4 دقائق قراءة

موجة نزوح جديدة وكبيرة مع استمرار المواجهات بين الثوار والنظام في درعا

تسببت ستة أيام متواصلة من القتال بين الثوار وقوات النظام، […]


9 يونيو 2017

تسببت ستة أيام متواصلة من القتال بين الثوار وقوات النظام، في محافظة درعا، جنوبي سوريا، بخلق أزمة نزوح جديدة، بعد فرار ما يقارب عشرين ألف شخص باتجاه ريف المدينة.

وقال نبراس أبو نزار، المسؤول الإعلامي للقطاع الشرقي في درعا، لسوريا على طول، الخميس، إن ما يقدر بـ17 ألف شخص من درعا وضواحيها، يعيشون الآن في وضع “مأساوي” بعيدا عن منازلهم، حيث تتجمع عدة عائلات في الخيام وبيوت الإيجار، بعيدا عن القتال العنيف الجاري في المحافظة.

ووفقا لنزار “لا توجد أية منظمات تساعد النازحين حاليا”.

وذكر المسؤول الإعلامي أن بلدة نعيمة، الواقعة شرقي درعا، والتي كان تعداد سكانها قبل الحرب يقدر بـ7400 نسمة، باتت “شبه خالية من السكان”.

غارة جوية في مدينة درعا يوم الاثنين. تصوير: مؤسسة نبأ الإعلامية.

ويلوذ المدنيون في درعا بالفرار من أكبر معركة تستهدف المدينة المقسمة، منذ عام 2015. حيث يستهدف النظام وروسيا المدينة بمئات الضربات الجوية، إلى جانب القصف المدفعي من كلا الطرفين، مما أدى إلى دمار المباني السكنية والمحال التجارية على طول الخطوط الأمامية للقتال.

إلى ذلك، اندلع القتال بين الطرفين يوم السبت، عقب اتهامات من قبل الثوار للنظام بأنه استغل اتفاقية وقف إطلاق النار، التي تم التوصل إليها في أيار، من أجل إحضار تعزيزات من حزب الله وتعزيزات إيرانية إلى جبهات القتال، وشن هجوم على درعا البلد، الخاضعة لسيطرة المعارضة.

وكان القتال هذا الأسبوع، بالنسبة للمدنيين الذين يعيشون في مناطق سيطرة المعارضة جنوبي درعا، وبلدة النعيمة، على بعد 3 كم فقط إلى الشرق، مدمرا ومميتا.

وبحسب تقديرات نزار، فإن ما لا يقل عن 60% من بلدة النعيمة بات مدمرا، كما أن المنازل في باقي أجزاء البلدة “تضررت تماما”، بالتالي لم يبق أمام الأهالي سوى خيار الفرار والنزوح إلى الريف.

آثار غارة جوية في مدينة درعا، يوم الاثنين. تصوير: مؤسسة نبأ الإعلامية

وبالنسبة لأبي ناصر، أحد أهالي مدينة درعا، والذي فر من منزله، بالقرب من نهر اليرموك جنوب المدينة، صباح يوم الأربعاء، فإن هذه هي المرة الثالثة التي ينزح  فيها بسبب القتال، منذ عام 2015.

وفي المرات الثلاث، فر الأب البالغ من العمر 45 عاما “خوفا على حياتي وعائلي”، وفقا لما قاله لسوريا على طول.

وفي الآونة الأخيرة، قال أبو ناصر إن ما دفعه إلى المغادرة هو ما تركه القتال الأخير من آثار نفسية على ابنه معاذ البالغ من العمر ثماني سنوات.

وأوضح لسوريا على طول بأن ابنه معاذ “أصبح يرتجف من الخوف ويعاني من تبول لا إرادي، وهذا الوضع لا يحتمل”.

في السياق، يصف أيهم السعيد، وهو ناشط محلي يعيش في مخيم درعا، خط المواجهة “المنكوب” ضمن المناطق السكنية، حيث لا يوجد مياه صالحة للشرب أو طرقات مفتوحة.

وقال أيهم “بلغ عدد العائلات النازحة يوم أمس (الأربعاء) فقط قرابة 450 عائلة من مخيم درعا، و800 عائلة من طريق السد”.

واليوم، يعيش أبو ناصر مع أقاربه في قرية زيزون، شمال غرب مدينة درعا، بعد أن ساعده الثوار، هو وزوجته وأطفاله السبعة، على الخروج من المدينة. حيث يعيشون اليوم إلى جانب ثلاث عائلات أخرى في منزل يضم غرفتي نوم فقط!

وأبو ناصر هو واحد من آلاف سكان مدينة درعا الذين فروا من منازلهم عدة مرات. وكغيره، عاد إلى منزله في درعا في مطلع الشهر الماضي، بعد أن دخلت اتفاقية “وقف التصعيد” التي تمت برعاية روسية حيز التنفيذ. وكان أبو ناصر يأمل بأن يؤدي الإجلاء إلى إعطائه وعائلته فترة راحة من العنف الجاري حولهم.

ونتيجة للاقتراح الروسي، توقف القتال بين قوات النظام السوري والثوار، في مناطق سيطرة المعارضة، في جميع أنحاء البلاد، بما في ذلك محافظة درعا، إلى أن اندلعت الجولة الحالية من الاشتباكات، والتي استمرت حتى الخميس، بعد دخول الاتفاقية حيز التنفيذ. وهذه الجولة مماثلة للمعارك التي بدأت في وقت سابق من هذا العام.

وفي شباط، شن الثوار معركة، أُطلق عليها اسم “الموت ولا المذلة”، والتي كانت بمثابة رد استباقي، على تجمع قوات النظام قرب المدينة. وقالت قوات المعارضة لسوريا على طول، في ذلك الوقت، أنها كانت تخشى محاولة الجيش السوري السيطرة على نصف المدينة الخاضع لسيطرة الثوار، من أجل الوصول إلى معبر حدودي مع الأردن.

من جهته، أعرب الأردن، قبل شهرين ونصف، عن استعداده لإعادة فتح نقاطه الحدودية مع محافظة درعا شريطة أن يسيطر النظام عليها.

ويرى أبو ناصر وعائلته أن تجدد القتال يبدد أملهم الكبير بالعودة إلى حيهم المحاصر في درعا، قريبا.

وختم حديثه مع سوريا على طول قائلا “خرجنا من بيتنا للمرة الثالثة، ولا أعرف هل سأعود إليه مجدداً أم لا؟”.

ترجمة: سما محمد.

شارك هذا المقال