9 دقائق قراءة

معركة جديدة يخوضها أهالي الغوطة المحاصرة ضد الاكتئاب والاضطرابات النفسية

في أيار ٢٠١٤، كان أبو محمد يقود سيارة إسعاف كجزء […]


12 نوفمبر 2017

في أيار ٢٠١٤، كان أبو محمد يقود سيارة إسعاف كجزء من عمله التطوعي في مسقط رأسه الخاضع لسيطرة المعارضة شرقي مدينة دمشق، متجهاً لإسعاف ضحايا القصف المدفعي الذي نفذته قوات موالية للنظام واستهدف سوقاً محلية مزدحمة، وعلى حد تعبيره فإن الحادثة كانت أشبه بـ “مجزرة”.

وبينما بدأ أبو محمد بنقل الجرحى بعيداً عن السوق المستهدفة، نزلت قذيفة أخرى – لكن هذه المرة أصابت “مباشرة” سيارة الإسعاف التي يقودها ومزقت ساقه اليسرى.

لم يتمكن الأطباء في المستشفى من إنقاذ ساقه، وفقاً لما يقوله أبو محمد لسوريا على طول من منزله في كفر بطنا، وهي ضاحية تقع شمال شرق دمشق وتخضع لسيطرة المعارضة، فبتروا ساقه من فوق الركبة.

وما إن بدأ بالتعافي من إصابته، يقول الرجل البالغ من العمر ٢٨ عاماً، حتى “بدأت مأساتي”، وبدون ساقه اليسرى لم يعد بإمكان أبو محمد قيادة سيارة الإسعاف، وهو العمل الذي أعطى معنى لحياته في ظل الحصار، وهكذا سرعان ما غرق في اكتئاب عميق.

ويتذكر أبو محمد الأيام التي تلت إصابته حيث يقول “كنت أشعر دائماً بالعصبية ودائم الصراخ على زوجتي” وأدمن المسكنات شيئاً فشيئا، وعندما ساءت حالته النفسية، حاول الانتحار في مطبخه.

وبعد أسابيع من تعافي أبو محمد من عملية البتر ومحاولة الانتحار، ضربت غارة جوية شنها النظام منزله أثناء زيارته لأقاربه، مما أسفر عن مقتل زوجته وطفله الرضيع، يقول أبو محمد إن وفاتهم سببت له يأساً تاماً “وعشت عزلة لأيام كثيرة لم أكن أرغب برؤية أحد أو زيارة أحد”.

طلب أبو محمد ومريض اكتئاب آخر من الذين أجريت معهم المقابلة عدم الكشف عن أسمائهم كاملة بسبب الوصم المرتبط بالاكتئاب وغيره من الأمراض العقلية في الغوطة الشرقية.

ويتحدث أبو محمد عن معاناته مع الاكتئاب قائلاً “كنت أرى كل شيء من حولي وكل شيء بحياتي أسوداً حتى البسمة لم تعد ترتسم على وجهي”، ويضيف “كنت أشعر أن موتي هو الحل الوحيد للخلاص من الواقع الذي أعيشه”.

دوما في الغوطة الشرقية، شباط ٢٠١٦. تصوير: سمير الدومي.

وتقبع الغوطة الشرقية، حيث يعيش أبو محمد، تحت الحصار منذ أربع سنوات من قبل الحكومة السورية، وفي الأشهر الأخيرة، ازداد الحصار سوءاً مع إغلاق معبر تجاري رئيسي يؤدي إلى الجيب المحاصر وفقدان شبكة من أنفاق التهريب التي كانت توفر الغذاء والإمدادات الأخرى لسكان الغوطة البالغ عددهم ٤٠٠ ألف نسمة.

وبالرغم من إدراج الغوطة الشرقية رسمياً ضمن إطار اتفاق دولي لوقف إطلاق النار، فإن الغارات الجوية والقصف المدفعي الذي يشنه النظام لا يزال يستهدف بلداتها.

