4 دقائق قراءة

مفاوض من حي الوعر: لا خيار لدينا سوى الانتظار حفاظا على أرواح المدنيين

عندما اجتمع المفاوضون الروس لأول مرة مع ممثلين عن آخر […]


9 مارس 2017

عندما اجتمع المفاوضون الروس لأول مرة مع ممثلين عن آخر أحياء المعارضة في مدينة حمص، في تشرين الثاني الماضي، كانت هناك آمال “باستئناف المفاوضات” التي توقفت منذ أواخر عام 2015، وفقا لما أوردته سوريا على طول.

في ذلك الوقت كان الروس، كما الآن، يسعون لتحقيق استسلام حي الوعر.

ومن أجل ذلك، قامت القوات الموالية للنظام، على مدى الأشهر الثلاثة الماضية، بفرض حصار خانق على حي الوعر. وفي الشهر الماضي، أطلق النظام النار على قافلة مساعدات إنسانية كانت متجهة إلى حي الوعر كما قصف أهالي الحي، الذي يضم ما يقارب 50 ألف نسمة، بشكل شبه يومي، مما أسفر عن مقتل العشرات من المواطنين.

وبعد واحد من أكثر الشهور دموية في حي الوعر، وصف واحد من مفاوضي المعارضة المشاركين في محادثات الاستسلام، الوضع بأنه غير متكافئ، في إشارة إلى أن المعارضة لا تملك القوة التي يملكها النظام وروسيا معا.

وخلال محادثات الأسبوع الحالي، وعدت روسيا، التي تقف إلى جانب النظام، بوقف إطلاق نار مؤقت في حي الوعر، والذي بدأ بعد منتصف الليل، صباح يوم الأربعاء. وعند سؤال مراسلة سوريا على طول، بهيرة الزرير، المفاوض عن وقف إطلاق النار فيما إذا كان فعليا أجاب، إن “الأمور ليست تحت سيطرتنا”.

حي الوعر في مدينة حمص، تشرين الثاني، 2016. تصوير: عدسة شاب حمصي.

وأضاف “في كل اجتماع لنا مع الروس يطلبون منا، 3 أشياء ولا يتراجعون عنها رغم كل الاجتماعات، وهي إما أن يستمر القصف على الحي، أو العودة إلى حضن النظام والقبول بالتسوية وأن نخضع له ونعتذر منه، أو التهجير”.

وتابع “الروس يقولون لنا، هذه هي الخيارات المطروحة ولا يوجد لدينا خيارات أخرى”.

بعد يومين متتالين من الاجتماع مع الوفد الروسي؟ إلى أين وصلت الأمور الآن بين الطرفين؟

بعد يومين من الاجتماع مع الوفد الروسي، تم التوصل إلى ثلاث بنود فقط. الاتفاق شمل وقف إطلاق النار من قبل الطرفين منذ الساعة 12 ليلة الأربعاء، وعدم عرقلة المساعدات الإنسانية من الطرفين، ووجود جهة مراقبة لوقف إطلاق النار، حسب اتفاق الأستانة والأطراف المشاركة فيه.

إلى متى ستستمر هذه الهدنة؟ وهل تمت فعليا الآن؟

لم يحددوا مدة وقف إطلاق النار، ولكن بالنسبة لليوم، لم يكن هناك أي قصف.

بالنظر إلى كل ما تعرض له الحي خلال الأسابيع القليلة الماضية، ناهيك عن السنوات الثلاث الماضية، هل تعتقد حقا أن النظام سيلتزم بوعده فيما يتعلق بوقف إطلاق النار؟

نحن لا يوجد بأيدينا أي خيار سوى الانتظار حفاظاً على أرواح 50 ألف نسمة داخل حي الوعر.

كشخص موجود حاليا على طاولة المفاوضات، إلى أين تسير هذه المحادثات؟

برأيي الشخصي، إن الحي متجه نحو التهجير على غرار ما حصل في عدة مناطق سورية عاجلاً أم أجلاً.

لحد هذه اللحظة وفي كل اجتماع لنا مع الروس يطلبون منا، 3 أشياء ولا يتراجعون عنها رغم كل الاجتماعات، وهي إما أن يستمر القصف على الحي، أو العودة إلى حضن النظام والقبول بالتسوية وأن نخضع له ونعتذر منه، أو التهجير.

كما أن الروس لم يطرحوا مسألة إطلاق سراح المعتقلين في سجون النظام.

حي الوعر من مسافة بعيدة، أيلول 2016. تصوير: لؤي بشارة. 

(في آب، وافق الثوار على مغادرة الحي مقابل الإفراج عن أكثر من 7300 معتقل من قبل النظام. وغادر أكثر من 600 مقاتل مع عائلاتهم الحي إلى ريف حمص الشمالي، منذ اتفاق شهر آب، ولكن نظام الأسد أطلق سراح 194 معتقلا فقط. وبقيت قضية إطلاق سراح المعتقلين تشكل نقطة خلاف في محادثات الهدنة في الوعر. وانهارت جولة سابقة من المفاوضات في آذار الماضي وسط اتهامات المعارضة بأن النظام لم يفي بوعده فيما يتعلق بإطلاق سراح المعتقلين، وفقا لما أوردته سوريا على طول في ذلك الوقت).

قلت بأنكم اجتمعتم بالوفد الروسي، هل كان النظام حاضرا في هذه المحادثات؟

اجتمعنا صباح يوم الاثنين مع الوفد الروسي، ولم يشارك النظام في الاجتماع.

إلا أن المفاوضات كانت متوقفة منذ منتصف شهر شباط بشكل نهائي بيننا وبين النظام، ولا يوجد أي اتصالات بيننا وبينه في الوقت الحالي وهنالك محاولات لإعادتها لكن لا يوجد طروحات رسمية إلى هذه اللحظة.

ويقوم الروس بدور وسيط بين اللجنة وبين النظام فقط.

هل هناك أية نقاط مهمة أخرى تم التباحث فيها مع الوفد الروسي؟

ناقشنا مع الوفد الروسي التفجيرات الأخيرة التي حدثت في فرعي الأمن العسكري وأكدنا له أن الوعر لاعلاقة له بهذه التفجيرات، وناقشنا الاتفاق القديم مع النظام وأسباب فشله، مع التنويه للوفد بأن النظام رفض أكثر من مبادرة لإكمال بنود الاتفاق.

وشرحنا لهم الوضع الطبي والمعيشي للمدنيين في الحي وخوفهم من دخول النظام للحي، إضافة الى موقفنا تجاه المفاوضات في جنيف والأستانة.

حدثنا عن أوضاع الحي والأهالي في ظل القصف المستمر منذ بداية شهر شباط؟

الحي يعيش أوضاعا إنسانية متردية جدا، حيث لم تدخل أي مواد غذائية منذ ستة أشهر (دخلت آخر قافلة مساعدات إلى حي الوعر في 26 تشرين الأول 2016)، وبدأ الخبز بالنفاد ومادة الطحين نفذت بشكل كامل، والوضع الطبي صعب للغاية في ظل نقص شديد في المواد الطبية.

الوضع كارثي بالحي ونحن كلجنة تفاوض نرى بأن النظام يريد السيطرة على الحي بالقوة وتسوية أوضاع من لا يرغب بالخروج دون وفائه بالتزاماته تجاه الاتفاق المبرم والذي نفذنا عددا من بنوده.

ترجمة: سما محمد.

شارك هذا المقال