18 دقائق قراءة

هل قصف تنظيم الدولة مارع بغاز الخردل؟

هل قصف تنظيم الدولة مدينة مارع بغاز الخردل؟ أشارت شهادات […]


29 سبتمبر 2015

هل قصف تنظيم الدولة مدينة مارع بغاز الخردل؟

أشارت شهادات الخبراء والادلة الواضحة إلى هجوم كيميائي حدث شمال سوريا. تظهر الصورة مجموعة من القذائف، يعتقد أن تنظيم الدولة استخدمها في هجوم كيميائي على مدينة مارع في 21 آب من الشهر الماضي.

عمان: في منتصف ليلة الواحد والعشرين من آب الماضي، قصف تنظيم الدولة عشوائيا، مدينة مارع، التي يسيطر عليها الجيش السوري الحر، ويقطن فيها عدد كبير من المدنيين وعناصر من المعارضة. وكان المدنيون والمسلحون يخشون هجوما قريبا للتنظيم على المدينة.

وتعتبر المدينة المحاصرة من ثلاث جهات من قبل تنظيم الدولة، خط الدفاع عن المناطق التي تسيطر عليها المعارضة في الشمال السوري ضد هجمات تنظيم الدولة، الذي يحاول دخول ريف حلب الشمالي.

وبينما بدأت القذائف تتساقط على مارع، استعد الكادر الطبي لاستقبال المصابين، كما هي العادة، ليقوموا بمعالجة المصابين في الأطراف أو بنزيف داخلي أو بإزالة الشظايا من أجساد المصابين.

لكن الإصابات جراء الهجوم في هذه المرة كانت أكثر من مجرد بتر لطرف أو نزيف، فقد لاحظ الكادر الطبي مباشرة أعراضا غير طبيعية على المصابين.

وبحسب ما أفاد به طارق النجار، المدير الإداري لمستشفى مارع، لوكالة شهبا برس، في 21 آب، يوم الهجوم، فإن “حوالي عشرة مصابين، بعضهم من الأطفال، وصلوا إلى غرف الطوارئ، وعانوا من صعوبة في التنفس، واحمرار في العيون والجلد، وانتفاخ في الجفون واشتكوا روائح كريهة انتشرت في المكان”.

وبعد الهجوم، أفاد المجتمع الطبي الأمريكي السوري (SAMS)، بأن أكثر من ثلاث وعشرين مدنيا ظهرت عليهم أعراض لهجوم كيميائي. وأيدت منظمة أطباء بلا حدود (MSF) ما وصل إليه SAMS، وادعت أن أربعة من المصابين وصلوا إلى مشافيها الميدانية، وجميعهم من نفس العائلة، وأشارت الأعراض الإكلينيكية إلى تعرضهم لهجوم كيميائي. وحسب شهادات المرضى فإنهم جميعا تعرضوا لغاز كيميائي.

وأكدت الأخبار الناطقة بالعربية ووسائل التواصل الاجتماعي أن قصف التنظيم كان عشوائيا. وقالت قوى الدفاع المدني في حلب، أن العشرات من القذائف تصل إلى مائة قذيفة، سقطت بشكل عشوائي على مدينة مارع.

في بداية الأمر، لم يتطرق ولم يتحدث أحد من الصحفيين أو الناشطين أو مواقع الأخبار عن غاز الخردل، أو عن حدوث أي هجوم غير اعتيادي، ولكن فيما بعد بدأت تقارير من المعارضة ومن وسائل إعلام النظام تشير إلى هجوم بغاز الخردل على مدينة مارع.

وفي السياق، قال النجار إن خمسين قذيفة ضربت مارع. وبحسب منظمة أطباء بلا حدود، فإن إحداها سقطت على منزل عائلة، واخترقت السقف وانفجرت داخل المنزل، وانتشر الغاز السام داخله.

وفي صورتين نشرهما منتدى الثورة السورية، في الساعة الثالثة والرابعة والخمسين مساء، في الواحد والعشرين من آب، عن شبكة شام الإخبارية، أظهرت إحمرارا وانتفاخا في عيون شخص في العشرين من عمره، قيل أنه أصيب بهجوم تنظيم الدولة على مارع.

وفي سياق متصل، غرد أبو الهدى الحموي، ناشط إعلامي من حماة، بعد خمس ساعات على الهجوم، ووضع صورا لشخص آخر ذو عيون محمرة وأجفان منتفخة، ويبدو أن هذا الشخص في الثلاثينات من عمره، وكان يعالج في مشفى قريب من مارع.

