3 دقائق قراءة

نقص الدواء يسلب أطفال الغوطة حقهم في الحياة والطفولة

اصطف المئات من سكان إحدى بلدات الغوطة الغربية، المحاصرة من […]


13 أبريل 2016

اصطف المئات من سكان إحدى بلدات الغوطة الغربية، المحاصرة من قبل قوات النظام، خارج المركز الطبي الوحيد، يوم الأحد، لتلقي العلاج، على الرغم من أن المركز “يفتقر للمستلزمات الطبية الأساسية”، وفقا لما قاله صحفي مستقل، في معضمية الشام، لسوريا على طول يوم الاثنين.

و”يتكرر هذا المشهد كل يوم” حسب ما قاله محمد نور، الصحفي الذي نشر صورة الأهالي أمام المركز الطبي، على الفيسبوك، يوم الاحد، لسوريا على طول.

إلى ذلك، أحضرت أم حسام، أرملة لديها ستة أطفال، طفلها ذو الـ14 عاما، والمصاب بالربو، إلى المركز الطبي، في معضمية الشام، أملا بالحصول على العلاج اللازم.

ولكن بعد ساعات من الانتظار في الطابور، أبلغها الطبيب أنه لا يتوافر لديهم الأكسجين اللازم لمساعدته.

وقالت أم حسام، لسوريا على طول، يوم الاثنين، “نظرت إلى طفلي، رأيته كيف يعاني ويذبل أمام عيني، وليس بمقدوري أن أفعل له أي شيئ”.

ولم تتمكن أم حسام من توفير “حتى ضروريات الحياة الأساسية” لأطفالها، مضيفة “بدأت أتمنى الموت لي ولأولادي معا، حتى نتمكن في النهاية من التخلص من شبح الموت البطيء، الذي يطاردنا في بلدتنا”.

 

طابور الأهالي أمام المركز الطبي يوم الأحد. تصوير: محمد نور.

 

حصار، هدنة.. ثم حصار

معضمية الشام، التي كانت مشهورة في سوريا ببساتين الزيتون، أصبحت الآن تعاني الجوع حيث يقتات السكان على بعض حبات الزيتون غير الناضجة، وحساء الأعشاب.

وتعد أول مدينة سورية تدخل في هدنة مع النظام، في أواخر عام 2013، بعد أن تعرضت لحصار خانق دام عاما كاملا، وهجوم مدمر بالكيماوي.

ولكن على الرغم من هدنة عام 2013، سرعان ما أصبح واضحا للسكان بأن النظام لم يلتزم بكامل الاتفاقية، حيث لم  يسمح بدخول المواد الغذائية والأدوية.

وفي أواخر العام الماضي، فرض النظام الحصار مجددا على المدينة، التي يقطنها 45 ألف نسمة، معظمهم من النساء والأطفال وكبار السن. وفي تشرين الثاني، بدأ الجيش السوري وحلفاؤه حملة جديدة لدق وتد التفرقة بين معضمية الشام ومدينة داريا المجاورة لها. وفي الشهر الماضي، تمكن النظام في النهاية من قطع الطرق بين المدينتين.

وكانت تلك الحملة مصحوبة بقصف جوي مكثف على معضمية الشام ومحاولات عديدة لاقتحامها، والتي بلغت ذروتها في 30 كانون الثاني عندما ألقت الطائرات 66 برميلا متفجرا على المدينة.

وتضمنت اتفاقية وقف أعمال العنف، والتي دخلت حيز التنفيذ في أواخر شباط، إيصال المساعدات بشكل مستمر إلى “سبع مناطق محاصرة” في سوريا، بما فيها معضمية الشام. ولكن لم يتم إدخال سوى شاحنتي مساعدات إلى المدينة. ولم تتضمن شاحنة المساعدات الثانية أية أدوية أو مساعدات طبية.

وكانت “المساعدات الطبية التي وصلت (في شباط) جيدة عموما من حيث الجودة، ولكن تضاءل حجم المساعدات، منذ ذلك الحين”، حسب ما قاله الدكتور راشد الوزان، جراح في المركز الطبي في معضمية الشام، لسوريا على طول، يوم الاثنين.

وذكر الدكتور الوزان، أنه على الرغم من أنه تم تجهيز المركز بالكثير من الأجهزة الطبية، إلا أن نقص الإمدادات والصيانة يضطرهم للجلوس بلا عمل في العيادة.

ولا يوجد في المركز أية أدوية فيما عدا ثلاثة أنواع من المضادات الحيوية والباراسيتامول. كما أن الطاقم الطبي يحتاج المورفين لتخفيف آلام المرضى الميئوس من شفائهم.

 

 

1600 -1900 شخص يزورون المركز الطبي أسبوعيا، صورة نشرها أبو كنان الدمشقي

 

وقال الطبيب، تماما كما هو الحال لدى أحمد ابن أم حسام، يعاني أهالي معضمية الشام عادة من أمراض الجهاز التنفسي، بسبب استنشاق الدخان، الناتج عن حرق الخشب والبلاستيك، الذي يعتمد عليه الناس للحصول على الدفء خلال أشهر الشتاء الباردة.

وأضاف حتى الآن مات 25 شخصا بسبب نقص الغذاء والدواء ومعظمهم من الأطفال. وكان “أحدهم رضيعا يبلغ من العمر سنة ونصف، يدعى خالد، يعاني من سوء التغذية الحاد”. وعلى الرغم من جهود الدكتور الوزان وزملائه، لم يكن لديهم المستلزمات الضرورية لإنقاذه، “توقف عن التنفس وتباطأ قلبه، حتى استشهد ولم نستطع فعل أي شيء له، فالدواء أصبح محرما علينا وحق الطفولة سلب من أطفالنا”.

 

ترجمة: سما محمد

شارك هذا المقال