3 دقائق قراءة

مهندس سابق في “الفرات”: إذا انهار السد فإنه سيخلف كارثة إنسانية تاريخية

فتح تنظيم الدولة ثلاث عنفات لأكبر السدود في سوريا في […]


27 يناير 2017

فتح تنظيم الدولة ثلاث عنفات لأكبر السدود في سوريا في محافظة الرقة، الإثنين، مما أدى إلى ارتفاع قياسي في منسوب المياه، لتغمر الأراضي الزراعية طرفي النهر في ريف دير الزور، مما أثار مخاوف من كارثة إنسانية في حال انهار السد، أو تفجرّ. وهذا التصور ليس مستبعداً، نظراً للجبهات المشتعلة بين تنظيم الدولة وقوات سوريا الديمقراطية، ذات الغالبية الكردية، على بعد 2 كم فقط.

وما يزال من غير الواضح، فيما إذا كانت العنفات ما تزال مفتوحة، ليوم الخميس.

وتأمل قوات سوريا الديمقراطية أن تعبر الفرات على طول السد، وتستولي على مدينة الطبقة الخاضعة لتنظيم الدولة، وهي نقطة رئيسية في الطريق إلى الرقة، وتبعد نحو 40 كم إلى الشرق، وفق ما قال قائد كردي لسوريا على طول، الأسبوع الماضي.

وفي الأيام الأخيرة استهدفت المعارك البرية والغارات الجوية للتحالف بقيادة الولايات المتحدة، وفق ما تواردت الأنباء، مدخل السد الشمالي.

وقال المهندس عبد الجواد سكران، المدير السابق لمؤسسة سد الفرات، لمحمد عبد الستار إبراهيم، مراسل في سوريا على طول. “في حال انهيار السد أو استمرار هذا التدفق أو زيادته، فيمكن الحديث عندها عن كارثة إنسانية تاريخية لكل المناطق الواقعة خلف سد الفرات”.

كيف فتح تنظيم الدولة أبواب السد؟ وكيف أثر ذلك على السكان في المناطق الممتدة على طول نهر الفرات؟ وكم عدد أبواب السد؟

محطة سد الفرات الكهرومائية مبنية على الطرف الجنوبي لسد الفرات وتحتوي على ثمان بوابات مفيض مركبة في القسم العلوي للمحطة.

كل بوابة تستطيع أن تمرر 1800 م3/ثانية، في حال الفتحة العظمى وهي مزودة بأمكانيات الفتح التدريجي، وأقل فتحة تمرر 300 م3/ثانية من مياه البحيرة.

أقدمت داعش على فتح ثلاث بوابات، وعلى افتراض أن فتحة البوابات هي الدنيا فإن التمرير يكون على الأقل 900 م3/الثانية من خلال المفيض، يضاف إليه المياه الممرة من توليد العنفات وهذا تابع للتشغيل والتوليد، ولكن أقله 200 م3 لتأمين التغذية المحلية للمحطة فقط. يصبح التمرير إذاً 1100 م3/ثانية، وهذا يعتبر تمرير متوسط القيمة يؤثر على قسم بسيط من الأراضي على طرفي النهر خلف السد. ولكن حسب المعلومات التي وردتني فإن التمرير يزيد عن 2500 م3/ثانية، وهذا يشكل خطورة غمر مساحات شاسعة من الأراضي خلف السد، وصولاً إلى الرقة التي يمكن أن تصل مياه الفيضان إلى أحيائها الجنوبية، حتى ساحتها الرئيسية في ساعة.

كيف تتوقع أن يكون الوضع الإنساني في دير الزور والمناطق المحيطة للسد في حال ارتفع مستوى المياه أكثر؟ ما هي الآثار قصيرة أو طويلة الأمد التي يمكن أن تنتج عن ذلك؟

في ظل الوضع الراهن، لا يوجد خطورة كبيرة على مدينتي الرقة ودير الزور، وتقتصر الأضرار على غمر الأراضي الزراعية على طرفي النهر.

أما في حال انهيار السد أو استمرار هذا التدفق أو زيادته، فيمكن الحديث عندها عن كارثة إنسانية تاريخية لكل المناطق الواقعة خلف سد الفرات.

إن تبريرات داعش لفتح البوابات من أجل تخفيف الضغط على البحيرة هو ادعاء لا أساس له من الصحة من الناحية الفنية. وأرجح أن الهدف عسكري أكثر منه فني.

من جهتي أعبر عن مخاوفي وقلقلي من خطورة الوضع في سد الفرات وأتمنى من جميع الأطراف مراعاة مايلي:

1-  عدم استهداف المحطة الكهرومائية وساحة التوزيع بأي نوع من أنواع الأسلحة.

2- عدم استهداف بوابات المفيض والرافعة الإطارية التي تقوم بتخديم الرفع والتنزيل للبوابات.

3- عدم استهداف جسم السد بأي نوع من أنواع الأسلحة الثقيلة.

4- الحفاظ على وجود الكوادر الفنية في غرفة عمليات المحطة وصالة الآلات، وضمان استمرار تواجدهم الآمن لقيادة المحطة، ومنع خروجها عن العمل لأن خروج المحطة عن العمل لمدة ثلاث ساعات سيؤدي إلى الكارثة التي لا يمكن إيقافها.

هل لديك معلومات حول من يعمل في إدارة السد الآن؟ لأي جهة ينتمي الفنيون والمهندسون؟
معظم المهندسين العاملين في السد والفنيين هم سوريون أما الإدارة فهي لداعش، طبعاً حصل نزيف كبير في المهندسين المتميزين والفنيين كذلك، ومن تبقى منهم لا أعتقد أن لديه من الخبرة ما يكفي للحفاظ على المحطة على المدى الطويل.

ترجمة: فاطمة عاشور

شارك هذا المقال