3 دقائق قراءة

نازحو إدلب يفترشون البساتين والمجلس المحلي يعاني عجزا يقدر بـ70% من المساعدات الإغاثية

منذ حزيران، وغارات الطيران الحربي الروسي والنظامي تصب بصواعقها على […]


7 أغسطس 2016

منذ حزيران، وغارات الطيران الحربي الروسي والنظامي تصب بصواعقها على مدينة إدلب، شمال غرب سوريا، ما دفع آلاف الأهالي إلى النزوح منها. وباتت اليوم المدينة الخاضعة لسيطرة الثوار والتي تشكل مركز المحافظة وتعرف بالخضراء لكثرة زيتونها، كـ”مدينة أشباح”، وفق ما قال سليم  خضر، المتحدث باسم مجلس محافظة إدلب، لنورا حوراني، مراسلة في سوريا على طول.    

وكانت إدلب مدينة مكتظة بالسكان، وتضم نحو 35000 نسمة، وذلك قبل أن تبدأ الحملة الجوية الشرسة عليها في حزيران.

وذكر خضر أن معظم ساكني المدينة غادروها، وهذا ما أكدته مصادر ميدانية أخرى حاورتها سوريا على طول، ولكن هذا الأمر مما لا يمكن التحقق منه باستقلالية.  

وفي 21تموز، أعلنت هيئة الأوقاف التابعة لإدارة إدلب المدنية التابعة لجيش الفتح، إلغاء صلاة الجمعة في كافة مساجد المدينة، نظراً لكثافة القصف الذي تتعرض له واستهداف 7 مساجد في يوم واحد بالغارات الروسية، وفق ما تواردت الأنباء.

وبعد موجة القصف تلك نزح الأهالي و”افترشوا البساتين والمزارع المحيطة بالمدينة حيث يفتقدون لمقومات الحياة، بلا ماء ولا كهرباء”، كما أشار سليم خضر.

عناصر الدفاع المدني السوري وهم يبحثون عن المصابين تحت الأنقاض في 15 تموز. حقوق نشر الصورة لـ الدفاع المدني- محافظة إدلب

ويعاني المجلس المحلي، وفق ما أشار سليم خضر لسوريا على طول، “من عجز يقدر بـ70% فما تقدمه الجمعيات لا يكفي هذه الأعداد الكبيرة  من النازحين، خصوصا وأنه عدد كبير بزمن قليل”، بالإضافة إلى “عدم توفر مستودعات طارئة للإغاثة تؤمن مخزون لمثل هذه الحالات”.

إلى أين توجه الأهالي الذين خرجوا من مدينة إدلب؟

النسبة الأكبر من الناس افترشت البساتين والمزارع المحيطة بالمدينة، وهناك جزء فضل الذهاب إلى القرى والبلدات المجاورة؛ فالناس لم تعد تعلم أي الاماكن التي يمكن اعتبارها آمنة نسبياَ.

الصراحة لايوجد مكان آمن بالفعل، فأنا الآن أحدثك من داخل الملجأ؛ فالطيران الحربي نفذ الآن ضربات بالعنقودي مما اضطرني للنزول انا وعائلتي الى الملجأ.

[وثقت منظمة هيومن رايتس وتش (مراقبة حقوق الإنسان)، في تقرير لها الأسبوع الماضي 47هجوماً بالذخائر العنقودية، منذ التدخل الروسي، إلا أن التقرير يشير إلى أن الرقم على الأرجح يفوق ذلك بكثير]

ما هو عدد السلل التي تم توزيعها مؤخراً؟ وماذا تحوي؟ وماهي الصعوبات التي تواجهونها؟

حتى الآن تم توزيع حوالي5000 سلة، وتحوي السلل الغذائية على برغل ومعكرونة وعدس وأرز وسكر إضافة إلى علب تونا وسردين وجبنة، أما السلل الصحية تحوي على الصابون ومعجون الأسنان وفوط الأطفال وفوط نسائية ومسحوق غسيل ومحارم.

بالنسبة للصعوبات أهمها عدم توفر مستودعات طارئة للإغاثة تؤمن مخزونا لمثل هذه الحالات، فللأسف كل المنظمات تطلب توزيعا مباشرا وتوثيقا ولا تسمح بتخزينها.
كما أننا نعاني من إشكالية الوجبات الجاهزة؛ فمن المفروض أن تحوي السلل الغذائية على وجبات جاهزة ولكن هذا غير ممكن بهذه الحالات ولكن ربما وجود المعلبات يعوض قليلاً، ورغم كل هذا فإننا نعاني من عجز يقدر بـ70% فما تقدمه الجمعيات لا يكفي هذه الأعداد الكبيرة من النازحين خصوصاً وأنه عدد كبير بزمن قليل.
ماهو وضع الناس الذين يفترشون البساتين؟

بصراحة، الوضع صعب للغاية فمن رأى ليس كمن سمع، الناس في الخيام وليس لديهم أي نوع من مقومات الحياة لا ماء لا كهرباء، ونحن نحاول قدر الإمكان تأمين صهاريج المياه لهم.

لماذا تعتقد أن النظام يقوم بهذه الحملة الشرسة على المدينة الآن؟

النظام يسعى لتهجير الناس ودفعهم لفقدان الحاضنة الشعبية للثورة واختيار التوقيت هذا حاليا، حسب تقديري، لإخضاع الثوار للقبول بالمفاوضات وبأي حل ولو كان على حساب الشهداء والمدنيين الذين ذهبوا ضحية القصف الروسي فهناك حديث عن مفاوضات في الشهر المقبل.

 

ترجمة: فاطمة عاشور

 

شارك هذا المقال