4 دقائق قراءة

مياه الصرف الصحي تتدفق من الجولان المحتل إلى القنيطرة وتتسرب إلى سدودها

للأسبوع العاشر، ما تزال مياه الصرف الصحي تتدفق من هضبة […]


للأسبوع العاشر، ما تزال مياه الصرف الصحي تتدفق من هضبة الجولان المحتل من قبل إسرائيل إلى محافظة القنيطرة، جنوب غرب سوريا، وفق ما ذكر الأهالي والهيئات المدنية المحلية في المنطقة، لسوريا على طول، موضحين أن مياه الصرف الصحي تتسرب إلى سد محلي وتلوّث المياه والمزارع.

وقال مسؤول المجلس المحلي لبلدة جباتا الخشب، قرية قريبة من مكان التسرب، لسوريا على طول أن “المياه تتسرب بشكل مستمر”. وتتدفق مياه الصرف الصحي من جهة بقعاثا، بلدة صغيرة ذات غالبية درزية في هضبة الجولان المحتل، جنوب غرب محافظة القنيطرة.

وتواصلت سوريا على طول مع صفحة المجلس المحلي لبقاثا، الأربعاء. وأجابت أنه “ليس هناك معلومات”، عن التسرب.

ولكن الصور والفيديوهات التي نشرت على الإنترنت، خلال الأسابيع الأخيرة، تظهر المياه المتسربة إلى الطريق بين بلدتي جباتا الخشب وبلدة الحميدية، في شمال القنيطرة الخاضعة لسيطرة الثوار.

ويذكر أن اسرائيل استولت على معظم مرتفعات الجولان في سوريا خلال حرب الستة أيام، عام 1967. وأنشأت الأمم المتحدة منطقة عازلة منزوعة السلاح 45 ميلا، بين البلدين في عام 1973. وبقيت محافظة القنيطرة، على الجانب السوري، شريطاً يتوسط ما بين الجولان غرباً ومحافظة درعا شرقاً.

مياه الصرف الصحي تتدفق في شمال محافظة الفنيطرة. ومرتفعات الجولان المحتل من قبل إسرائيل تترائى من بعيد. حقوق نشر الصورة لـ Anadolu Agency/Faruk Al Ahmed.

وبدأت مياه الصرف الصحي تتسرب إلى محافظة القنيطرة من هضاب الجولان المجاورة مع بداية عام 2006. و”لكن كان التسرب ضعيفاً وبعيداً، وكان يتم  تجميع المياه في نقطة تبعد حوالي 2 كم عن المكان الذي تنبع منه الآن”. وفق ما قال مسؤول المجلس، لسوريا على طول.

وأضاف المسؤول إن التدفق الأحدث لمياه الصرف الصحي بدأ في 11 أيلول، وسرعان ما غمرت المياه الطريق الرئيسي وجرت بشكل عامودي نحو محافظة القنيطرة. وبعد ثلاثة أيام من التسرب، اتخذ المجلس المحلي لجباتا بالتعاون مع الثوار “حلولاً إسعافية مؤقتة”، لتنظيف الطريق ولتخفيف الأضرار جراء التسرب.

وأوضح مسؤول المجلس، الذي طلب عدم ذكر اسمه، لسوريا على طول “قمنا برفع ساتر ترابي من أجل حماية الطريق، كما قمنا بحفر عبّارة كطريق بديل للمياه من أسفل الطريق الرئيسي، والطريق مفتوح حالياً”.

وصحيحٌ أن الطريق نظيف حالياً، إلا أن السلطات المحلية، وفق ما قال المسؤول لا تستطيع أن تفعل الكثير لإيقاف تدفق مياه الصرف. وبيّن أنه “تم التواصل من خلال وسطاء معالكيان الصهيوني وتعهدوا بنقل الأمر إلى الإدارة المدنية ضمن الكيان ومخاطبة بلدية بقعاثا، لإيجاد حل للمياه المتسربة ولكن حتى الآن لم يتم اتخاذ اي اجراء”.

