5 دقائق قراءة

منهاج حزب PYD في شمال سوريا يكشف الفجوة العميقة في الإيديولوجية واللغة

أثارت المناهج الكردية، التي نشرتها الإدارة الذاتية في شمال سوريا، […]


21 أكتوبر 2015

أثارت المناهج الكردية، التي نشرتها الإدارة الذاتية في شمال سوريا، اختلافا في الرؤى بين الناشطين الذين رأوا فيها “تطبيق إيديولوجية الحزب الواحد” في المناطق الكردية.

وتطبق هذه الكتب إيديولوجية PYD، أو حزب الاتحاد الديمقراطي، الحزب السياسي الكردي الذي أسس في العام 2003 من قبل ناشطين أكراد سوريين، ويتبني فكر الزعيم الكردي، عبدالله أوجلان، المسجون بتهمة الخيانة في تركيا لستة عشر سنة.

ويعتبر PYD أقوى حزب سياسي في منطقة الإدارة الذاتية الكردية، في سوريا، ويحكم مناطق شمال سوريا، والتي تشمل الحسكة وبعض مناطق الرقة، وأضافت مؤخرا تل أبيض إليها.

ومع بداية السنة الدراسية 2015/2016 في أيلول الماضي، استبدل الأكراد اللغة العربية، كلغة وحيدة في التعليم في المدارس الابتدائية، بمناهج جديدة باللغة الكردية في مناطق الإدارة الذاتية للأكراد.

وقامت الإدارة الذاتية بعمل دورات تدريبية للمعلمين الأكراد استمرت لثلاثة أشهر، كخطوة أولى في نظام التعليم باللغة الكردية.

وقال كدر أحمد، عضو في تنسيقية كوباني مباشر، لسوريا على طول، “كما هي كتب النظام السوري، التي تتبنى فكر البعث، تتبنى كتب الأكراد فكر الحزب الواحد، فكر أوجلان”.

ويعتمد فكر أوجلان على الكونفيدرالية الديمقراطية، أو كما “ندعوه الإدارة السياسية غير المركزية” والتي نشرت في العام 2012.

وأضاف أحمد “إنها رؤية إدارة الحكم الشمولية، التي ترفض البناء المرن والتعدد الثقافي في البلد، وتعتمد على الحزب السياسي الأوحد، والرؤية المطلقة، كما هي الحال في البناء الاقتصادي الاشتراكي، أو حتى الحركة الأنثوية التي تعد أحزابا أساسية لما ندعوه ديمقراطية بدون دولة”.

ولكن حزب الاتحاد الديمقراطي لا يحكم شمال سوريا بمفرده، فهناك أحزاب أخرى، حتى الإدارة الكردية، تتألف من المجلس الوطني الكردي الذي يتماشى مع الحزب الديمقراطي الكردي، حزب مسعود برزاني، في العراق، والذي ينتقد بدوره الانحياز لفكر أوجلان في الكتب الكردية الجديدة، حسب ما أفاد به موقع باس نيوز الكردي، الشهر الماضي.

وتحتوي الكتب الكردية على صور لأوجلان وبجانبه علم كردستان سوريا (روج آفا). ويظهر في إحداها أوجلان يتحدث لطفل صغير، في صور حصرية حصلت عليها سوريا على طول من الإعلامي كدر أحمد.  

 صفحات من كتاب الابتدائي في المنهج الكردي الجديد

وفي السياق، أفاد جيان زكريا، رئيس اتحاد معلمي غرب كردستان، بأن الاعتراض على المنهاج الجديد “ليس حزبيا”. فالمعلمين أشاروا إلى أن محتوى الكتب الجديدة يحاول تجسيد “الإيديولوجيا الشمولية” في دروس المدرسة من خلال “تمجيد القائد وعسكرة المدارس”.

وفي مقابلة مع وكالة رحاب الإخبارية الكردية، وصف زكريا المنهاج الجديد بـ”كارثة تعليمية وجريمة بحق الأجيال القادمة”.

وكان مكتب سكرتاريا اتحاد الطلبة والشباب الديمقراطي الكردستاني، أصدر في 25 أيلول الماضي، بيانا ناشد فيه المنظمات المحلية والدولية لحقوق الإنسان الضغط على “الإدارة الذاتية” لإيقاف المناهج.

 وقال المكتب في بيانه “ليست تلك هي المناهج التي سعت وناضلت الحركة السياسية الكردية في سبيلها لعقود، إنها مناهج ترسيخ وأدلجة وتكريس للفكر السياسي والفلسفي لحزب الاتحاد الديمقراطي (PYD)، وإقصاء للبقية، وهذا مناف لمبادئ حقوق الإنسان”.