ولكن الصور من مارع، أتت عبر تغريدة للناشط الإعلامي محمد الفاتح، في الساعة التاسعة والثالثة والأربعين مساء، يوم الثاني والعشرين من آب، لتقدم دليلا آخر عما تحتويه القذائف. وتظهر إحدى الصور رجلا يافعا، ممتلئة جفونه بسائل. وتظهر صورة أخرى، بثورا صفراء متقرحة على ظهر رجل آخر.

وبحسب منظمة أطباء من أجل حقوق الإنسان (PHR)، الذين قاموا بتقييم الصور لضحايا غاز الخردل، وأدلوا بتصريح لعين على سوريا، فإن الأعراض الظاهرة على المصابين هي أعراض غاز الخردل.

وأكد الطبيب، ألاستر هاي، بروفيسور في السموم البيئية، جامعة ليدز، وخبير في الأسلحة الكيميائية مع منظمة أطباء من أجل حقوق الإنسان، لعين على سوريا “العيون المحمرة والمتهيجة جميعها أعراض لهجوم كيميائي، لكن انتفاخ الجفون والبثور هي خاصية لغاز الخردل”.

وأضاف “جميع الأعراض التي رأيتها في الصور، تشير إلى غاز الخردل، ولكن هناك بعض الإشارات توضح أن شيئا ما آخر قد يكون استخدم، وهو يسبب أعراضا شبيهة بأعراض غاز الخردل”.

وبحسب تقرير للمجتمع الطبي الأمريكي السوري، فإن هناك تشخيص ميداني لحالات تسمم بغاز الخردل. ورغم أن أحد أعضاء الكادر الطبي قال في مقابلة، مع وكالة شهبا برس، أن تنظيم الدولة قصف مارع يوم الحادي والعشرين من آب، ما أدى لإصابة مدنيين، بينهم أربعة من عائلة واحدة، إلا أن صفحة الفرقة 13، التابعة للجيش السوري الحر، نشرت نفس الصورة، بتاريخ 23 آب، للرجل الذي يعاني من بثور شديدة على ظهره، وزعمت أن هذا الشخص ينتمي لمرتبات الفرقة، وأصيب مع زوجته وأولاده وهم “بحالة حرجة” بعد قصف التنظيم للمدينة.

وكان من بين المصابين، رضيعة توفيت في وقت لاحق، حسب ما ذكرته صحيفة الغارديان البريطانية، التي قالت إن الطفلة تبلغ من العمر أربعة أيام، وهي بنت أحمد لطوف، البالغ من العمر31 عاما، والذي يعيش مع زوجته، وجميعهم تسمموا بالغاز. وكانت صفحة مايكروسيريا، غردت أن الطفلة توفيت يوم السابع من أيلول الجاري في مستشفى بتركيا، نتيجة الحروق البالغة التي أصيبت بها.

وكان الناشطون والإعلاميون تناقلوا، بعد أيام من القصف، فيديوهات وصور لخمس قذائف على الأقل، زعموا أنها من مخلفات قصف التنظيم للمدينة، وقالوا أنها صور لقذائف تحتوي على غاز الخردل، ولكن الصور كانت لقذائف تبدو سليمة ولم تنفجر.

وبعد تحليل الصور، اعتقد قسم عين على سوريا، في موقع سوريا على طول، أنها غير متشابهة، حيث أن صور القذائف متبعثرة حول مارع. كما أن القذائف الصاروخية الحديثة لغاز الخردل تحتوي على أنبوب مركزي يحتوي على مواد شديدة الانفجار، ويحيط به سماكة من غاز الخردل، يشبه السائل الهلامي، وعند الانفجار يتحول السائل إلى رذاذ وينشر في الأجواء، فيما يتفتت جسم القذيفة كاملا إلى شظايا أكبرها بحجم كف اليد.

إلى ذلك، لم يلاحظ أي قذائف سليمة، وهذا يقود إلى الاعتقاد أن صور ذخائر غاز الخردل التي أخذت من مارع، أو ما حولها لم تكن هي التي قصفت مارع بتاريخ الواحد والعشرين من آب.

ولكن هذا لا يعني أن تنظيم الدولة، لم يقصف مارع بذاك التاريخ، أو أنه قصفها بغاز مماثل للخردل في هجومه على مارع، في الأول من أيلول، حسب ما أفاد به موقع روزانا، وأدى القصف إلى نفس الأعراض السابقة في أجساد المصابين.