كارثة زراعية وطبية

وتتسرب مياه الصرف الصحي حالياً  إلى سد المنطرة وهو أكبر سد في محافظة القنيطرة، وفق ما قال مسؤول المجلس لسوريا على طول. ويغذي سبعة سدود باتجاه الجنوب.

وحذر المسؤول من أن استمرار التسرب “سيؤدي لكارثة إنسانية”.

إلى ذلك، قال مدير الموارد المائية بالقنيطرة، المهندس سالم البخيت، في تصريح لقناة الجزيرة، إن المياه الملوثة التي تتدفق من المرتفعات تستقر في وادي الرقاد الممتد 73 كم من الريف الشمالي للقنيطرة، وصولاً إلى حوْضِ اليرموك جنوباً والذي يغذّي جميع السدود السبعة على امتداد الوادي.

تدفق مياه الصرف الصحي من خلال  عبّارة حُفرت في القنيطرة في 25تشرين الأول. حقوق نشر الصورة لـ . Anadolu Agency/Faruk Al Ahmed

ويعتمد أهالي القنيطرة ومنطقة حوض اليرموك، جنوب غرب محافظة درعا على المياه المخزنة بواسطة السدود لسقاية المزروعات الشتوية والصيفية، “لكن تدفق مياه الصرف الصحي إليها من شأنه أن يلحق كارثة بالزراعة وصحة السكان”، وفق ما قال المهندس، البخيت.

في السياق، قال أبو محمد، من أبناء جباتا الخشب إن “الأراضي المتضررة حتى الآن هي أراض حدودية، ولكن استمرار تدفق الماء سيتسبب في الأوبئة وملوحة (متزايدة) في التربة”.

نظرية المؤامرة

يشك بعض الأهالي في القنيطرة بأن تسرب مياه الصرف الصحي كان حدثاً مفتعلاً، هدف إلى إعاقة هجوم الثوار في وقت سابق من هذه السنة في شمال القنيطرة، ولم يتسن لسوريا على طول، التحقق من صحة هذه الافتراضية.

ويشير الأهالي إلى توقيت التسرب، والذي بدأ وفق ما تواردت الأنباء، بعد يوم واحد من شن الثوار المحليين لـ”معركة قادسية الجنوب”، للسيطرة على مناطق في درعا والقنيطرة خاضعة لسيطرة النظام.

وتخضع المحافظة بمجملها لسيطرة الفصائل الثورية، بما فيها الجيش السوري الحر، والفصائل الإسلامية مثل أحرار الشام وجبهة فتح الشام (جبهة النصرة سابقاً). وتسيطر قوات النظام السوري على بعض الأراضي في شمال المحافظة، في حين يسيطر فصيل مرتبط بتنظيم الدولة على معقل في الشمال.

وكانت قرية الحضر ذات الغالبية الدرزية، الواقعة في مناطق سيطرة النظام شمال محافظة القنيطرة، إحدى الأهداف المحتملة لمعركة أيلول.

واتهم أبو محمد، مدني من أبناء جباتا الخشب “دروز الجولان المحتل بتوجيه مياه الصرف الصحي لإعاقة تقدم الثوار وقطع طريق الإمدادت”.

على أية حال، توقفت معارك أيلول، مثلما توقفت معركة لهيب القلمون التي جاءت بعدها، أيضاً، والتي فيما لو نجحت كانت ستضم قرية حضر الدرزية الخاضعة لسيطرة النظام.

وفي حين يرى بعض أهالي القنيطرة أن التسرب الأخير كان  مقصوداً ومحسوباً، حصلت هناك حوداث أخرى في رمي النفابات بطريقة عشوائية وخاطئة في هضبة الجولان المحتل، كان وراءها سائقوا شاحنات النفايات الذين كانوا يلقونها بشكل غير قانوني في المناطق المكشوفة، بدلاً من إيصالها إلى محطات المعالجة.  

وفي نيسان عام 2012، بدأت شركة إسرائيلية، تدير تصريف النفايات في مرتفعات الجولان بمراقبة شاحناتها باستخدام  GPS لمنع رمي النقايات بشكل غير قانوني، وفق ما قالت صحيفة هارتس الإسرائيلية.

 

ترجمة: فاطمة عاشور

 

شارك هذا المقال