4 دقائق قراءة

نشطاء ريف حمص الشمالي يشجبون “الخروقات الواضحة” لاتفاق وقف إطلاق النار

يتداعى اتفاقان تدعمها روسيا لوقف إطلاق النار في ريف حمص […]


11 أغسطس 2017

يتداعى اتفاقان تدعمها روسيا لوقف إطلاق النار في ريف حمص الشمالي وضواحي دمشق الشرقية في ظل “الانتهاكات الواضحة”، وفق ما قال ناشطون لسوريا على طول، مع قصف قوات النظام للأحياء التي  يسيطر عليها الثوار في المنطقتين، الخميس.

وبدأت طائرات النظام الحربية بقصف بعض البلدات داخل ريف حمص الشمالي المحاصر، صباح يوم الخميس، بعد أسبوع واحد من توصل الروس ومفاوضي المعارضة إلى اتفاق وقف إطلاق النار هناك، وفق ما ذكر محمد الحمصي، ناشط إعلامي على الأرض، لسوريا على طول. وقتل مدني على الأقل في الهجوم. وقال الحمصي “هذا خرق واضح لاتفاق خفض التوتر”.

و تتمركز قوات النظام 140كم جنوب حمص، على محيط الضواحي الشرقية التي يسيطر عليها الثوار، وأطلقت عشرات قذائف الهاون على الغوطة الشرقية المحاصرة خلال يومي الأربعاء والخميس. وقُتل خمسة أشخاص في ظهيرة يوم الأربعاء، بعد أن استهدفت القذائف ساحة عامة مكتظة بالمدنيين، وفق ما قال المتحدث باسم الدفاع المدني.

متطوعو الدفاع المدني يخمدون النيران بعد القصف في كفر بطنا، الأربعاء. حقوق نشر الصورة لـ الدفاع المدني السوري في ريف دمشق

ويعتبر القصف على الغوطة الشرقية هو الأحدث في حملة استمرت لشهور على البلدات المعارضة الواقعة شرقي العاصمة رغم  دخول اتفاق وقف التصعيد الذي توسطته مصر وروسيا بين الحكومة السورية والمقاتلين الثوريين قيد التنفيذ منذ أسبوعين.

“الاتفاق هو لعبة جديدة”

ويضم ريف حمص الشمالي مجموعة من البلدات والقرى المعارضة المجاورة لمركز المحافظة التي يسيطر عليها النظام. و كانت قوات النظام طوقت شمالي حمص لأول مرة في عام 2014.

وظل الأهالي البالغ عددهم 260ألف نسمة لسنوات يعتمدون على المساعدات الإغاثية و الصيد المحلي والزراعة، بالإضافة إلى تقديم الرشاوي للذين يديرون الحواجز المحيطة من أجل إدخال الطعام.

وفي يوم الخميس الماضي، أعلن الروس ومفاوضو المعارضة في القاهرة اتفاق وقف إطلاق النار الذي جعل ريف حمص الشمالي ثالث منطقة “تهدئة” في سوريا في إطار الخطة التي تقودها روسيا، والتي ُطرحت في محادثات أستانا في كازاخستان في أيار الماضي.

وبموجب بنود الاتفاق، ستدخل الأغذية والأدوية وغيرها من المساعدات إلى شمالي حمص عبر نقاط التفتيش التى تشرف عليها روسيا اعتباراً من يوم الإثنين. كما دعا الاتفاق إلى الإفراج عن المحتجزين لدى النظام السوري.

وفى يوم الاربعاء، ذكرت وكالة الأنباء الروسية سبوتنيك أن الجنود الروس بدؤوا فى توصيل المساعدات الإنسانية بما فيها “الإمدادات الغذائية” إلى الجيب.

ولكن على الأرض، ذكر مدنيون وناشط إعلامي على تواصل مع فريق التفاوض المعارض، لسوريا على طول إن المساعدات لم تصل إلى الآن، ولم يتم الإفراج عن المعتقلين من قبل النظام.

وتواردت أنباء عن التقاء مجموعة ثانية من المفاوضين المعارضين – منفصلة عن وفد القاهرة – بالجنود الروس عند نقطة تفتيش خارج الجيب فى وقت سابق من هذا الأسبوع لبحث شروط اتفاق جديد ليحل محل اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم في الأسبوع الماضي.

ويبدو أن الاتفاق الذي طرح يوم الثلاثاء، والذي اطلعت سوريا على طول عليه من خلال ناشط ميداني على تواصل مع مفاوضي المعارضة، ينتقد وفد القاهرة ويطالب بـ “إنهاء دور كل الوسطاء في الخارج” في إبرام اتفاق وقف إطلاق النار.  

في أعقاب غارة جوية في ريف حمص المحاصر، الخميس. حقوق نشر الصورة لـ مركز حمص الإعلامي.

ويركز اتفاق الثلاثاء بشكل شبه حصري على إطلاق سراح المعتقلين لدى النظام، المسألة العالقة لزمن طويل في المفاوضات بمحافظة حمص.

وقال سامر سليمان، الناشط الذي أطلعنا على الاتفاق، أن القوات الروسية كانت تتحرك يوم الخميس لإقامة غرفة للمفاوضات، وهناك خطط للقاء مسؤولين معارضين في شمال حمص مرة أخرى يوم الأحد القادم. ولم يتسن لسوريا على طول من التأكد باستقلالية من ذلك.

لم تنشر وسائل الإعلام الرسمية الروسية مقترحها المعدل لوقف اطلاق النار الذي طرحته الثلاثاء، على الرغم من نشر موقع “ميكرو سيريا” الإخباري الموالي للمعارضة، الأربعاء صوراً تعرض الجنود الروس وهم يجتمعون مع مفاوضي المعارضة في شمال حمص في خيمة خارج الجيب.

لم يستجب المفاوضون المعارضون لطلب سوريا على طول للتعليق.

ووسط الغارات الجوية التي تستهدف بلدات ريف حمص الشمالي في يوم الخميس، أعرب سكانها عن تشاؤمهم من الاتفاق الجديد، إذا تم تنفيذه، فلن يجلب لهم أكثر مما جاء به الاتفاق الذي وقع في الأسبوع الماضي.

وقال بسام الحمصي، ناشط إعلامي من الحولة، لسوريا على طول “كالعادة كما في باقي المناطق الاخرى يبدأ القصف وتخف المطالب من اللجنة بضغط من الأهالي لإيقاف القصف ومن ثم تنازل وراء تنازل”.

ووصف الحمصي “حالة من الخوف واليأس والإحباط” التي يعيشها الأهالي في يوم الخميس مع استهداف الطيران الحربي لبلدته ومقتل مدني. وأضاف أن “الشواع خالية لكثافة القصف من قذائف الهاون والمدفعية و غارات الطيران، والمراصد في البلدة تنادي عبر ميكروفانات الجوامع بإخلاء التجمعات وإخلاء الشوارع حرصا على السلامة”

وختم “بعد استبشارهم خيرا بالاتفاق على خفض التصعيد وإيقاف القصف(الأسبوع الماضي)، تبددت فرحة الأهالي بغارات الطيران الحربي السوري على المنطقة “.

ترجمة: فاطمة عاشور

شارك هذا المقال