وفي الشهر الماضي، بدأت صور قادمة من المنطقة المحاصرة بالانتشار والتي تظهر معاناة الأطفال- وموت البعض منهم- جراء سوء التغذية والأمراض المختلفة مع استمرار الحصار.

وقال المفوض السامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان، زيد رعد الحسين، في مؤتمر صحافي عُقد في جنيف الشهر الماضي إن الظروف داخل الجيب المحاصر تشكل “حالة إنسانية طارئة”.

وتسببت سنوات من العنف والحرمان بسوء الوضع النفسي لعدد كبير من أهالي الغوطة الشرقية، وفقاً لما يقوله الأهالي والأطباء لسوريا على طول، ويقول أبو محمد، وهو واحد من عشرات المرضى الذين يتلقون العلاج من طبيبة تقيم في الخارج “في ظل كل ما تعانيه الغوطة من قصف وحصار وموت وأشلاء ودمار، هناك حالات كثيرة كحالتي”.

ومن الصعب تحديد عدد سكان الغوطة الشرقية الذين يعانون من الندوب النفسية التي خلفتها الحرب والحصار، بما فيها الاكتئاب والقلق واضطرابات ما بعد الصدمة، ويعمل طبيب نفسي واحد فقط داخل الغوطة الخاضعة لسيطرة المعارضة، ومع ذلك، فإن سلسلة من النزاعات بين الثوار أنفسهم تجعل الآلاف من أهالي الغوطة غير قادرين على الوصول إليه.

يقول الدكتور غزوان الحكيم، الطبيب النفسي الوحيد في الغوطة الشرقية، ويقيم في مدينة دوما، شمال الغوطة المحاصرة “نحن نواجه مشكلة كبيرة”.

ولم يتمكن الطبيب من تقديم عدد دقيق لأهالي الغوطة الذين يعانون من الاكتئاب والأمراض النفسية الأخرى، وقال لسوريا على طول إنه يعالج الآن حوالي ٢٠٠ حالة شهرياً في دوما وحدها.

إن الوصمة المرافقة للاكتئاب والأمراض النفسية الأخرى في مجتمع الغوطة المحافظ نسبياً قد تمنع مئات الآخرين من طلب العلاج أو حتى التفكير فيه، بحسب ما يقوله الطبيب لسوريا على طول.

يقول الحكيم: “إن غالبية المصابين بحالات نفسية لا يراجعون الطبيب النفسي”.

ولأن الإصابات النفسية أقل وضوحاً من الإصابات الجسدية التي ظهرت في العشرات من تسجيلات الفيديو والصور التي تمت مشاركتها أسبوعياً من الغوطة الشرقية لضحايا الغارات الجوية، ونيران المدفعية، وسوء التغذية فإن المعاناة النفسية تتم معالجتها بصمت، وأحياناً بالسر.

ويقول الحكيم لسوريا على طول، إن المرضى الذين يتمكنون من الوصول إليه أو إلى غيره من الأطباء غير المتخصصين، هم من يعانون بشدة من الحياة داخل أحد أكثر المناطق حصاراً في سوريا، ويضيف إن مرضاه في دوما ” يعانون من الخوف والتوتر والارتباك فضلاً عن اضطرابات النوم”.

ويتابع إنهم يواجهون “الخوف من المستقبل”.

أزمة الصحة النفسية تحت الحصار

كانت الضواحي الشرقية والريفية الخصبة في دمشق تغذي العاصمة ومحيطها بالمنتجات الطازجة كمنتجات الألبان واللحوم، حيث يربي المزارعون هناك الآلاف من الماشية والأغنام والدجاج.

إلا أن الغوطة تتضور جوعاً اليوم، وفي بعض أجزاء الغوطة، تمت تسوية أحياء بأكملها تقريباً على الأرض بفعل الغارات الجوية والقصف المدفعي الذي يشنه النظام، ولكنها ليست المنطقة الوحيدة التي تمر بهذه المعاناة في الحرب.

