4 دقائق قراءة

معركة القلمون تشتعل في بلدة يبرود الإستراتيجية

شباط / فبراير ١٣، ٢٠١٤ إعداد أليكس سايمون وأسامة أبو […]


13 فبراير 2014

شباط / فبراير ١٣، ٢٠١٤

إعداد أليكس سايمون وأسامة أبو زيد

عمان: شنت طائرات الحكومة السورية ١٧ غارة جوية على بلدة يبرود التي يسيطر عليها الثوار قبل الساعة ٢ بعد ظهر يوم الأربعاء في محاولة للسيطرة الكاملة على طريق دمشق حمص الدولي السريع الواقع في سلسلة جبال القلمون الإستراتيجية، وفقاً لوسائل إعلام المعارضة.

“بدأت المعركة اليوم بشكل جدي”، قال عمار، البالغ من العمر ٢٣، وهو المتحدث الرسمي لمركز القلمون الإعلامي، اثناء حديثه لسوريا على طول يوم الأربعاء من يبرود.

“لقد شهدت عدة مناطق في القلمون تصعيد كبير في الأسبوع الماضي، وأهمها كان في يبرود، حيث تمثل المعقل الرئيسي للجيش الحر في المنطقة”.

 النظام يحشد قواته على اطراف بلدة يبرود. حقوق نشر الفيديو تعود لـ المركز الاعلامي في القلمون.

وقد نشر المركز الإعلامي للقلمون يوم الأربعاء فيديو يظهر ما وصفه بأنه ثالث غارة جوية لليوم من قبل طائرة ميغ تابعة للحكومة وأن “الطائرة لم تغادر سماء يبرود منذ الصباح”، ونشرت صورة تظهر قوات حكومية تحتشد حول يبرود.

تقع القرية التي سكانها خليط من المسلمين السنة والمسيحين نحو ٧٥ كم شمال دمشق والتي كانت قاعدة للجيش الحر والقوات الإسلامية في القلمون لأكثر من سنة، مع إنشاء مقاتلين الثوار مصنع مؤقت للذخائر في البلدة.

يبرود هي أخر معقل للثوار في سلسلة جبال القلمون الإستراتيجية، والتي تمتد على نحو ٨٠ كم على طول الحدود السورية الغربية مع لبنان وتحتوي على طرق إمداد مهمة مستخدمة من قبل الثوار لنقل المعدات والمقاتلين عبر البلدات السنية المؤيدة للمعارضة في شرق لبنان إلى مناطق مثل يبرود.

ويبرود أيضاً هي الموقع الذي يُعتقد بأن مقاتلين إسلاميين يحتجزون ١٢ راهبة من الروم الأرثودوكس حيث تم اختطاف الراهبات في كانون الأول / ديسمبر من بلدة معلولة الأثرية ذات الأغلبية المسيحية، والتي تبعد حوالي ٢٠ كم جنوب شرق يبرد.

“لقد وضع النظام كل ثقله لاحتلال يبرود بعد أن سيطر على النبك، ودير عطية، وقارة”، أضاف عمار، مشيراً إلى البلدات الثلاث الواقعين شمال غرب يبرد، حيث وقعوا تحت سيطرة النظام وحزب الله في أواخر شهر تشرين الثاني / نوفمبر وأوائل شهر كانون الأول / ديسمبر من السنة الماضية.

لقد قلت الاشتباكات في القلمون بعد هذه الإنتصارات، والتي جاءت خلال حملة هجومية شرسة سيطر فيها حزب الله والحكومة السورية على قارة في ١٩ من تشرين الثاني / نوفمبر ومن ثم انتقلوا للسيطرة على دير عطية ثم النبك.

لعدة أشهر قبل بدء هذه الحملة، كانت توصف القلمون بأنها الجبهة الرئيسية الثانية في الحرب الأهلية السورية المستمرة منذ ثلاثة سنوات تقريباً، حيث وصفها حزب الله ب “الحرب القادمة”.