على أنه يمكن القول بعدم وجود دليل مادي، وتبقى الذخائر الكيميائية المستخدمة في ذلك التاريخ غير معروفة. وبغض النظر عما سبق، إلا أن، عين على سوريا، توصلت إلى أن هجوم التنظيم على مارع كان إما بقذائف هاون أو بقذائف مدفعية، احتوت على غاز يعتقد بأنه الخردل، في الحادي والعشرين من آب.

كيف قاموا بذلك؟

تعتبر مارع الهدف الأخير الذي استهدفه التنظيم بغاز الخردل في سوريا. فقد اشارت التقارير الميدانية من كوادر عسكرية أمريكية الى وجود مخلفات من قذائف الهاون تحتوي على غاز الخردل، كان التنظيم أطلقها على القوات الكردية، في مخمور، في العراق، في الحادي عشر من آب، والحسكة في سوريا في الأول من آب.

وبحسب مدير المخابرات الألمانية، جيرهارد شيندلر، لصحيفة ديلي بيد، يوم السابع من أيلول، فإن لدى جهازه “معلومات عن استخدام تنظيم الدولة لغاز الخردل في شمال العراق”، فيما قد يكون إشارة إلى القذائف الكيميائية التي سقطت على مخمور.

ولكن مارع، هي الهجمة الأولى التي ظهرت أعراضها على المصابين، وتم توثيق ذلك عبر وسائط التواصل الاجتماعي. ولكن كيف استطاع تنظيم الدولة قصف مارع، وكيف حصل على الغاز؟

إن تعديل الذخائر التقليدية أو امتلاكها أو حتى تسليم المسروق منها إلى عملاء، يعتبر مهمة خطيرة ومعقدة، فعلى كيميائيي التنظيم إما أن يصنعوا مكافئا لغاز الخردل، أو يصنعوا الغاز من البداية أو أن يستخدموا المواد الخام الكيميائية لصناعة الغاز وسموم أكثر شدة.

وبالتوازي مع عمل الكيميائيين، يجب أن يكون المهندسون متقنين لعملهم المتمثل في التحدي الهائل لإنتاج قذيفة صاروخية تحتوي على غاز الخردل، وقادرة على عدم الانفجار إذا تعرضت لطلقات بندقية عادية. ولا ينتهي الخطر هنا، فحتى ملئ السائل بالقذيفة مهمة صعبة أيضا قد تسبب جروحا للأشخاص الذين يقومون به.

وكتب الدكتور جيرالد فيتزجيرالد، مقتبسا من أب برنامج الغاز السام الألماني، الكيميائي فرتز هابر، في الحرب العالمية الأولى “أخطر عمل بغض النظر عن تعبئة قذائف الغاز، هو أن الآلاف من العمال في منشآت الغاز البريطانية تأثروا بشكل كبير، ففي منشأة واحدة، يسقط واحد من بين تسعة صريعا لمرض أو جروح، وقد يصل في منشأة أخرى إلى 100% من القوى العاملة فيها”.

ولكن هذا الكلام، لا يدلل على أن تنظيم الدولة ليس لديه خبراء يتقنون مهمتهم، ولا على أنهم ليس بإمكانهم إتقان هذا العمل وتصنيع سلاحهم، خاصة أن لديهم مدافع محلية الصنع. بيد أن الجهد والخطر في مباشرة برنامج لإنتاج غاز الخردل قد يكون محدودا للاستفادة منه في كسب المعركة، فلذلك قد يكون استخدامه للإعاقة وليس للقتل. ويمكن للخردل أن يحرم العدو من دخول المنطقة لساعات وحتى أيام أو أكثر. وسمومه تتراوح درجة فتكها بين 1 إلى 3%. وتعتبر الأسلحة القديمة عالية الانفجار أرخص وأكثر فتكا وقتلا، إذا كان القتل والفتك هو هدف تنظيم الدولة الوحيد.

وبينما يكون تحليل قدرة التنظيم على إنشاء برنامج كيميائي أو تطوير ميكانيكية لذلك بعيد الاحتمال، إلا أن احتمالية السرقة أو العثور على أو حتى شراء، غاز الخردل في العراق وسوريا قد يكون الاحتمالية الأكبر، ولا يخفى أن التنظيم قد يحاول امتلاك برنامج لأسلحة الدمار الشامل، يساعده على خلق الفوضى في المنطقة.

في العام 2013، أفاد تقرير للمخابرات الفرنسية، بأن سوريا تملك مئات الأطنان من غاز الخردل، ومخزنة بصورتها النهائية. على الرغم من أن بعض المصادر أفادت بأن 560 طنا، لا أحد يعلم فيما إذا كانت مشمولة في الجهود الدولية التي حدثت السنة الماضية ونزعت ترسانة الأسد الكيميائية التي دمرت أكثر من 20 طنا من غاز الخردل في صيغته النهائية، حسب ما أفادت به منظمة حظر انتشار الأسلحة الكيميائية (OPCW).

