3 دقائق قراءة

مفاوضات لإجلاء أهالي كفريا والفوعة في إدلب وبنود الصفقة لم تنته بعد

أهالي كفريا والفوعة يطالبون بإنهاء الحصار في أيار ٢٠١٨. تصوير: […]


18 يوليو 2018

أهالي كفريا والفوعة يطالبون بإنهاء الحصار في أيار ٢٠١٨. تصوير: المكتب الإعلامي في كفريا والفوعة

 توصلت المعارضة السورية ومفاوضين إيرانيين، يوم الثلاثاء، إلى اتفاق يفضي بإجلاء ٧ آلاف شخص من أهالي بلدتي كفريا والفوعة ذواتا الغالبية الشيعية والمحاصرتين في إدلب مقابل الإفراج عن المئات من المعتقلين لدى الحكومة السورية، بحسب ما قاله مصدر مطلع على المفاوضات لسوريا على طول.

 ومن المقرر إجلاء “جميع أهالي” بلدتي كفريا والفوعة المتجاورتين في إدلب بموجب شروط اتفاق يجري التفاوض عليه حاليا، وفقا لما ذكره مصدر في هيئة تحرير الشام، طالبا عدم الكشف عن هويته لعدم الإعلان عن الاتفاق حتى الآن.

 وهناك ما يقارب ال ٧ آلاف شخص، بما في ذلك المدنيين وعناصر الميليشيات الموالية للحكومة، في كفريا والفوعة. وتعيش البلدتان الواقعتان على بعد أربعة كيلومترات تقريبا شمال شرق إدلب تحت الحصار والقصف المتكرر من قبل قوات المعارضة، منذ أن سيطرت الأخيرة على محافظة إدلب في عام ٢٠١٥.

 وتعد هيئة تحرير الشام، وهي تحالف للمعارضة يتزعمه فصيل تابع لتنظيم القاعدة سابقا، الفصيل الرئيسي الذي يحاصر كفريا والفوعة حاليا.

 ومقابل إجلاء البلدتين، بموجب اتفاق يوم الثلاثاء، سيتم الإفراج عن ١٥٠٠ معتقل لدى الحكومة السورية بالإضافة إلى ٣٦ معتقل من المعارضة لدى حزب الله اللبناني.

 وأكد عماد الدين مجاهد، المتحدث باسم الهيئة، أن المفاوضات “مستمرة” حول مصير كفريا والفوعة، يوم الثلاثاء، لكنه أكد أن “الأمور قد تتغير”.

 وقال محمد خير مصطفى حاج صادق، أحد سكان كفريا والفوعة، والذي ينسق بين البلدات المحاصرة ومجموعات المعارضة أثناء عمليات الإجلاء، لسوريا على طول أنه سمع “بتسريبات” حول الاتفاق، لكن لم يصله أي “تصريح رسمي”، يوم الثلاثاء.

 وقال المتحدث باسم الهيئة لسوريا على طول، يوم الثلاثاء، إن الفصيل لديه “اهتمام بالغ” في التوقيع على اتفاق نهائي لإجلاء البلدات المحاصرة ومنع أي حملة عسكرية من قبل القوات الموالية للحكومة بهدف كسر الحصار.

 وأضاف المصدر “وجود البلدات يشكل خطرا على الشمال المحرر”.

 وكبلدات محاصرة من قبل المعارضة، استُخدمت كل من كفريا والفوعة مرارا وتكرارا كورقة مساومة في المفاوضات بين فصائل المعارضة السورية، قطر، حزب الله، الحكومة السورية وإيران في السنوات الأخيرة.

 ومن أيلول ٢٠١٥ حتى ٢٠١٧، ارتبطت كل من كفريا والفوعة ببلدتي مضايا والزبداني بدمشق في إطار ما يسمى ب “اتفاقية البلدات الأربعة”، وهو الاتفاق الذي تم التوصل إليه بوساطة إيرانية بين القوات الموالية للحكومة وفصيل أحرار الشام الإسلامي. وبموجب الاتفاق، ينبغي أن تتم عمليات إيصال المساعدات والإجلاء الطبي إلى البلدات الأربعة في وقت واحد.

 وفي أعقاب الإجلاء الكلي للمدنيين من مضايا والزبداني في نيسان ٢٠١٧، تم التوصل منذ ثلاثة أشهر إلى اتفاق يتضمن إجلاء الآلاف من سكان بلدتي كفريا والفوعة، مقابل خروج عشرات من مقاتلي هيئة تحرير الشام وعائلاتهم من مخيم اليرموك في جنوب دمشق، خلال هجوم كبير شنته القوات الموالية للحكومة ضد آخر المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة والجماعات الإسلامية المتشددة في العاصمة السورية.

 ومع ذلك، رفض سكان كفريا والفوعة المغادرة في ذلك الوقت ما لم يتم إجلاؤهم دفعة واحدة. وبعد سلسلة من التأخيرات، فضلاً عن إجلاء مقاتلي الهيئة من اليرموك، أعلنت هيئة تحير الشام أنها لم تعد ملزمة بالاتفاق وأن حافلات الإجلاء غادرت وهي فارغة.

 وجاء رفض سكان كفريا والفوعة الإجلاء على دفعات متعددة بسبب تفجير انتحاري في نيسان ٢٠١٧ استهدف قافلة سابقة تقل الأشخاص الذين تم إجلاؤهم من البلدتين، مما أسفر عن مقتل أكثر من ١٢٠ شخصا. وفي أعقاب التفجير، تم تعليق عمليات الإجلاء بينما اختفى عشرات الأشخاص الذين تم إجلاؤهم بعد نقلهم إلى المستشفيات في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة.

 

ترجمة: سما محمد

شارك هذا المقال