4 دقائق قراءة

معركة الرقة تقترب من النهاية.. وقسد تقاتل للسيطرة على ما تبقى من المدينة

أفادت الناطقة الرسمية باسم حملة غضب الفرات، لسوريا على طول، […]


11 أكتوبر 2017

أفادت الناطقة الرسمية باسم حملة غضب الفرات، لسوريا على طول، يوم الثلاثاء، أن قسد (قوات سوريا الديمقراطية) المدعومة من جانب الولايات المتحدة تقاتل من أجل السيطرة على ما تبقى من مدينة الرقة، البالغة 10 بالمائة، والخاضعة لسيطرة تنظيم الدولة في “المرحلة الأخيرة” من معركتها لتحرير عاصمة التنظيم في سوريا.

وقالت جيهان شيخ أحمد، الناطقة الرسمية باسم حملة غضب الفرات، لسوريا على طول، من مكان تواجدها بالقرب من ساحة القتال، أن اشتباكات يوم الثلاثاء تركزت ضمن مناطق شمال ووسط الرقة، وشملت المشفى الوطني، حيث يقبع نحو ألف مقاتل من تنظيم الدولة تحت الحصار في أحد مواقعهم الأخيرة في قلب المدينة.

ووفقاً لوسائل إعلام قسد، ستوفر السيطرة على المشفى الوطني وتقاطع النعيم المجاور لها،  فضلاً عن الملعب الرياضي القريب – حيث يقال إن تنظيم الدولة يحتفظ بعدد غير معروف من المدنيين الأسرى – السيطرة الكاملة لقسد على مركز مدينة الرقة، إضافة إلى السيطرة شبه الكاملة على الطريق السريع الرئيسي الذي يمر عبر المدينة.

وقالت جيهان “معركة الرقة في المرحلة الأخيرة لها بعد تحرير ٩٠٪ من المدينة”.

قوات سوريا الديمقراطية في الرقة، يوم الثلاثاء. تصوير: حملة تحرير الرقة “غضب الفرات”.

وأجرى بريت ماكغورك، المبعوث الخاص للرئيس الأمريكي في التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة، تقييما مماثلا عبر تويتر يوم الاثنين، مشيرا إلى أن معركة الرقة تقترب من “نهايتها” حيث تقدمت قسد في المدينة “شيئا فشيئا” عبر المناطق المركزية.

في المقابل بقيت وسائل إعلام التنظيم صامتة إلى حد كبير، منذ بداية تشرين الأول، مع استمرار خسارتها لأراضها في المدينة.

وأطلقت قسد، وهي تحالف متعدد الأعراق يضم أكراداً وعرباً، معركتها لتحرير مدينة الرقة في ٦ حزيران ضمن حملة “غضب الفرات” للسيطرة على عاصمة التنظيم وواحد من آخر معاقله الرئيسية في سوريا.

ودفع تقدم قسد الثابت منذ ذلك الحين – تدعمه طائرات التحالف وقواته البرية بقيادة الولايات المتحدة – مقاتلي تنظيم الدولة للخروج من معظم أجزاء المدينة.

ودفع المدنيون المحاصرون داخل المدينة الثمن غاليا مقابل كل شبر استولت عليه قسد، حيث يتركز قتال قسد والتنظيم بين المباني، في حين تشن طائرات التحالف الذي تقوده أمريكا غارات جوية على الأحياء السكنية.

نتيجة لذلك، قتل ما لا يقل عن ١٠٠ مدني في مدينة الرقة خلال الأسبوعين الماضيين فقط، وأكثر من ألف مدني منذ بداية حملة الرقة، وذلك حسب تقديرات منظمة الرصد Airwars ومقرها بريطانيا.

وأوضح التقرير الذي نشرته منظمة الرصد، أواخر الشهر الماضي، أن القصف الذي شنته الولايات المتحدة على مدينة الرقة كان السبب في مقتل العديد من المدنيين، حيث سقطت قنبلة او قذيفة مدفعية واحدة على الأقل على المدينة “كل ثماني دقائق” خلال شهر آب.

نازحون يفرون من مدينة الرقة يوم الاثنين. تصوير: حملة تحرير الرقة “غضب الفرات”.

ومع وصول المعركة إلى مراحلها النهائية، هناك علامات تشير إلى انخفاض وتيرة قصف التحالف للمدينة، ولم يعلن التحالف، الذي يصدر تقارير يومية عن ضرباته الجوية ضد تنظيم الدولة في سوريا والعراق، عن أي ضربات على مدينة الرقة يوم الاثنين.

وإذا صح ذلك، فإن يوم الاثنين هو يوم الرقة الأول الذي يمر دون التبليغ عن غارات جوية، منذ إطلاق حملة غضب الفرات في حزيران، مع استمرار تقلص مساحة سيطرة التنظيم داخل المدينة.

وفي يوم الثلاثاء، شهدت المدينة المحاصرة “هدوءاً عاماً”، مع عدم وقوع ضربات جوية، وفقا لما أوردته منظمة الرقة تذبح بصمت، وتنشر المنظمة تقارير منتظمة عن الغارات الجوية والقصف المدفعي الذي يشنه التحالف على المدنيين داخل الرقة.

ومع ذلك، لا يزال مئات المدنيين يفرون من المدينة خوفاً من اقتراب الخطوط الأمامية للقتال، وبينما تفرض قسد حصاراً خانقاً على المدينة، تفيد وسائل إعلامها الرسمية بأنها توفر مروراً آمنا لهؤلاء المحاصرين في الداخل.

وقالت جيهان شيخ لسوريا على طول، إن مقاتلي قسد تمكنوا من “تحرير” 195 مدني، منذ ليلة الاثنين، كما أفادت منظمة الرقة تذبح بصمت بأن عشرات العائلات فرّت من مدينة الرقة عبر المناطق الغربية التي تسيطر عليها قسد، يوم الثلاثاء.

وأشارت منظمة REACH الإغاثية، في تقرير لها أواخر الشهر الماضي، إلى أن الفارين يتركون وراءهم أحياء دون كهرباء، باستثناء المولدات الخاصة، أو مياه أو رعاية صحية. ولا يزال هناك مخبز واحد فقط يعمل في المدينة، في حين يعتمد السكان على مياه الآبار المؤقتة التي حفرت في الأرض، وفقا للتقرير ذاته.

وتشير تقديرات REACH إلى أن ما يقدر بـ ٨ آلاف مدني لا يزالون محاصرين في مدينة الرقة، حتى أواخر أيلول، من أصل ٢٢ ألف مدني كانوا في الرقة، الشهر السابق.

ترجمة: سما محمد.

 

شارك هذا المقال