وبقيت بلدة مضايا، وهي بلدة صغيرة تقع على بعد ٣٠ كيلومتراً شمال غرب مدينة دمشق خارج الغوطة، تحت حصار النظام السوري المحكم منذ تموز ٢٠١٥ إلى أن استعادت قوات النظام البلدة في نيسان الماضي، وخلال الحصار، تم قطع المواد الغذائية والإمدادات الطبية الأساسية عن حوالي ٤٠ ألفاً من سكان مضايا، ومنعت قناصة النظام والألغام الأرضية التي تحاصر البلدة أي شخص من الخروج.

وقال أحد الأطباء في البلدة لسوريا على طول، في شباط، إن ما لا يقل عن ثلاثة أشخاص لقوا حتفهم بسبب الفشل الكلوي، ولم يتمكنوا من الحصول على المواد الغذائية المناسبة ومنعوا من الخضوع لغسيل الكلى خارج المنطقة المحاضرة.

وعلى مدى عامين من الحصار، حاول ١٣ شخصاً على الأقل، من أهالي مضايا، الانتحار، “مقارنة مع عدم وجود أي حالات انتحار تقريباً” قبل أن يفرض النظام السوري حصاره على البلدة في تموز ٢٠١٥، وفقاً لتقرير صادر عن منظمة إنقاذ الطفل في أيلول ٢٠١٦.

ومن بين ١٣ محاولة انتحار كان هناك ستة أطفال – أصغرهم ١٢ عاماً فقط، وفقاً للتقرير.

وتحدث أحد الآباء في مضايا لسوريا على طول، في كانون الثاني الماضي، عن محاولة ابنه البالغ من العمر ١٢ عاماً أن يقتل نفسه بالقفز من سطح منزله، وقد نجا الصبي بعد غيبوبة استمرت أسبوعاً، لكن والده ظل قلقاً من أن حصار النظام للبلدة “حوله [الابن] إلى إنسان آخر وضعه سيئ جداً”.

وأضاف الأب “لقد فقد كل شيء كان يحبه بسبب الحصار”.

وعلى بعد ١٦٠ كيلومتراً شمالي مضايا، في بلدة ريفية يسيطر عليها الثوار شمال مدينة حمص، وردت أنباء تفيد بأن الحصار قاد صبي آخر، يبلغ من العمر ١٢ عاماً، لتنفيذ محاولة انتحار، أثناء انقطاع المياه في كانون الأول الماضي.

وقالت والدته لسوريا على طول في ذلك الوقت “تناول علبة دواء كاملة وعندما استعاد وعيه قال: سأعاود الانتحار مرة ثانية ولا تنقذوني”.

وقالت منظمة الصحة العالمية إن ٧٠ طبيباً فقط من الأطباء النفسيين المدربين رسمياً متاحون لنحو ٢١ مليون سوري حتى قبل بدء الحرب، إلا أن سبع سنوات من الحرب دفعت عدداً غير معروف منهم للخروج من البلاد، وإغلاق عياداتهم، مما ترك السوريين المحاصرين دون دراية كافية بالتعامل مع الصدمات النفسية.

وبالنسبة للدكتورة منال الفحام، وهي طبيبة أعصاب ولدت في دمشق، وتعيش في الإمارات العربية منذ ما قبل الحرب، فإن نقص الأطباء النفسيين داخل سوريا – والغوطة الشرقية بشكل خاص – يشكل أزمة طبية.

وتدير الفحام، التي لديها تخصص ثانوي في علم النفس، جلسات علاجية عبر الإنترنت للأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب واضطرابات ما بعد الصدمة وغيرها من الاضطرابات النفسية، داخل سوريا، وبدأت تدير الجلسات – التي تتم عبر السكايب – في عام ٢٠١١، عندما اندلعت الثورة السورية.

