3 دقائق قراءة

هدنة الوعر: على شفا حفرة من نار

الهدنة التي صمدت شهراً بين قوات النظام ومقاتلي المعارضة في […]


4 يناير 2016

الهدنة التي صمدت شهراً بين قوات النظام ومقاتلي المعارضة في آخر منطقة للثوار في مدينة حمص على شفا حفرة من نار، وفق ما قال أحد  الثوار وعضو في لجنة المفاوضات لسوريا على طول، الإثنين، وسط اتهامات لقوات النظام وحلفائه بعرقلة إدخال المساعدات الإنسانية، وقتل مقاتلين من الثوار وإساءة معاملة الأهالي. 

“أعتقد أن الهدنة على شفا حفرة من نار،” قال عضو لجنة مفاوضات الوعر، المسؤولة عن الإشراف على تنفيذ الهدنة المتفق عليها في كانون الثاني، من جانب المعارضة، الإثنين. حيث تتواصل سوريا على طول مع المصدر نفسه مراراً والذي طلب عدم ذكر اسمه، أثناء تغطية هدنة الوعر.

وأملت الهدنة التي دعمتها الأمم المتحدة و أبرمت بين لجنة مفاوضة من ثوار حي الوعر، والنظام السوري في كانون الأول الماضي بالتخفيف عن الحي غربي مدينة حمص الذي تحاصره قوات النظام كلياً منذ أكثر من عامين

ومن ضمن بنود هدنة الوعر ثلاثية المراحل: وقف إطلاق النار، مغادرة بعض المقاتلين الثوار وعوائلهم، إعادة افتتاح الحاجز الذي يصل منطقة الثوار بمدينة حمص الخاضعة لسيطرة النظام، وإدخال المساعدات الإنسانية. واشترطت بعض البنود الأخرى أن يسلم الثوار الأسلحة الثقيلة مقابل أن يطلق النظام سراح 5000معتقلا  في سجونه.

إلا أن، الإنتهاكات المتكررة لقوات النظام حسب ما قال عضو لجنة المفاوضة الذي تحدث إلى سوريا على طول، الإثنين، وضعت هدنة الوعر الوليدة في خطر.

وقال عضو لجنة المفاوضات “إن النظام أقدم على خرق الهدنة أكثر من 20 مرة منذ أسبوع وإلى الآن،” مشيراً إلى تقييد الحركة و “سوء معاملة” عناصر الحاجز للأهالي بالإضافة إلى بناء السواتر والدشم حول الوعر وتحليق  الطائرات على علوٍ منخفض. كما أن قوات الأمن اعتقلت واستجوبت أحد الثوارمن أعضاء اللجنة مطولاً ومباشرة بعدما دخلت الهدنة قيد التفيذ.

إحدى الكتائب الثورية في الوعر تعلن السبت أن قواتها لن تعد لتلتزم بوقف إطلاق النار، حقوق نشر الصورة للوعر24

وأضاف “لم  يدخل إلى الوعر من المساعدات الإنسانية المتفق عليها  سوى 7200 حصة” من الأمم المتحدة ومنظمات أخرى تكفي ل 7000 عائلة من أصل أكثر من 12000 عائلة.

وأغلقت  لجنة المفاوضات حاجز دوار المهندسين من جانبها والذي يصل الوعر ببقية المناطق في مدينة حمص، في صباح يوم الإثنين،” ريثما يتم حل هذه الخروقات المتكررة من قوات النظام”. وفق ما ذكر أبو محمد الحمصي، عضو مركز حمص الإعلامي، اليوم الإثنين.

وقبل إغلاقه من جانب الثوار، فإن الحاجز الذي كان يديره الطرفان، قوات النظام والثوار، كان المعبر الوحيد من وإلى الوعر. وحي الوعر نفسه مايزال بيد الثوار رغم مغادرة 300 منهم ممن رفضوا الهدنة، إلى مناطق يحكمها الثوار شمالا وذلك في الشهر الماضي

ولم يتسن لسوريا على طول التأكد باستقلالية عن الإدعاءات بالانتهاكات التي يمارسها النظام، ولم يعلق الإعلام الحكومي السوري على ذلك، ولكن العديد من المصادر الإعلامية المعارضة كتبت عن هذه الإنتهاكات مؤخراً.

ونسف بند وقف إطلاق النار في الجهة الجنوبية للوعر بعدما أطلقت ميليشيات شيعية من قرية حدودية موالية للنظام النار على المقاتلين الثوار في الداخل وقتلت اثنين الأربعاء الماضي.     

ورداً على ذلك، فإن كتائب الهدى الإسلامية وصفت قتل هؤلاء العناصر”بخرق لا يغتفر لوقف إطلاق النار الذي تضمنته اتفاقية الهدنة” وذلك في بيان نشر على الإنترنت، السبت. واعتبرت  الكتائب أن “أي عدو ظاهر في منطقة التماس(منطقة الجزيرة السابعة) هدفا مشروعا لقناصة مقاتلي الكتيبة”.  

وقال عضو لجنة المفاوضات لسوريا على طول ، بالأمس كنا في اجتماع مع قوات النظام لبحث هذه الخروقات والعمل على إيقافها إلا أننا تفاجئنا بوجه مغاير للنظام على عكس بداية المفاوضات والهدنة، وكأنه يبارك تلك الخروقات.”

ولم تتبلور الصورة تماماً فيما إذا كان النظام السوري قد غير رؤيته فيما يتعلق بهدنة الوعر، أو ما هو مستقبل الهدنة.

ويستمر سكان حمص الموالين للنظام انتقاد هدنة الوعرمنذ بدايتها، ولاسيما من العائلات التي تعتقد أن أقاربهم المخطوفين مايزالون محتجزين من قبل الثوار في الوعر.

وكان حي الزهراء المجاور، ذو الغالبية العلوية قد شهد انفجار سيارتين مفخختين في الساحة العامة تبناه تنظيم الدولة أدى إلى مقتل أكثر من 20 شخص إصابة العشرات ، منذ أسبوع مضى الأمر الذي أشعل فتيل المظاهرات في أوساط موالين للنظام تطالب بإسقاط المحافظ وانهاء هدنة الوعر.

والضبابية التي تغطي مشهد الوعر،دفعت البعض إلى التوجس من المستقبل وخاصة بعد خروج مئات الثوار المقاتلين في شهر كانون الأول الماضي

وقال سامر صليبي أحد المدنيين في حي الوعر ، لسوريا على طول الأثنين “هذا ما كنا نتخوف منه ولذلك كنا نطالب بعدم خروج الثوار والبقاء لحمايتنا، فالنظام لا أمان له وليس له سلطة على المليشيات الطائفية التي تسانده”.

شارك هذا المقال