يوما”. وأضاف أن “قصف المباني السكنية والممرات الإنسانية مصدره الإرهابيين”.

وفي الأسبوع الماضي، التحمت قوات النظام والثوار في معارك على جبهات متعددة في مدينة حلب المقسَمة، يوم الإثنين، بعد أن استغل الطرفان، وفق ما تواردت الأنباء التوقف الإنساني  لجلب التعزيزات والاستعداد لمعارك عسكرية كبيرة، وفق ما ذكرت سوريا على طول، آنذاك.

وقال  بشار أبو الليث، ناشط اعلامي من الأحياء الشرقية المحاصرة،  لـ سوريا على طول، “المدنيون في حلب متأكدون أنها ساعة الصفر في حلب، وأن المعركة لن تتوقف حتى تحرير كامل حلب”.

شارك هذا المقال