أعقاب غارة جوية في دوما، 2 تشرين الثاني. حمزة العجوه.

وقالت الفحام “بداياتي مع الغوطة كانت مع طبيب كنت على تواصل معه دائماً وهو صديقي “، وأضافت “وعن طريق التشبيك تعرفت على الكثير من الأطباء والأفراد [على الأرض]”.

في ذلك الوقت، وجدت الطبيبة البالغة من العمر ٥٤ عاماً أنه “لم تكن هناك منظمات مجتمع مدني” للتعامل بشكل صحيح مع ما توقعت بأنه سيصبح أزمة صحية نفسية كبيرة في بلدها.

وعملت الفحام منذ ذلك الوقت من أجل ملء هذه الفجوة، حسب ما تقول، مع الحفاظ على عملها كأخصائية أعصاب في دولة الإمارات العربية، تقول الفحام لسوريا على طول “عالجت حالات من الصداع التوتري والقلق الشديد ونوبات الهلع والفزع”، وتضيف إن لديها “العديد” من المرضى ممن حاولوا الانتحار، حتى في الغوطة الشرقية التي تعد بيئة محافظة نسبياً، حيث يُنظر إلى الانتحار على أنه خطيئة، وبعد الإحالات من الأطباء الموجودين على الأرض في الغوطة، تتواصل مع المريض لإجراء الجلسات عبر سكايب.

ومن بين مرضى الفحام في الغوطة الشرقية، أم محمد (٤٧ عاماً)، وهي أم لخمسة أطفال يقيمون في بلدة سقبا. وتتعرض هذه البلدة، التي تقع في الجنوب الغربي من الغوطة الشرقية، لغارات جوية كثيفة وقصف مدفعي يشنه النظام.

بدأت مشاكل أم محمد في عام ٢٠١٢ عندما انشق ابنها الأكبر عن الجيش، وكان مجنداً مع النظام، وھي خطوة عرضت حياته للخطر، ثم انضم لاحقاً إلى قوات المعارضة في حلب الشرقية المحاصرة قبل أن تستعيد قوات النظام المدينة في معركة دموية في كانون الأول ٢٠١٦.

ونجا ابن أم محمد من المعارك حيث يعيش الآن على بعد أكثر من ٢٠٠ كيلومتر عن مكان تواجد والدته، في محافظة إدلب الخاضعة لسيطرة المعارضة، وتقول لسوريا على طول من منزلها في سقبا، حيث تعيش مع طفليها “لم أره منذ بداية الثورة”.

وتعيش الأم في خوف دائم على ابنها في إدلب والابن الآخر، الأكبر، الذي يعيش في تركيا بعد إصابته أثناء القتال مع الجيش السوري الحر.

تقول أم محمد إن “المعاناة”، وصلت ذروتها في أيار الماضي، عندما تعرضت لما وصفته بأنه “جلطة دماغية”، وخلال فترة العلاج في مستشفى محلي خيري، تم تشخيص إصابتها بالاكتئاب. وتضيف أم محمد إن “الحصار والفقر والحاجة وألم اولادي المصابين وفرقة ابني لسنين”، جميعها تسببت بتدهور وضعي الصحي.

من جهته، أكد الدكتور أحمد البقاعي، مدير أحد مستشفيات الغوطة الشرقية حيث تلقت أم محمد العلاج، تشخيص حالتها، وأوضح الطبيب أن الأم البالغة من العمر ٤٧ عاما كانت تعاني من “قلق وعدم القدرة على النوم وسوء تركيز في حديثها وهلوسة وتفكيرها بالحصار وصعوبة تحصيل لقمة العيش”.

لذلك أحال البقاعي أم محمد إلى الفحام في الإمارات العربية المتحدة، وتحدثت الامرأتان عبر السكايب، حيث تقول أم محمد أن الفحام سألت عن الأعراض ووصفت لها مضادات اكتئاب، وواصلت أم محمد تلقي العلاج عن طريق السكايب.

