4 دقائق قراءة

مع عودة أهالي مدينة درعا المدمرة.. القليل من المساعدات في جعبة المعارضة لتقديمها

تفتقر المناطق التي تسيطر عليها المعارضة في مدينة درعا إلى […]


9 نوفمبر 2017

تفتقر المناطق التي تسيطر عليها المعارضة في مدينة درعا إلى البنية التحتية الأساسية والخدمات العامة، وسط عودة آلاف النازحين إلى المنطقة، في ظل اتفاقية خفض التصعيد المدعومة من قبل روسيا والتي لا تزال قائمة في الجنوب السوري، وفقاً لما ذكره مسؤولون وسكان محليون لسوريا على طول.

ولا تزال مهد الانتفاضة السورية في حالة دمار بعد معركة استمرت شهراً كاملاً، في وقت سابق من هذا العام، حيث بلغت نسبة الدمار 85 بالمائة بشكل كلي وجزئي في المباني الواقعة في الأحياء التي تسيطر عليها المعارضة،  بالإضافة إلى تفكك البنى التحتية بشكل كامل، وذلك بحسب ما أكده أمين المرزوقي ممثل مكتب الإحصاء في مجلس محافظة درعا لسوريا على طول، يوم الأربعاء.

وتوقفت المعارك في مدينة درعا منذ أن دخلت اتفاقية وقف إطلاق النار، التي شملت محافظات جنوب سوريا بما فيها درعا والقنيطرة والسويداء، حيز التنفيذ في تموز الماضي، وذلك بعد مفاوضات بين روسيا والولايات المتحدة والأردن.

وقال أيهم، أحد سكان مخيم درعا الواقع تحت سيطرة المعارضة، سيواجه السكان وضعاً “كارثياً” مع اقتراب فصل الشتاء.

حيث لاتزال خطوط الكهرباء وشبكة المياه في المدينة خارج الخدمة كما أن أنظمة الصرف الصحي لا تعمل ولا تزال الأنقاض تغطي العديد من الشوارع، مضيفاً ” المدينة غير مجهزة للعيش”.

ومنذ أن دخلت اتفاقية وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في تموز الماضي، عاد ما يقارب 5 آلاف شخص إلى الأحياء الواقعة تحت سيطرة المعارضة في مدينة درعا، والتي لايزال يقطنها حوالي ألفي نسمة خلال المعارك، بعد أن كانت موطناً لما يقارب 150 ألف نسمة، بحسب ما أكده المرزوقي.

محل فلافل في مدينة درعا، الاثنين. الصورة من صفحة محمود سليمان.

ويشكل العائدون المئات من بين آلاف السوريين الذين عادوا إلى ديارهم من مناطق النزوح الداخلي أو دول اللجوء في الخارج لهذا العام، عقب اتفاقية وقف إطلاق النار المدعومة من روسيا، وهزائم تنظيم الدولة وعمليات التبادل التي يرعاها النظام.

وقال مسؤولون محليون في درعا لسوريا على طول أنهم لا يستطيعون تلبية مطالب السكان المتزايدة.

كما أكد محمد عبد المجيد المسالمة، رئيس المجلس المحلي في مدينة درعا، الأربعاء، أنه ” كلما ارتفعت نسبة

العائدين إلى المدينة، سيزداد الوضع سوءاً”.

ويرغب المجلس المحلي في إصلاح الشبكة الكهربائية والشوارع كما يعتبرها أولوية من أولوياته، لكن المسالمة قال إن المجلس المحلي لا يملك الموارد المالية اللازمة لذلك.

وأضاف أن ” البنى التحتية تحتاج لمصاريف مالية ضخمة لترميمها ” مشيراً إلى أن المجلس تواصل مع عدة منظمات إغاثية للحصول على الدعم لكنه لم يتلق سوى القليل من المساعدة.

“الوضع كارثي”

قالت سارة  متطوعة في الدفاع المدني والتي عادت من ريف درعا الشرقي إلى درعا البلد، الشهر الماضي، إن ” الوضع في المدينة كارثي لأبعد الحدود”.

وتعاني عائلة سارة من تأمين تكاليف ثمن المياه التي تنقل لهم عن طريق الشاحنات، كما تصلهم الكهرباء بضع ساعات كل يوم من شبكة خطوط الكهرباء في مناطق سيطرة النظام الواصلة إلى حيها.

وبالإضافة إلى الصعوبات التي يواجهها السكان في المدينة من نقص الخدمات الأساسية ، فإنهم يعانون أيضاً من نقص الخبز، حسب قولها.

وأضافت أنه على الرغم من أن المجلس المحلي للمدينة يوزع الخبز بشكل يومي، إلا أن “التوزيع غير منتظم و الكميات غير كافية”.

درعا البلد في حزيران. الصورة من صفحة محمود سليمان.

وقال أيهم، من مخيم درعا، أنهم يعانون نفس المشكلة، إذ لا يتم توزيع سوى 200 ربطة خبز يومياً من قبل المجلس المحلي وهي لاتغطي كفاية 380 عائلة في المنطقة.

وأضاف “أحيانا لا نحصل على شيء”.

ومن ناحيتها تقدم  وحدة تنسيق الدعم الإنساني، التابعة للائتلاف الوطني السوري، 11 طناً من الطحين إلى مجلس مدينة درعا بشكل أسبوعي، إلا أن حاجة السكان تصل إلى 21 طناً على الأقل، حسب ما أكد المسالمة رئيس المجلس المحلي.

وأضاف المسالمة أن ” المجلس طالب بضعف الكمية المخصصة للمدينة من الطحين، لكن لم يصلنا رد حتى الآن”.

كما حاولت سوريا على طول التواصل مع وحدة تنسيق الدعم الإنساني التابعة للائتلاف الوطني السوري، لكنها لم تتلق ردا حينها.

“لا تدفئة ولا محروقات”

في حين يعاني السكان من أجل تأمين احتياجاتهم اليومية في مدينة درعا، لايزال الخوف من معارك جديدة قائماً.

وصرح موسى، أحد سكان درعا البلد الذي خرج من منزله في شهر شباط بعد اندلاع اشتباكات في المدينة ” الخوف لدينا كمدنيين أنا وجيراني هو التخوف من معارك جديدة والتشرد مرة ثانية “.

وأضاف أنه قضى أسبوعاً واحداً بعيداً عن منزله، حيث وجد تكاليف المعيشة باهظة للغاية، الشيء الذي اضطره للعودة إلى مدينة درعا في الشهر نفسه “والعيش تحت القصف”.

ومع بدء اتفاقية وقف إطلاق النار بدأت عملية إعادة الإعمار بشكل بطئ، ولكن وسائل الراحة للحياة لم تعد بعد إلى المدينة.

وتابع موسى “الخوف الأكبر هو فصل الشتاء، لا يوجد حالياً لا تدفئة ولا محروقات”.

 

بمشاركة: فاتن الزعبي، محمد المسالمة

ترجمة : بتول حجار

شارك هذا المقال