3 دقائق قراءة

نازحون من مناطق تنظيم الدولة في منبج: الوضع سيء والمعاملة لا تطاق

شح المواد الغذائية والطبية ومع عدم وجود أي وسيلة اتصال […]


10 أغسطس 2016

شح المواد الغذائية والطبية ومع عدم وجود أي وسيلة اتصال بالخارج، كل ذلك دفع مازن، الشاب الذي طلب عدم الإفصاح عن اسمه الحقيقي، إلى الفرار هو وعائلته من مناطق سيطرة تنظيم الدولة في منبج، الشهر الماضي.

إلى ذلك، قال مازن لمراسل سوريا على طول، محمد عبد الستار إبراهيم، أن “الوضع سيء للغاية والمعيشة والمعاملة لا تطاق، وعندما كنا في منبج كنا محظوظين إذا تذكر تنظيم الدولة وجودنا لأننا خارج حساباتهم”.

وتقع مدينة منبج على بعد 30 كم جنوب الحدود التركية، والسيطرة عليها تعني حصول تنظيم الدولة على مدخل إلى تركيا، بالإضافة إلى كونها محطة على طرق إمدادات تنظيم الدولة المتجه شرقاً إلى محافظة الرقة.

وأكد التحالف الدولي تنفيذه ـ450 غارة جوية، منذ شهر أيار الماضي، على منبج ومحيطها. وتساعد الغارات الجوية الموجهة من قبل التحالف، قوات سوريا الديمقراطية في محاولاتها لتطويق عناصر التنظيم وإبعاده عن المدينة.

مقاتلوا مجلس منبج العسكري التي تدعمها قوات سوريا الديمقراطية داخل منبج، يوم الأحد.  حقوق نشر الصورة : لصفحة Sozdar Asmaill

وتسببت هذه الغارات بتدمير البنى التحتية للمدينة والمرافق العامة، مما أدى إلى نقص في الوقود والمواد الغذائية والماء والكهرباء.

وأضاف مازن “كنا ننتظر أن يحل الليل أو ننتظر أن تشتد المعارك بين الطرفين وتلتهي قوات داعش بالمعركة لنهرب”.

كيف كانت أوضاعكم داخل مدينة منبج قبل أن تنزح؟
الوضع زفت والمعاملة أزفت، الوضع سيء للغاية والمعيشة والمعاملة لاتطاق من الطرفين، بإختصار عندما كنا في منبج، كان يوزعون علينا الخبز بالتنقيط كل فترة أو ربع كيلو طحين لكل شخص، حسب ما يتذكرونا كنا محظوظين إذا تذكر تنظيم الدولة وجودنا لأننا كنا خارج حساباتهم، لايوجد دواء ولا مشافي ولا أتصالات، والامتيازات فقط لعناصر داعش.

كيف خرجتم من منبج؟ وكيف تم استقبالكم من قبل قوات سوريا الديمقراطية؟
ننام في الليل بمناطق داعش وعند الصبح نكون عند قوات سوريا الديمقراطية، بمعنى أننا كنا ننتظر أن يحل الليل أو ننتظر أن تشتد المعارك بين الطرفين وتلتهي قوات داعش بالمعركة لنهرب، عندما نصل إلى نقاط ومناطق قوات سوريا الديمقراطية، ونطلب منهم أننا نريد الخروج من منبج، وهم يأخذونا إلى معسكر أو منطقة أكثر أمناً ويقومون بالتحقيق معنا لأسباب أمنية كما كانوا يقولون لنا، وبعدها يخرجوننا خارج المنطقة.

نزوح الأهالي من مناطق سيطرة تنظيم الدولة. حقوق نشر الصورة: لصفحة قوات سوريا الديمقراطية.

كيف هي اوضاعكم الإنسانية والمعيشية الأن في مناطق قوات سوريا الديمقراطية؟
في البداية عند وصولنا إلى المخيمات، كانوا يوزعون علينا الماء والخبز وبعض المؤكلات، فيما بعد كانوا يأتون كل أسبوع بسيارة محملة بالخبز ويوزعون علينا، أما الأن لا يتم التوزيع إلا بالتقطير مثل داعش؛ فالذي يملك المال يشتري والذي لا يملك المال قد يموت من الجوع.

أما السكن فتم التوزيع كالأتي: أشخاص كان لهم أقارب في مناطق الريف ذهبوا عندهم وهناك بيوت يسكن فيها أكثر من خمس عوائل، وأطراف سكنت بين الشجر، ولا توجد خيم للكل لأن  قوات سوريا الديمقراطية لا يعطوننا خيم.

طبعاً الأتصالات ممنوعة عندهم بحجة داعش ولأسباب أمنية إلا بالخفية، وحسب المناطق. أما مثل الذهاب إلى المدن مثل عفرين أو كوباني، ليس الكل يستطيع الذهاب، لأنهم فرضوا من جديد موضوع الكفيل لحتى نستطيع الدخول إلى هذه المدن، علماً أن هذا الشرط الصعب لم يكن موجوداً بالأول.
وطبعاً أكرر حسب مناطق النزوح، ولكن عموماً الوضع المعيشي بمناطق قوات سوريا الديمقراطية جيد لأن كل شي متوفر، ولكن بأسعار مرتفعة بسبب تجار الحرب ولا توجد رقابة من قوات سوريا الديمقراطية على التجار، الوضع الصحي من أدوية ومستوصفات متوفرة عند قوات سوريا الديمقراطية ونستطيع القول انها جيد.

بعد تحرير الكثير من مناطق منبج وسيطرة قوات سوريا الديمقراطية، لماذا لم تعودوا إلى منازلكم؟
بحسب القرى، هناك أهالي بعض القرى يتفرشون تحت الشجر منذ شهرين وبيوتهم فاضية، ولا تسمح لهم قوات سوريا الديمقراطية بالعودة بدون أي تبرير، أما بعض الأهالي الذي لهم ابناء يقاتلون مع قوات قوات سوريا الديمقراطية، فيسمحون لهم بالعودة، وإذا لم يكن لهم أحد مقاتل وانضم من جديد يسمحون لأهله بالعودة، لأن أغلب الشباب أنضموا إليهم، بسبب الظروف التي يعيشونها وبسبب التهجير والنزوح.

أما البنات اللواتي يقاتلن مع قوات سوريا الديمقراطية، وما تعرف بأسايش المرأة، يقمن صداقات مع البنات من منبج اللواتي نزحن في محاولة لتجنيدهن، وهناك أربعة بنات أنا أعرفهن تم تجنيدهن من رغم كره أهاليهم لذلك، ولكن لا أستطيع إعطائكم أي اسم لأسباب أمنية.

ترجمة: بتول حجار

 

شارك هذا المقال