ومع ذلك، تقول أم محمد، أن التحدث إلى طبيب يبعد حوالي ٢٠٠٠ كم هو أمر صعب، فمن الصعب الحصول على الدواء وسط الحصار المفروض على الغوطة الشرقية، وغالباً ما ينقطع الاتصال بالإنترنت بشكل كامل، مما يؤدي إلى قطع جلسات السكايب.

تقول الفحام “شخصياً أشعر بأنني أعاني من ضغط نفسي لأنني لا أستطيع أن أنزل للعمل على الأرض في الداخل لأرى الناس وأعاينهم وأعالجهم وأعرف ما يمرون به”.

“هناك اشياء في الحياة تستحق أن يقف ليكملها”

بالنسبة لأبي محمد، الذي خضع أيضاً لجلسات علاج يومية مع الفحام لمدة شهرين، جاء العلاج في فترة مظلمة، بشكل خاص في الأشهر التي تلت فقدانه لزوجته وطفله قبل ثلاث سنوات.

يقول أبو محمد “الاكتئاب شعور يجعل المريض به كاره للحياة ينظر لأي شيء فيها بكراهية لذلك أكثر ما كنت أفكر به وأنا مريض هو الموت وأتمناه في كل لحظة”.

وعندما حاول الانتحار بعد عدة أسابيع من إصابته، في المطبخ، يقول أبو محمد “كان بجانبي مشرط أخذته وشرطت يدي”.

ولحسن الحظ، جاءت زوجته لاحقاً وأسعفته إلى المستشفى، حيث استعاد وعيه، وبعد أسابيع قليلة، قُتلت هي وابنها الرضيع في غارة جوية استهدفت منزلهما، ثم أحال الأطباء أبو محمد إلى الفحام.

فكيف تتمكن الفحام، التي تتحدث عبر السكايب على بعد آلاف الكيلومترات، من إقناع المرضى كأبي محمد، ممن يعانون من الآثار النفسية لأحد أسوأ الحصارات في سوريا، على الاستمرار ومواصلة الحياة؟

تقول الفحام إن الهدف بالنسبة للبعض هو ببساطة الاسترخاء “نتحدث بمواضيع أخرى ليس لها علاقة بالشيء الذي يمر فيه، نتحدث عن الأشياء الجميلة التي مرت بحياته بعيداً عن المشكلة الأصلية… لذلك يعرف أن هناك أشياء في الحياة تستحق أن يقف ليكملها”.

تتابع الفحام “أحياناً أقول للشخص إذهب إلى غرفة فارغة وقف بالقرب من النافذة.. تأمل جمال الطبيعة”.

يقول أبو محمد إن حالته النفسية تحسنت منذ محاولة الانتحار وفقدان زوجته وطفله منذ عامين، ومن خلال جلسات العلاج وجد بعضاً من الأمل المتجدد في الأشياء الصغيرة التي لا يزال يجدها في ظل الحصار، حيث يجد العزاء في الطبيعة، كما يقول، وفي اللعب مع الأطفال وقضاء الوقت مع زوجته الثانية، التي تزوجها بعد التعافي من الاكتئاب.

وبالرغم من أنه “تعافى” من الاكتئاب ومن إدمان المسكنات، إلا أن الحصار الذي يزداد سوءاً على مسقط رأسه لا يزال مستمرا.

ويقول أبو محمد “فقدت أي بصيص أمل للخروج من الوضع العام للمكان الذي أعيش فيه نحو حياة طبيعية”.

 

“وأعتقد أن كل أهالي الغوطة الذين عانوا ما عانوه في سنين الحرب من حصار وجوع وقتل ودمار بحاجة لعلاج نفسي يبدأ بإيقاف الحرب”.

 

ساهم في إعداد هذا التقرير عمار حمو.

 

ترجمة: سما محمد.

 

شارك هذا المقال