4 دقائق قراءة

مع استمرار التصعيد العسكري: مساعدات جديدة للحولة تخلو من المواد الطبية

دخلت يوم الأربعاء، قافلة مساعدات أممية، لمنطقة الحولة بريف حمص […]


دخلت يوم الأربعاء، قافلة مساعدات أممية، لمنطقة الحولة بريف حمص الشمالي، برفقة الهلال الأحمر السوري، حيث بلغ عدد الشاحنات 8 شاحنات، حملت مواد غذائية، ومنظفات، وبسكويت أطفال، بالإضافة لكتب تعليم ذاتي للأطفال المنقطعين عن الدراسة.

وقال الناشط الإعلامي بسام الحمصي، لسوريا على طول، “الصليب الأحمر وعدنا بدخول شاحنات مساعدات خلال الأيام القادمة، وسيتم إدخال ما يقارب 46 سيارة، هذه الشاحنات التي دخلت لا تكفي نصف السكان”.

وفي حديث مع سوريا على طول، قال مصعب إبراهيم، طبيب الأطفال، بمشفى تلذهب الميدان، “المساعدات لم تشمل مواد طبية أبداً، وإنما شملت مواد غذائية من طحين وغيرها”.

وأضاف إبراهيم “نحن كأطباء متواجدين على الأراضي السورية نحمل المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية والنظام السوري، مسؤولية ما وصل إليه الواقع الطبي في المنطقة، بعد منعهم الدائم لإدخال المواد الطبية”.

وكانت المقاتلات الحربية التابعة للنظام السوري، قصفت عدة بلدات بريف حمص الشمالي، خلال العشر أيام الماضية، ما تسبب بمقتل وجرح عشرات المدنيين بينهم أطفال، نقلوا إلى المشفى الميداني.

واستهدفت قرابة 42 غارة جوية بلدات الرستن، الحولة، غرناطة، كفرﻻها، تلدو، تلذهب، عقرب، وطلف، يوم الأحد الماضي، بحسب ماقال الناشط الإعلامي أبو عبدو الحمصي، لسوريا على طول.

وتركزت هذه الغارات على الأحياء السكنية في مدينتي الرستن، والحولة بريف حمص الشمالي. وتأتي هذه الغارات بالتزامن مع اشتباكات عنيفة بين قوات النظام وفصائل المعارضة السورية على أطراف بلدة غرناطة، بحسب ما تحدث الحمصي.

المدنيين ساعدون الهلال الاحمر بتوزيع المساعدات، حقوق نشر الصورة لـ بسام الحمصي

إلى ذلك، قال الناشط الإعلامي بسام الحمصي، من مدينة الحولة، لسوريا على طول، “تعتبر مدينة الحولة، من أكثر مناطق ريف حمص الشمالي تعرضا للحصار، وذلك بسبب موقعها الجغرافي، وإحاطة أكثر من 13 قرية موالية للنظام بالمدينة من جميع الجهات”.

وأضاف “يبلغ تعداد سكان الحولة حالياً، أكثر من 60 ألف نسمة، حيث تضم نازحين من ريف حماة الجنوبي، من قرى: حربنفسة، دير الفرديس، جرجيسة، طلف”.

وأكد بسام الحمصي “هناك حصار من قبل قوات النظام على المدينة، ولا يوجد إلا منفذ واحد لإدخال البضائع والأدوية، وجميع مستلزمات الحياة من محروقات وغيرها، ما تسبب بارتفاع الأسعار بشكل جنوني، عندما يقطع الطريق بفعل العمليات العسكرية، أو تصعيد سلاح الجو على المنطقة”.

وتحتوي منطقة الحولة والقرى التابعة لها، على 3 مشافي ميدانية صغيرة، استهدفت بعضها عدة مرات في الأسابيع الماضية، وتفتقر هذه المشافي لكثير من الأجهزة الطبية، حيث يتم نقل كثير من الحالات الخطرة والتي تحتاج لغرف عمليات مجهزة إلى المناطق المجاورة (مشفى الزعفرانة)، بحسب الناشط الحمصي.

