5 دقائق قراءة

ناشطة في دوما: بعض مسؤولي المعارضة يرفضون وجود المرأة إلى جانبهم في العمل السياسي

لم تشعر الناشطة السياسية في صفوف المعارضة بيان ريحان بحياتها […]


2 نوفمبر 2016

لم تشعر الناشطة السياسية في صفوف المعارضة بيان ريحان بحياتها الاجتماعية طوال سنوات الثورة الخمس، حسبما تقول؛ فهي واظبت على المشاركة في المظاهرات منذ بداية الثورة، وقدمت الإسعافات الأولية للجرحى، كما كانت حاضرة في تشييع النشطاء وغطت انتهاكات النظام، في وسائل الإعلام، في مناطق سيطرة المعارضة في ريف دمشق.

والآن، تترأس ريحان مكتب شؤون المرأة في المجلس المحلي في دوما. وتنسق الفعاليات لإلهام النساء وتشجيعهن لأن يصبحن ناشطات سياسيا في الغوطة الشرقية، معقل المعارضة في ريف دمشق والخاضعة لسيطرة الفصائل الإسلامية، جيش الاسلام وفيلق الرحمن.

وتوضح ريحان أنها واحدة من عدد قليل من النساء في الغوطة الشرقية ممن يشاركن في العملية السياسية. وتضيف أنه في أحد المرات، عندما عرضت فيلما حول المرأة والسياسة، داهمت مجموعة من الرجال المقنعين موقع عرض الفيلم وضربوها بالهراوات.

وتقول ريحان لمراسلتي سوريا على طول، آلاء نصار ورزان ياسين أن بعض الرجال “الموجودين في مناصب لا يقبلون ولا يحترمون ويرفضون وجود المرأة إلى جانبهم ويعتبرونها في مستوى أقل”.

ما هي الصعوبات التي واجهتها عند دخولك وانخراطك في هذا المجال؟ وبرأيك لماذا لا يوجد مشاركة نسائية كبيرة بالعمل السياسي؟

كوني امرأة دخلت المعترك من بداية الثورة كان هذا صعب جداً، فخلال 5 سنوات الثورة لم أشعر بحياتي الاجتماعية تقريباً، وذلك لكوني مستنفذة وقتي بشكل كامل بالثورة، إضافة إلى قلة عدد النساء العاملات في المجال السياسي النسائي، هذا الشيء برأيي من أكبر الصعوبات التي  أواجهها بسبب أن أغلب الحمل وقع على عاتقنا نحن اللواتي قمنا بالعمل، لأننا نضطر في كل مرة أن نواجه ونتكلم.

إضافة إلى عدم تقبل واحترام أو رفض بعض الرجال الموجودين في مناصب لوجود المرأة إلى جانبهم ويعتبرونها في مستوى أقل منهم.

وبرأيي العامل الأول والأبرز الذي نواجهه هو عدم إيمان المرأة بأهمية دورها في المجتمع، فأغلب النساء لا تؤمن بأهمية دورها وقدرتها على التغيير بشكل كامل، فبالتالي يترتب العبء على المرأة التي تؤمن بهذا العمل.

من اليسار، ريحان، في30 أيلول. لافتة كتب عليها “نساء حلب، ونساء الغوطة ونساء إدلب واحد، كلنا ضد التدخل الروسي. أوقفوا العدوان الروسي”. تصوير: صفحة بيان ريحان على الفيس بوك.

هل سبق وتلقيت تهديدات بسبب نشاطك السياسي؟ ما هو أصعب موقف تعرضت له خلال عملك في المجال السياسي؟

مررت بالكثير من المواقف الصعبة ولا أستطيع أن أقيّم أيها أصعب، ولكن سأتحدث لك عن أحد المواقف التي حصلت معي مع بداية طرح الفكرة على الناس كان عندي عرض عن المرأة والسياسة يتحدث عن نظام المرأة البريطانية في بداية القرن العشرين كيف حصلت على حقوقها، وفي أثناء التحضير لعرض الفيلم كان هناك مجموعة من الأشخاص ضد هذا النشاط تهجموا عليّ في مكان عرض الفيلم وتعرضت حياتي للخطر، إضافة  إلى موقف آخر أعتبره من المواقف الصعبة بالنسبة لي وهو اعتقالي بسبب وجودي مع صحفيين أجانب ببداية عام 2012.

في التاسع من كانون الأول عام 2013 تم اختطاف الناشطة الحقوقية في دوما رزان زيتونة من مكتبها، كيف كانت ردة فعل عائلتك؟

عندما اعتقلت رزان أصبح لدى عائلتي مخاوف كبيرة من أن يتم اعتقالي أيضا.

ما الذي دفعك لإقامة ورشة عمل حول “المرأة والسياسة”؟

المرأة لدينا تعرضت لظروف صعبة جداً بالتزامن مع وجود مشكلة أساسية وهي أن مستوى أداء المعارضة النسائية الخارجية ضعيف جداً مقارنة مع التضحيات العظيمة التي تقدمها نساء الداخل، فمنهن التي قدمت ابنها أو زوجها أو أخيها وهناك المصابات والمعتقلات والشهيدات.

(في 8 تشرين الأول، نظمت ريحان ورشة عمل بعنوان “المرأة والسياسة” مع 30 ناشطة في الغوطة الشرقية، وفقا لما ذكرته أمية برس).

