3 دقائق قراءة

منذ بداية “هدنة شباط”: لا يوم بلا قصف في المرج

ما تزال انتهاكات الهدنة في تزايد في منطقة المرج، والتي […]


15 مارس 2016

ما تزال انتهاكات الهدنة في تزايد في منطقة المرج، والتي تبعد نحو 14 كم شرقي دمشق، وفق ما قال قادة ميدانيون ومقاتلون ثوريون لسوريا على طول، يوم الإثنين.

فبعد يومين من دخول الهدنة قيد التنفيذ في 27 شباط، سيطرت قوات النظام على أراض جديدة في منطقة المرج، الواقعة في القطاع الجنوبي للغوطة الشرقية وتتألف من 28قرية. وكذلك تورادت الأنباء عن سيطرتها على منطقة الفضائية، وهي قرية فيها مركز لبث قنوات المحطات الفضائية.

ووفق ما ذكر خالد أبو سليمان، عضو مجلس المحافظة عن منطقة المرج الخاضعة لسيطرة الثوار، لسوريا على طول، يوم الإثنين، “لم يمر يوما واحدا على منطقة المرج لم تقصف فيه منذ أول يوم في الهدنة”.

وأضاف أبو سليمان “وما تزال الخروقات تزداد يوماً بعد يوم، علاوة عن محاولات (النظام) اليومية بالتسلل والاقتحام لنقاط في المرج “.

وألزمت اتفاقية وقف إطلاق النار (الهدنة) الأطراف الموقعة بـ”الإمتناع عن السيطرة أو محاولة السيطرة على أراض من الأطراف الأخرى الموقعة للهدنة”.

وما يضير أهالي المرج، وفق ما يقولون، أنهم ليسوا فقط تحت وابل القصف، وإنما لا تصلهم المساعدات الإنسانية، رغم بنود الهدنة التي تقضي بـ”السماح للوكالات الإنسانية، الوصول السريع والآمن والمستدام، دونما عوائق، في جميع أنحاء المناطق الخاضعة لنطاق عملياتها (سواء النظام أو الثوار)”.

 

 

      

منطقة المرج باللون الأخضر، حقوق نشر الصورة لكلنا شركاء

 

وقال الفصيلان الثوريان الأبرز في المرج، واللذان وقعا الهدنة، أنهما ملتزمين بها، وأنهما يسعيان للحفاظ على المنطقة التي يسيطران عليها، فيما تتجه أعين النظام للسيطرة على أراض جديدة. 

وبين أبو سليمان، عضو مجلس المحافظة، أن “جميع الكتائب العاملة في المرج إما تنتمي لجيش الإسلام أو فيلق الرحمن، وكلاهما من الأطراف الموقعة على الهدنة،

إلى ذلك، تشير التقارير الإعلامية الموالية للنظام إلى القصف المستمر على منطقة المرج، فالطيران الحربي يستهدف “أماكن المسلحين في منطقة المرج” وفق ما ذكرت صحيفة الوطن في 13 أذار.

وفي يوم الأحد الماضي، أحبط الثوار محاولة قوات النظام التقدم في المنطقة ودمروا عربتي “بي إم بي”، وفق ما ذكرت شيكة شام نيوز المعارضة في يوم الإثنين.

ويعتبر المرج السلة الغذائية للغوطة الشرقية، وذلك بسبب تربته الزراعية الخصبة. ويشكل عنقود الثمانية وعشرين قرية، المستودع الزراعي للغوطة الشرقية بأكملها، ببساتينه الكبيرة وأشجار الفواكه المثمرة، التي خففت كثيرا من حدة الحصار على الغوطة الشرقية، وفق ما قال أبو سليمان.

وسيطرة النظام على إحدى هذه المصادر الغذائية التي تستقي منها الغوطة الشرقية، المحاصرة منذ نحو أربعة أعوام، سيعصر المدنيين بقسوة أكبر، وفق ما قال مقاتل ثوري لسوريا على طول.

وقال أبو حمزة، مقاتل مع فصيل محلي معارض، لسوريا على طول، إن “تقدم النظام من جهة المرج قد يحمل معه تجويع أهالي الغوطة الشرقية”.

ويتربع المرج ما بين دوما إلى الشمال، المعقل الثوري لجيش الإسلام، والقطاع الجنوبي للغوطة الشرقية. وخسارة الثوار للمرج من شأنها أن تفرق مناطق سيطرة الثوار المتجاورة في الغوطة الشرقية، وفق ما بين أبو سليمان.

وكان الثوار يسيطرون على معظم منطقة المرج، حتى أواخر عام 2015، حين بدأ النظام حملته هناك واستعاد السيطرة على قرية مرج السلطان ومطارها العسكري، وفق ما ذكرت الجزيرة في 12 من كانون الأول.

واستمر النظام في تحقيق التقدم في المرج في مقتبل العام الجديد، وفق ما ذكرت وكالة أنباء سانا الحكومية، والتي ذكرت أن وحدات من الجيش السوري والقوات المسلحة سيطرت على “عدد من المزارع” في المنطقة.

وبعد أحد عشر يوما، ومع دخول اتفاقية وقف إطلاق النار قيد التنفيذ، تأمل الثوار أن تحمل الإتفاقية بعض الهدوء والراحة على جبهات المرج.

وبعيدا عن القصف اليومي، قال أهالي المرج أن المساعدات الإنسانية لم تصلهم، وهو ما يناقض ما جاءت به اتفاقية الهدنة. وبدلاَ عن ذلك فإن المساعدات التي كان من المفترض أن تصل المرج، انحرف مسارها إلى مخيم جرمانا الموالي للنظام، وفق ما قال أحد أعضاء الهيئة السياسية للغوطة الشرقية، المنبثقة عن الهيئة العامة التي تمثل أهالي الغوطة في العمليات السياسية، كمفاوضات الهدنة، الإثنين لسوريا على طول.

وسخط أهالي المرج على الممثلين في الهيئة العامة “فليس لها موقف صارم أمام الأمم المتحدة والجهات الأممية، بخصوص قصف النظام لها واستثنائها من الهدنة وحرمان أهلها من المساعدات”، وفقا لما قال أبو سليمان.

وفي يوم الأحد، عبر أهالي المرج عن استيائهم من عجز من يمثلهم عن اتخاذ موقف ثابت في وجه الخروقات المتكررة لاتفاقية وقف إطلاق النار.

ووقع بعض الأشخاص الفاعلين في منطقة المرج بيانا يعلنون فيه انسحابهم من الهيئة العامة للغوطة الشرقية، قائلين “نرى إخوة لنا شاركونا الهموم وشاركناهم العمل قد غفلوا عن معاناتنا ومعاناة إخوتنا في القطاع الجنوبي” للغوطة الشرقية.

 

ترجمة: فاطمة عاشور

شارك هذا المقال