ومن جهتهم، رأى الداعمون للأكراد أن المناهج الجديدة تتوج عقودا من النضال للاعتراف باللغة الكردية في المؤسسات الحكومية بعد عقود من الاقصاء والتمييز من قبل الحكومات السورية المتعددة.

بدوره، أفاد رامان يوسف، ناشط كردي في الحسكة ومدير حملة الحسكة تذبح بصمت، لسوريا على طول، بأن “حلم الكردي في القراءة والكتابة بلغته الأم أصبح حقيقة”.

وكذلك، شرح أحمد نبو، إعلامي من كوباني، “بالطبع، هناك صعوبات، ولكن اللغة الكردية اليوم تحررنا من سجن اللغة العربية إلى الابد”.                     

رد فعل النظام

 وفي رد على الكتب الجديدة التي أصدرتها الإدارة الذاتية، أغلق النظام السوري المدارس الابتدائية التي تدرس باللغة الكردية في ثلاث بلدات في الحسكة منذ بداية السنة الدراسية، حسب ما أفاد به كدر أحمد، لسوريا على طول، الأسبوع الماضي، بينما بقيت المدارس التي تدرس منهاج النظام مفتوحة.

وكانت وزارة التربية والتعليم السورية هددت الشهر الماضي، بسحب الكادر التعليمي بشكل كامل من المدارس التي تدرس المنهاج الكردي الجديد وتوقيف رواتب من لا يستجيب، حسب ما أفاد به موقع آرا نيوز.

ولكن مكاتب حزب الاتحاد الديمقراطي استمر بتوزيع الكتب ولم يعر اهتماما لتهديدات النظام.

وقال محمد صالح عبدو، رئيس هيئة التربية والتعليم في “الإدارة الذاتية، “سنقف أمام هذه الدعوات ولن نسمح لا للنظام ولا لغيره بإغلاق المدارس في روج آفا (المناطق ذات الغالبية السكانية الكردية في سوريا)، ولن يستطيع هؤلاء أن يبعدوا الطلبة الكرد عن لغتهم الأم”.

وأكد نبو أن الخطوة متوقعة من النظام تجاه هكذا تغيير كبير. وقال “اعتقد أن الأكراد مستعدون لهكذا إلتزام مالي، طبعا المسؤول عن دفع الرواتب هي الإدارة الذاتية”.

  طلاب وأهالي أكراد يحتجون على مناهج PYD الأاسبوع الماضي. مصدر الصورةYekiti Media

وفي نفس السياق، خرجت احتجاجات من قبل الأهالي والطلاب الأكراد ضد منهاج حزب الاتحاد الديمقراطي في عامودا، كما تظهر الصور المأخوذة من Yekiti Media

كما أن إغلاق النظام للمدارس التي تدرس المناهج الجديدة في شمال الحسكة أسهمت في زيادة وتيرة الاحتجاجات، حيث خرج العشرات من أهالي الطلاب وأقاربهم الأسبوع الماضي منددين بمناهج حزب الاتحاد الديمقراطي التي تتبني “الإيديولوجية الشمولية”، وفقا لموقع آرا نيوز.

وانتقد أهالي عامودا في مظاهرتهم فصل الطلاب الأكراد عن نظرائهم العرب في نفس المدرسة، داعين إلى تعليم اللغة الإنكليزية والعربية أيضا في المنهاج الجديد.

وكتب على إحدى اللافتات “نريد أن نتعلم باللغة الكردية، ونريد أن نتعلم العربية والإنكليزية أيضا”.

وفي القامشلي التي تبعد 28 كيلو مترا عن عامودا، رفضت المدارس الخاصة السيريانية استقبال الطلاب الأكراد وأخرجت الموجود منهم من المدارس، يوم الاثنين، وأعطتهم رسالة إلى أهلهم تقول “السيد ولي أمر الطالب يرجى منكم عد إرسال ابنكم للمدرسة”.

وجاء هذا القرار بعد طلب الإدارة الذاتية من العديد من المدارس المسيحية في القامشلي، تدريس الطلاب الأكراد المناهج الكردية، والتي رفضتها بدورها، حسب ما أفادت به إيفين شيخموس، إعلامية مستقلة في القامشلي، لسوريا على طول.

وكان العشرات من الأكراد اختاروا إرسال أطفالهم إلى مدارس خاصة في بداية السنة الدراسة لتجنب المنهاج الجديد، وهذا يعني أن قرار طرد الطلاب قد يؤثر على ما يقارب 500 طالب كردي، في المدارس الخاصة، حسب ما أفاد به أسامة أحمد، ناشط كردي من القامشلي، لسوريا على طول، يوم الأربعاء.

 أعيدوني إلى المدرسة، بعيدا عن سياسيتكم. مصدر الصورة: جيان عمر

 

 

 

 

 

شارك هذا المقال