وأضاف “يتم نقل الجرحى عبر طريق كيسين الغجر (طريق الموت)، وهو طريق خطر لأنه قريب من منطقة كفرنان التابعة للنظام، ويتم استهداف الطريق بالقناصات والدبابات من قبل قوات النظام”.

وأكد الناشط “في كثير من الأحيان نقوم بنقل الجرحى عبر بحيرة مائية، نعبرها بالقارب، هذه البحيرة مطلة على قرية الزارة المحررة بريف حماة، حيث تفصل مدينة الحولة عن باقي مناطق ريف حمص الشمالي”.

بدوره، قال الناشط أبو أحمد الحمصي، من ريف حمص الشمالي، لسوريا على طول، “ريف حمص الشمالي مقسوم نصفين، نصف الحولة، والنصف الثاني تلبيسة والرستن وزعفرانة، حيث طال القصف المشفى الميداني في الحولة يوم الأحد الماضي، ما تسبب بدمار المشفى بشكل  كامل”.

وأكد أبو أحمد “المشفى تحوي على غرفة عمليات، وجهاز ايكو وعيادات للمراجعة، وهي أهم مشفى بمنطقة الحولة، تحتوي على كافة الأدوية التي لا تتوفر بمكان آخر، فقدان هذا المشفى سوف يتسبب بكارثة إنسانية، بسبب نقص الأدوية والمستلزمات الطبية، وكانت المشفى تقدم الأدوية بشكل مجاني وتقوم بتزويد المشافي الأخرى بالأدوية”.

وعن نقص الأطباء والمعدات الطبية، قال الطبيب مصعب إبراهيم “أعداد الكوادر الطبية من أطباء مختصين قليلة جداً في المنطقة، أما بالنسبة للممرضين فالعدد كاف، كون الممرضين هم عبارة عن مدنيين متطوعين في مجال التمريض ومساعدة الكادر الطبي في إسعاف الجرحى”.

وفي السياق، قال الطبيب إبراهيم “بالنسبة للوضع الدوائي؛ فالأدوية التي كانت تصلنا إلى منطقة الحولة كان يتم شراؤها عن طريق حماة وحمص، ومن ثم يتم تهريبها عن طريق الحواجز. وبعض الأدوية كان يتم تهريبها من تركيا ومن ثم إدخالها إلينا”.

وأكد الطبيب “في الوقت الحالي بسبب الحصار الخانق على منطقة الحولة، لم يصلنا منذ سبعة أشهر أي أدوية جديدة سوى الأدوية التي دخلت إلينا من منظمة الهلال الأحمر السوري”.

وأضاف “بالنسبة لحالات الإصابات؛ هناك بعض الإصابات الخطرة تم إرسالها إلى منطقة تلبيسة والرستن لعلاجها من قبل الكادر الطبي المختص من جراحين ومختصين لقلتهم في منطقتنا”.

ومن جهتها، قصفت حواجز قوات النظام بالمدفعية الثقيلة وراجمات الصواريخ المنطقة، ما تسبب بدمار هائل في الممتلكات والأحياء السكنية، وفق ما تحدث أبو عبدو الحمصي.

وأضاف أبو عبدو الحمصي “هناك قصف عنيف جداً على المنطقة، تسبب بنزوح الأهالي للحقول والملاجئ، وهناك أكثر من 120 ألف مدني محاصر، القصف منذ عشرة أيام مستمر على ريف حمص الشمالي، ووصل عدد الغارت قرابة 400 غارة جوية على المنطقة”.

وبلغ عدد القتلى خلال 10 أيام قرابة 98 قتيلا، وجاءت هذه الحملة بعد تقدم الثوار والسيطرة على بلدة الزارة بريف حماة قبل أيام، بحسب ما قال أبو عبدو.

وفي الوقت نفسه، قامت قوات النظام بحرق المحاصيل الزراعية، كوسيلة لعقاب الأهالي في المنطقة، بحسب ما أكد أبو عبدو.

يذكر أن ريف حمص الشمالي يشهد منذ عشرة أيام تصعيداً عسكرياً من قبل قوات النظام، التي استهدفت المنطقة بمئات الغارات الجوية، ما تسبب بنزوح الأهالي، ومقتل ما يقارب 100 شخص.

 

شارك هذا المقال