3 دقائق قراءة

نساء ادلب: بارقة أمل تسعى لوقف موجة هجرة الشباب

اقناع الشباب بأن من الممكن أن يكون لهم مستقبل في […]


30 مارس 2016

اقناع الشباب بأن من الممكن أن يكون لهم مستقبل في بلد مزقته الحرب، هو ما تسعى إليه إحدى المنظمات النسائية في محافظة إدلب، حيث بدأت بتذكير الشباب بماضيهم.

ولتلك الغاية، افتتحت منظمة بارقة أمل، الممولة محلياً من أشخاص متطوعين ونساء مثقفات، الأسبوع الماضي، معرضا بعنوان “منقدر نبقى هون” في محافظة ادلب، والذي جمع بين الماضي والحاضر والمستقبل.

والهدف من المعرض هو الحد من هجرة الشباب المستمرة، عن طريق ربط الشباب بوطنهم الأم سوريا، بحسب ما أفادت به رضاء سميع، واحدة من أعضاء المنظمة، لمراسلة سوريا على طول آلاء نصًار.

وأضافت سميع “قررنا العمل على إنجاح هذه الفكرة للحد من الهجرة بشتى الوسائل”.

ماهي فكرة المشروع الذي قمتم به وما الغاية منه؟ وهل لاقى رواجا بين الأهالي؟

فكرة المشروع بدأت مع حملة “منقدر نضل هون”، وهي عبارة عن مبادرة قام بها مجموعة شباب، شاركونا بمبادرة الهجرة. وكان هذا أول تعاون لنا معهم، خاصة أنه في هذه الفترة شهدت المنطقة حركات هجرة كبيرة بين فئة الشباب، فقررنا نحن كناشطات من منظمة بارقة أمل (منظمة ثقافيه توعويه نسائية محلية لا تتلقى أي دعما خارجيا، ودعمها فردي) على اعتباري عضو مأسس فيها، العمل على إنجاح فكرة الحد من الهجرة بشتى الوسائل. ومن هنا جاءت فكرة المعرض الذي يتضمن أفكارا مادية ملموسة تربط الشباب بوطنهم الأم سوريا.

كان المعرض مؤلف من ثلاثة أقسام: قسم التراث، الذي يمثل الماضي وأصالة التاريخ السوري والعربي، فالإنسان ليس له حاضر ومستقبل، إن لم يكن له ماض وتاريخ، كما اقترحت إحدى الناشطات معنا أن نعرض أيضا ألبسة الزي القديم التقليدي، وأخرى اقترحت جمع أدوات نحاسية تراثية، والبعض اقترحوا أدوات الزراعة القديمة التي لا يعرفها شباب اليوم، بالإضافة للقطع التراثية كالمهباج الذي لم نجد منه سوى قطعة واحدة لدى أحد كبار السن واستطعنا إقناعه بالعرض واستعارة المهباج وكذلك الحيلان (وهو أداة لفصل الحب عن السنبلة قديما بواسطة الحيوان) وكذلك الرحى لطحن الحبوب.

أما قسم الحاضر، فكان مخصصا للمرأة، فبالرغم من ظروف الحرب ما زالت بنّاءة، فكانت الأشغال اليدوية من شغل السنارة إلى الصوف والحياكة، وبعض الاشغال التي شارفت على النسيان (العنتاب، الإبرة، الانويجة)، ومن أشغال أمهاتنا منذ ما يقارب الـ50 عاما. عملنا على استعارته كونه نادر وباهظ الثمن في وقتنا الحالي، وكنا قد بحثنا كثيرا في جلساتنا الاجتماعية والأهلية وكانت الاستجابة كبيرة والترحيب أكبر، وبدأت النساء بجلب الأغراض واستمر العمل ليلا نهارا لفترة عشرين يوم.

وكان لا بد من وجود قسم المستقبل، ففكرنا بمشاركة أطفال المدارس في بلدنا، وقد شارك عدد كبير منهم برسوماتهم المتعلقة بالثورة وحب الوطن والتشبث به. و شاركت فتاة موهوبة جداً في الرسم من ذوي الاحتياجات الخاصة، ولاقت رسوماتها استحسان الجمهور.

افتتح المعرض، وبالرغم من بساطة محتوياته، إلا أنه كان مفعماً بالعاطفة مع أنغام أغنية سوف نبقى هنا، ولله الحمد نجح المعرض نجاحاً كبيراً ولاقى رواجاً بين الأهالي، وذلك لتظافر الجهود والعمل الجماعي، وكل من موقعه ومكانه أثبتوا أننا شعب لا يقهر.

ما عدد النساء اللواتي شاركن بالمعرض؟ وما هي أوضاعهم الاجتماعية؟ وكم شخص شارك من الأهالي بشكل عام؟

من ناحية العمل شاركت نحو 20 امرأة في المعرض، كانت الأكثرية زوجات شهداء، وأرامل ومطلقات، والبعض تطوعن خارج المذكور. وذلك قد يبعث الأمل والتفاؤل في نفوسهن، والأمل بالحياة رغم قسوة الظروف، وشعورهن الأروع أنهن فاعلات مفيدات في المجتمع، كان أهم مافي المشروع أنه عمل على تمكين المرأة.

وكان قد حوى المعرض، في غرفة التراث، حوالي 700 قطعة تراثية، والأشغال اليدوية 200 قطعة، وكان عدد المشاركين المجمل في المعرض من النساء والأهالي حوالي 700 شخص.

هل برأيك العمل على هكذا مشاريع سيؤثر ويحد بشكل فعلي من هجرة الشباب خارج وطنهم؟

على أمل ذلك نحن نسعى والله ولي التوفيق، لكننا من خلال الإقبال الشديد على المعرض من قبل الأهالي ومطالباتهم بتمديده نشعر بالنجاح.

ماهي أكثر الصعوبات التي تواجهكم كمنظمة محلية مهتمة بالشأن النسائي وتنفيذ المشاريع المجتمعية؟

عدم وجود داعم للمنظمة بشكل دائم، فنحن لا نتلقى دعماً خارجياً بل تمويلنا فردي، حيث أن الأعضاء مهندسات ومدرسات وطبيبات متبرعات.

“منقدر نضل هون، بكرة أحلى” واحدة من اللوحات الفنية في معرض، بارقة أمل. حقوق الصورة لمنظمة بارقة أمل.

 

ترجمة: بتول حجار

 

شارك هذا المقال