بالإضافة إلى استخدام القلمون كطريق للتهريب تعتبر القلمون أيضاً جزء رئيسي من الطريق السريع الذي يربط عاصمة سوريا بوسط مدينة حمص، وبالتالي، الساحل السوري الغربي ذو الأغلبية العلوية.

“الطريق السريع هو شريان النظام”، قال عمار.

تقع كل من بلدة قارة، ودير عطية، والنبك مباشرة على طول الطريق السريع، وقد سيطر النظام بشكل دائم على البلدات الثلاث وهذا مكنه من فتح الطريق، في حين نجح الثوار سابقاً في إغلاق الطريق بين النبك ودير عطية.

تقع يبرود على بعد ٥ كم غرب الطريق، بالرغم من ذلك استغل الثوار سيطرتهم على القرية بشن هجمات دورية على الطريق السريع. إنتصار النظام في يبرود سيعزز سيطرته على الطريق السريع، وسيجعل عملية تصفية الثوار من القلمون فعالة.

اعترف عمار بأهمية أخر بلدة مع بدء المعركة وقال “إذا خسر الجيش الحر يبرود، أستطيع القول أن القلمون قد ذهبت من بين أيدينا”.

ثقة الحكومة:

لقد أتسمت الفترة التي سبقت الهجوم العسكري بتجديد الحملة الإعلامية في وسائل إعلام الحكومة والإعلام الموالي للنظام وتوقعهم بانتصار حاسم في يبرد.

“بدء الجيش السوري بحشد قواته العسكرية في الأسبوع الماضي استعدادا للمعركة القادمة في يبرود”، وفقاً لما نشرت صحيفة الميادين اليومية اللبنانية الموالية للأسد في ٣ شباط/فبراير.

“هذه المرة، المعركة لا تهدف إلى تضييق الخناق على الثوار، بل استعادة السيطرة على المدينة وما حولها”.

نشرت مقالة أخرى للأخبار اللبنانية يوم الثلاثاء وكان فيها نفس الثقة، حيث ورد فيها نقلاً عن “مسؤول إقليمي” قوله بأن “معركة يبرود ستقلب كل معادلة الحرب في سوريا وتدفع المحور الآخر (المعارضة) الى القبول بمنطق ان السلطة السورية صارت على مشارف ربح الحرب”

مع أن هكذا خطابات قد يكون هدفها تعزيز موقف النظام في محادثات السلام الجارية في جنيف الثاني، مازال بعض المراقبون للأحداث يشككون في أن المناورات الدبلوماسية في سويسرا لها أي علاقة بالأحداث التي تجري على أرض الواقع.

“لن أعلق كثيراً حول موضوع التوقيت”، قال فيصل الثاني، وهو زميل في المجلس الأطلسي في واشنطن لسوريا على طول يوم الأربعاء.

“إنها مرحلة أخرى في حملة القلمون. حقيقة أن ما يجري في جنيف حالياً ليس له أي تأثير إطلاقاً على الديناميكا العسكرية في أجزاء سوريا المهمة”. قال فيصل.

من جانبه، إقترح عمار المتحدث الرسمي لمركز القلمون الإعلامي بأن تجديد الحملة يشير إلى رغبة النظام باستعادة زمام بعد ازدياد العمليات العسكرية من قبل الثوار في المناطق التي يسيطر عليها النظام في القلمون.

بالرغم من تصاعد الضغوطات، حافظ عمار على قوله بأن قوات الثوار والتي من ضمنها كتائب مرتبطة بالجيش الحر بالإضافة إلى ميليشيات سلفية متشددة منها جبهة النصرة وأحرار الشام، قد حافظوا على مواقعهم في الأرض.

“الجيش الحر في أرضه، حيث أنه يعرف المنطقة شبر شبر”، قال عمار. “هذا يعطينا أفضليه بطبيعة الحال، حتى لو كانت صغيرة”.

للمزيد من التقارير، تابعونا على فيسبوك و تويتر.

شارك هذا المقال