3 دقائق قراءة

موت التوأم السيامي في دمشق رغم العروض العالمية لتولي علاجهما

توفي معاذ ونورس، التوأم الملتصق (السيامي) وعمرهما شهر واحد في […]


25 أغسطس 2016

توفي معاذ ونورس، التوأم الملتصق (السيامي) وعمرهما شهر واحد في مستشفى في دمشق فجر يوم الأربعاء.

ولد الرضيعان وهما ملتصقان بالبطن، وقلباهما ضمن غشاء تاموري واحد، في 23 تموز في غوطة دمشق الشرقية التي يحاصرها النظام.

وفي 12آب، أذنت وزارة الخارجية السورية بخروج التوأم من الغوطة الشرقية. ومن هناك تم نقلهما إلى مستشفى خاص في دمشق بانتظار الموافقة لهما على مغادرة البلد لإجراء جراحة متخصصة لفصلهما، العملية غير المتاحة داخل سورية.

ومنذ ذلك، والعروض تنهال لإنقاذهما. مستشفيان في الولايات المتحدة، وواحد في السعودية، وواحد في البرتغال، جميعا عرضوا ليس فقط فصل التوأم، وإنما تغطية كافة نفقات السفر وتسريع عملية الحصول على الفيزا.

وكانت الخطوة الأخيرة إذن من وزارة الخارجية السورية بمغادرتهما البلد. ومرت الأيام، دون أية كلمة. وخلال عطلة نهاية الأسبوع، تواصل أحد المعنيين في الملف مع سوريا على طول، لطلب المساعدة، واصفاً وضع التوأم الصحي بـ “الحرج جداً”.

وكتب “كما أنا متأكد من أنكم تدركون أن المشكلة الأساسية هي الحصول على موافقة الحكومة للسماح لهما بالسفر”. وأضاف “السياسة في صلب ذلك وكما يمكن أن تتخيلوا، لعدة أسباب”.

من الصعب أن يتخيل المرء ماهية السياسة التي ترسم حول السماح للتوأم الملتصق بمغادرة  البلد ليبقوا على قيد الحياة، كما أن الظروف التي أدت إلى تأخير مغادرتهما سوريا ما تزال غامضة.

معاذ ونورس، توأم القلب. حقوق نشر العمل الفني لـ أكرم أبو الفواز.

وفي الساعات الأولى ليوم الأربعاء، حدث ما حدث وتوقف قلبهما عن النبض، وفق ما ذكر محمد الكتوب، عضو في المكتب الطبي الموحد للغوطة الشرقية، والذي ساهم بشكل مباشر بالمفاوضات لنقله،  لـنورا الحوراني، مراسلة سوريا على طول.

فيما لم تعلق وزارة الخارجية السورية على موت التوأم.

هل من الممكن أن تخبرنا بآخر التطورات التي أدت إلى هذه الخسارة كونك مُطلِع على الملف؟

وصل الأطفال إلى دمشق ١٢ آب وتم إدخالهم لأحد المشافي الخاصة بعد أن حصل الهلال الاحمر السوري على إذن من الخارجية السورية بنقلهم من الغوطة الشرقية، وكانت عدة مشافي عالمية قد قدمت عروضاً لاستقبالهم، حيث أرسلوا لنا عروض علاج متكاملة تشمل الجراحة وكافة النفقات والتأشيرات والفيز، و لكن الخارجية السورية ظلت تماطل في السماح بإخراجهم حتى حدث ما حدث.
وإلى اللحظة لم نفهم الأسباب وراء أحقية الخارجية في التصرف بشأن سفر طفلين رضيعين لم يتمّا شهرهما الأول، إلى دولة أو جهة تستطيع علاجهم، بعد عجز الكوادر في الداخل عن ذلك.

ماذا كانت مبررات الخارجية السورية والجهات الرسمية المعنية بالأمر؟

لم نكن نتواصل بشكل مباشر مع الخارجية السورية، إنما كنا نخاطب UNOCHA للتنسيق والقيام بدورهم، وحين استفسرنا عن أسباب المماطلة كان التبرير أن هذين الرضيعين بحاجة استصدار جوازات سفر، رغم أننا أوضحنا ان هناك دولاً مستعدة لاستقبالهم بدون جوازات سفر وعلى الفور.
هل من الممكن إخبارنا عن هذه الدول التي أبدت استعدادها لاستضافة هاتين الحالتين؟

هي دول وجهات عديدة، ولكن على سبيل المثال:هناك مشفيين في الولايات المتحدة الأمريكية، ومشفى في السعودية، ومشفى آخر في البرتغال، جميع هذه الجهات قد تواصلوا مع سفاراتهم لاستصدار فيز (إقامات) في بيروت للأم والتوأم حال وصولهم.

هل هناك أسباب أخرى؟ أليس بإمكانهم استصدار الجوازات في يوم واحد لو أرداوا ذلك؟

صحيح، لكن فيما يبدو لنا أن الخارجية السورية لا تكترث بحياة الأطفال للأسف.

هل تعتقد أن المنظمات الإنسانية ما زالت تلعب دوراً برغم هيمنة الجهات الرسمية كوزارة الخارجية؟ وما رأيك بالموضوع؟

المشكلة أننا كمنظمات غير حكومية لا نملك تغيير شيء، من يستطيع فعل شيء حيال هذه الأمور هم وكالات الأمم المتحدة، ويبدو أنها عاجزة ومرهونة بقيود أو أنها لا ترغب بتغيير الواقع الإنساني للسوريين.

هل تستطيع هذه الجهات تخطي قرارات الحكومة إن اضطر الأمر؟ هل بإمكانهم تجاوز دور الحكومة ولم يفعلوا؟

معاذ ونورس هما حالة تعبر عن واقع مئات الآلاف من الأطفال السوريين، وتحكي حكاية العجز الدولي أمام حقوق السوريين، وحقوق الأطفال بشكل أخص.

نحن متأكدون تماماً من امتلاك الأمم المتحدة لوسائل التغيير لهذا الواقع، ولكن الواضح أنه لا توجد هناك رغبة دولية.

 

ترجمة: فاطمة عاشور

 

شارك هذا المقال