لكن على الرغم من التضحيات التي قدمتها النساء، لا يزال هناك مشكلة تكمن في ضعف الأداء والتمثيل السياسي ضمن حكومة الائتلاف.

(تأسس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، أو الائتلاف السوري في عام 2012، وذلك بهدف “مساعدة ودعم القوى الثورية والوصول بسوريا إلى الدولة المدنية الديمقراطية)، وفقا لموقعه على شبكة الانترنت.

النساء اللواتي قدمن وضحين في الداخل ليس لهن صوت في الخارج، مما أدى إلى وجود حراك داخلي في الغوطة الشرقية حول إعادة تفعيل دور المرأة الفاعلة وليس فقط العاملة بالصفوف الأمامية.

ما هو هدف هذه الورشة؟ وما الأفكار التي قمت بمناقشتها مع الناشطات الـ30 اللواتي التحقن بها؟

أساسا كانت فكرة ورشة العمل هي مناقشة الصعوبات والعوائق التي تواجه النساء في العمل السياسي، وخلالها تحاورنا حول الواقع بشكل مفصل وتحدثنا عن أهم متطلباتنا نحن كنساء، وما الأمور التي تمثلنا في العمل السياسي. إن نقطة ضعف المعارضة السياسية الأساسية والكبيرة هي قلة الكادر النسائي فيها وبصراحة حتى بعض الكوادر النسائية الموجودة في الكادر السياسي لا تمثلنا نحن كنساء الداخل، لا تمثل أم الشهيد، التي ضحت بابنها، ولا أم الجريح ولا أم المعتقل ولا المعتقلات في سجون النظام، كل تلك الأمور الواقعية التي نواكبها كانت محط اهتمام نقاشاتنا داخل الورشة وحول كيفية تجاوزها، وحول وجود آلية عمل مشتركة خرجنا بها في نهاية الورشة لتكون معنا بورشات عمل قادمة، وتجلب نتائج مثمرة على الأرض.

من المعروف أن مجتمع الغوطة الشرقية مجتمع محافظ، وتجد المرأة صعوبة في العمل لمجرد العمل، فكيف بالعمل السياسي؟ ما مدى تقبل النساء لفكرة الورشة والانخراط في العمل السياسي؟

أولاً نحن في ظل الحرب أصبحنا نعاني من العبء المادي كثيراً، فهنالك الكثير لم يكونوا يؤمنون بعمل المرأة ولكن مع وجود الضغط المالي أصبح هناك ضرورة لعملها. وهناك نقطة هامة جداً وهي استشهاد واعتقال قسم كبير من الرجال، فأصبحت المرأة مضطرة للدفاع عن عائلتها بوجه الحصار والجوع، مما أدى لتقبل فكرة عملها الذي كان نوعاً ما بمرحلة معينة مرفوضا.

وكما قلت إن أول عدو للمرأة هي المرأة بحد ذاتها عندما لا تكون مؤمنة بذاتها وبقدرتها على التغيير وقدرتها على أن يكون لها أثر مباشر في بناء المجتمع، فما بالك بالعمل السياسي! العمل السياسي بحاجة لوعي أكبر وثقافة أكبر. فنسبة المقبلات على العمل السياسي 1% فقط من النساء، ولكن كان هناك تقبل كبير للفكرة والبعض رآها تأخرت كثيراً.

الغوطة تحكمها فصائل إسلامية، وهناك اتهامات لها بطريقة مباشرة أو غير مباشرة أنها تعيق عمل المرأة، فهل هذا يؤثر على عملكم؟ هل أخذتم أي موافقات لإجراء الورشة؟

ليست هناك معارضة من جهة دينية لعمل النساء، لأنه حتى الجهات الدينية لديها كوادر نسائية تعتمد عليها بالعمل المدني.

لا، لم نأخذ أي موافقات.

هل كان هناك رد فعل عكسي للورشة؟

مبدأياً لا، وذلك لأن الجميع مشغول بسبب قصف النظام علينا بالفسفوري والعنقودي والفراغي.

كيف بدأت بالعمل السياسي؟

أرى أن العائلة لها الأثر الأكبر، أنا أنتمي لعائلة كانت ثورية من أيام الاحتلال الفرنسي، مما شكّل لدي أرضية ومعلومات واسعة منذ صغري، فمنذ انطلاق الثورة انخرطت بشكل مباشر فيها.

هل قدمت عائلتك الدعم لك؟ وكيف كانت نظرة المجتمع لمشاركة المرأة في الثورة؟

هناك صعوبات عديدة تواجهك كمرأة ضمن المجتمع لكسر حاجز الخوف، فنحن كنساء في طبيعة مجتمعنا المحافظ مرفوض عملنا يهذا المجال خوفا علينا من الاعتقال وما يترتب عليه من تعرض المرأة للاغتصاب، فالنظام دائما كان يلعب على الوتر الحساس لدى المجتمع الشرقي، لذلك كان أهالي المنطقة وأهل سوريا بشكل عام ضد عمل المرأة بالسياسة فقط من باب الحرص والخوف عليها، لكن الحمدلله وجودي ضمن عائلة متفهمة ومثقفة، وأصدقاء آمنوا بعملي، أعطاني حافزا كبيرا للمتابعة وكسر جميع الحواجز.

ترجمة: سما محمد

شارك هذا المقال