3 دقائق قراءة

منشورات في دير الزور والبوكمال تتحدى تنظيم الدولة وتسخر من فكره ولغته

على جدران مدينة البوكمال وريف دير الزور، كتبت شعارات وملصقات […]


23 نوفمبر 2015

على جدران مدينة البوكمال وريف دير الزور، كتبت شعارات وملصقات ضد تنظيم  الدولة وللسخرية منه، في حملة لبث الأمل في نفوس الأهالي التي ملئها التنظيم “سواداً”، وتوعيتهم ضد اعتياد لغة التنظيم وفكره، ولا سيما مع ازدياد التحرك العالمي ضده بعد سلسلة الهجمات الانتحارية التي تبناها في دول غربية وعربية، الأمر الذي “يشي بالغليان الشعبي الداخلي ضد ممارساته القمعية”.

يؤكد زيد الثابت، من منظمة صوت وصورة للتوثيق والاعلام، لنورا الحوراني، مراسلة في سوريا على طول، “أنا لم أعد أخاف الموت أو قطع الرؤوس، ما يؤلمني أكثر من الموت هو رؤية وجوه الأهالي والأطفال ونظرات عيونهم المحدقة لحظة تنفيذ أحكام الإعدام، إنني أشعر بأن راسي يقطع ألف مرة في عيون هؤلاء الصغار حتى يترسخ المشهد في اذهانهم ليصبح عبر الزمن امراً اعتيادياً ومشروعاً”.

ويضيف “ربما تكون هذه التحركات لا تعني شيئاً للكثيرين على بساطتها، لكنها الشيء الوحيد القادرين على فعله، لنحس بقوتنا وبأنفسنا كبشر وأننا مازلنا على قيد الحياة”.

انتشرت العديد من الشعارات المناهضة للتنظيم على جدران مدينة البوكمال، هل هي تحركات فردية أم انها حملات منظمة؟ ومن المسؤول عنها؟

إنها حملة منظمة من قبل فريق من الشباب يعمل على الأرض ومدرب بشكل جيد على أسلوب التوزيع والحماية الشخصية. وستستمر هذه الحملات لكننا لا نستطيع الإفصاح عن التوقيت، سنختار الوقت والمكان المناسب الكفيل بحماية الفريق في الداخل، وستكون هنالك حملات توعوية موجهة لجميع الفئات العمرية.

ماهو الهدف من هذه المنشورات؟ وأين تم توزيعها؟ وما الشعارات التي استخدمت؟

هذه الحملة قمنا بها في محافظتي الرقة ودير الزور، وهدفها  دعم الشعور النفسي لدى المدنيين خوفاً من تغلغل فكر تنظيم داعش لديهم، لذلك تم إطلاق حملة بوسترات وزعت في عموم المحافظة حملت شعار (دابئ) و(الأسد وداعش وجهان لعملة واحدة)”.

وكلمة “دابئ” مستمدة من مجلة “دابق”، المجلة الرسمية لتنظيم الدولة، إلا أنها بالمعنى السوري العامي ومعناها “لازق”، بهدف جعل روح الفكاهة تطغى على لغة الحرب التي أصبحت جزءاً من روح الناس يتجرعونها كالماء في كل يوم. كما كان هنالك منشورات تربط داعش بالأسد، وتذكر الاهالي بالثورة تحت شعار “أهلا بكم بسوريا الحرة” لتنعش في نفوسهم روح الأمل بعدما ملئها التنظيم سواداً. ومنشورات “دابئ” توعوية موجهة لجميع الفئات العمرية، بهدف مكافحة فكر داعش بالطرق السلمية او الحد من تأثيره لدى الأهالي. وتم توزيع المنشورات في عموم المحافظة بحملة سريعة خوفاً من بطش التنظيم، فمن يمسك سيكون مصيره الإعدام فوراً.

أنتم تعرضون أنفسكم للموت رغم بساطة التحركات، ماهو شعورك وانت تقوم بمثل هذا العمل؟

صحيح نحن مهددون بالموت في أي لحظة لكن ليس أمامنا مجال للمقاومة غير نقل الاخبار والمنشورات. وعلى الرغم من خطورة العمل إلا انه يشعرنا بالقوة والأمل، وأنا لم أعد أخاف الموت او قطع الرؤوس، في الواقع الذي يؤلمني أكثر من الموت هو رؤية وجوه الأهالي والأطفال ونظرات عيونهم المحدقة لحظة تنفيذ أحكام الإعدام، إنني أشعر بأن راسي يقطع ألف مرة في عيون هؤلاء الصغار حتى يترسخ المشهد في اذهانهم ليصبح عبر الزمن امراً اعتيادياً ومشروعاً. في الواقع قد تكون هذه التحركات لا تعني شيئاً للكثيرين على بساطتها، لكنها الشيء الوحيد القادرين على فعله لنحس بقوتنا وبأنفسنا كبشر وأننا مازلنا على قيد الحياة.

عندما أدخن سيجارة في بيتي أشعر انني هزمت العدناني ودست البغدادي بهذه السيجارة، المهم أنها شيئ يخالف التنظيم.

كيف كانت ردة فعل التنظيم في اليوم التالي بعد رؤية الشعارات؟

داعش اصابتها موجة هستيرية بعد المنشورات، ونشرت دوريات في الشوارع لإتلافها كما كانت تسأل الأهالي إن كانوا قد رأوا من ألصقها على الحيطان، أو إن كانوا قد رأوا أحد المدنيين اخذها معه، وبدأت حملة من المداهمات والاعتقالات.

هل نستطيع القول ان هناك انتفاضة محتملة  ضد التنظيم داخليا؟

نحن كفريق نعمل بشكل سلمي وبعيدين عن العمل المسلح، ولكن العمل العسكري يتم العمل عليه ضد التنظيم، وهناك كمية من السلاح الجديد تسربت لداخل ديرالزور منها كواتم وقناصات، هدفها إحداث عمليات اغتيال وزعزعة استقرار وليس عمليات كبرى، فالسلاح ممنوع بأي شكل وفي حال وجود سلاح بالمنزل دون علم التنظيم يعدم صاحبه، لذلك يتم ادخاله تهريب. وكان التنظيم منح شهرين فترة مهلة في بداية سيطرته، لتسليم السلاحومن بعدها عمم القرار عبر المساجد.

شارك هذا المقال