2 دقائق قراءة

مع احتدام معركة دير الزور: تنظيم الدولة يدمر آخر مستشفى مدني في مناطق سيطرة النظام

ترك تنظيم الدولة، أكثر من 100 ألف نسمة، دون رعاية […]


25 يناير 2017

ترك تنظيم الدولة، أكثر من 100 ألف نسمة، دون رعاية طبية متقدمة، بعد أن دمر المستشفى الوحيد للنظام في مدينة دير الزور شرقي سوريا، في منتصف شهر كانون الثاني.

وقال رائد الفراتي، صحفي داخل مدينة دير الزور الخاضعة لسيطرة النظام، لمراسلة سوريا على طول، نورا حوراني، أنه في 15 كانون الثاني، سيطر مقاتلو تنظيم الدولة على مستشفى الأسد لعدة ساعات و”دمروا كل شيء في الداخل” قبل الانسحاب.

وكانت هذه الخطوة جزءاً من حملة التنظيم للاستيلاء على آخر مناطق سيطرة النظام في مدينة دير الزور، التي يحاصرها التنظيم منذ عام 2015، وفقا لما ذكرته سوريا على طول في 19 كانون الثاني.

ومن خلال السيطرة على هذه المناطق، سيعزز التنظيم سيطرته على المحافظة الغنية بالنفظ.

هل هناك أي مستشفى بديل يمكن أن يتوجه إليه السكان في مناطق سيطرة النظام لتلقي العلاج؟

بعد أن سيطر التنظيم على المشفى عاود وانسحب منها وذلك بعد ساعات من سيطرته عليها، ولكن بعد أن قام بتدمير كافة محتوياتها.

يوجد مشفى آخر في المدينة وهو “المشفى العسكري”، مجهز بكوادر وأجهزة طبية على أكمل وجه ولكنه مخصص للعسكريين والضباط من قوات النظام ولا يستقبل المدنيين، وفي الفترة الأخيرة أصبح يعاني من ضغط كبير بسبب المعارك مع التنظيم.

برأيك، لماذا انسحب التنظيم من المستشفى؟

التنظيم انسحب من المستشفى لأنها أصبحت خط اشتباك بينه وبين قوات النظام، ولا فائدة من التمركز فيها لأنها كمبنى ستصبح هدفاً مباشراً، لذلك دمر محتوياتها وانسحب.

وقبل ذلك كان يستخدم إليها طريق خلفي للوصول إلى المستشفى لأن الطريق المعتاد تحت خط النار.

وبرأيي التنظيم حالياُ يدير المعركة بطريقة تقطيع أوتار المناطق وفصلها عن بعضها والهدف هو المطار. أما الأحياء فهي للضغط على النظام وفتح أكثر من جبهة لتشتيته.

كيف أثر تدمير المستشفى الوحيد في المنطقة على المدنيين؟

تدمير محتويات المستشفى سيؤثر بشكل كبير على المدنيين للأسف، فالوضع الطبي بالأساس سيء للغاية فالمنطقة محاصرة منذ سنوات والناس مرهقون من الحصار والجوع والفقر وانتشار الأمراض.

المشفى كانت تقدم العلاج المجاني بنسبة 70% للمدنيين، وتقدم بعض الأدوية المجانية وفيها  5 أطباء باختصاصات داخلية ونسائية فقط، أما الباقي متدربين أو ممرضين.

وبالرغم من أن الاجهزة الموجودة فيها كانت غير كاملة ولم يكن يقدم واجباته كمشفى، لكن الحاجة جعلتها تقوم بواجبها كمستشفى كامل على اعتبار أنها الوحيدة امام المدنيين، حيث كانت تخدم بحدود 20 الف مدني، وإحدى قريباتي أجرت عملية في المستشفى منذ شهر ونصف.

الآن سيضطر الأهالي أن يعتمدوا كلياً على مستوصفات الهلال الأحمر أو يواجهون الموت بالأخص من هم بحاجة لعمليات وعناية مشددة فهي لا تحوي على تجهيزات لإجراء عمليات أو تحاليل وتصوير شعاعي.

لماذا لا يطالب الأهالي باستخدام المستشفى العسكري، وخاصة بعد قصف تنظيم الدولة للأحياء المجاورة؟ حيث أصيب بعض السكان، بينما توفي آخرون بسبب القصف، وفقا لما أوردته سوريا على طول؟

المدنيين يخافون من الشبيحة وقوات النظام وليس لديهم القدرة للمطالبة بذلك، خوفا من الاعتقال أو القتل والمشفى العسكري معروف أنه للضباط، لذلك هناك تخوفات من قبل الأهالي بالوضع الحالي من حدوث كوارث في حال قصف المنطقة لأنه لا يوجد مشافي. لذلك الناس تلتزم بيوتها خوفا من الإصابة.

ترجمة: سما محمد

شارك هذا المقال