ومن الجدير بالذكر، أن الحكومة السورية زعمت في وقت سابق أنها دمرت مائتي طن من ثلاث مواقع في آذار، من العام 2013.

ومن جانبه، قال الدكتور جيان باسكال زاندرز، خبير الأسلحة الكيميائية، ومدير موقع ترينش، والقائد السابق للمشروع الحربي البيولوجي والكيميائي في مؤسسة ستوكهولم لأبحاث السلام العالمي (SIPRI)، لعين على سوريا، بأنه “حسب معرفتي الجيدة بالموضوع، فعلى الرغم من أن منظمة حظر انتشار الأسلحة الكيميائية كانت قادرة على التحقق من أن نشاطات تدمير غاز الخردل في المواقع السورية كانت صحيحة، إلا أن المنظمة لم تكن قادرة على تحديد حجم غاز الخردل المدمر”.

وأضاف زاندرز “هناك إحباط كبير متمثل في نقص المعلومات حول نشاطات الأسلحة الكيميائية السورية، وهذا لا يعني أن الأسلحة لم تدمر، ولكن هناك حالة من الشك”.

لكن جزء من غاز الخردل، قد يكون لم يدمر، أو سرق، أو خبئ، في مكان ما داخل سوريا.

وإلى الشرق من العراق، وجدت قوات أمريكية وقوات من الأمم المتحدة بين العامين 2003-2011 مجموعة من قذائف تحتوي على غاز الخردل، بحالة سيئة جدا، وغير قابلة للإطلاق، وكانت مدفونة في ملاجئ متهالكة. وبحسب تقنيين أمريكان في العراق، فإن الناس قد يكونوا تاجروا أو دفعوا لشراء هذه القذائف، التي تعود إلى عهد صدام، ليبيعوها في السوق السوداء.

وبتبسيط أكبر، تفقد الجيوش أحيانا أسلحتها، فوفق تقرير اللجنة الخاصة للأمم المتحدة فإنه يعتقد أن “ما يقارب 550 قذيفة تحتوي على غاز الخردل فقدت في العراق” في العام 1999، هذه الأسلحة من مخلفات العراق وتحتوي على غاز الخردل، ربما تكون بحالة يمكن إطلاقها، وربما تكون قد سقطت في أيدي تنظيم الدولة.

ولاستقصاء أعمق لمعرفة ما الذي قصفت به مارع، صباح الحادي والعشرين من آب، يتوجب عرض وتحليل مصادر لفيديوهات وصور، خاصة من تقارير حصلت عليها عين على سوريا، من وسائل التواصل الاجتماعي أو من الأخبار.

الأعراض: التقييم، والتقرير، المنحنى الزماني.

في الخامس والعشرين من آب، أوضحت منظمة أطباء بلا حدود، في تقرير لها، بشكل أكثر تفصيلا عن هجوم مارع، وعرضت حالات لأربعة مرضى، جميعهم من عائلة واحدة، شملت الوالدين، وطفلة في الثالثة من العمر، وأخرى تبلغ خمسة أيام من عمرها، في مشفى ميداني تابع للمنظمة، في شمال حلب، في الحادي والعشرين من آب.

وقالت المنظمة في تقريرها: أتت العائلة من مدينة مارع (…) شمال حلب، التي تعرضت لقصف عنيف بقذائف الهاون لأسبوع. وقال الوالدان أن قذيفة هاون سقطت على منزلهم في الساعة السابعة والنصف مساء (حسب التوقيت المحلي لسوريا) يوم الحادي والعشرين من آب. وبعد الانفجار، انتشر غاز أصفر في غرفهم وملأ المكان. حاول الوالدين حماية أطفالهم من خلال تغطيتهم بأجسادهم، وبعدها نقلهم جيرانهم إلى مشفى مارع، حيث تلقوا هناك العلاجات الأولية. ومع تدهور حالاتهم نقلوهم إلى مشفى تابع لمنظمة أطباء بلا حدود.

وعلى الرغم من عدم امتلاك المشفى لدليل مخبري يؤكد سبب الأعراض، إلا أن بابلو ماركو، مدير برنامج أطباء بلا حدود لأجل سوريا، صرح في نفس التقرير، أن الأعراض السريرية للمرضى، وتغير الأعراض مع مرور الوقت، وشهادة المرضى حول ظروف التسمم، تدل جميعها على تعرضهم لغاز كيميائي.

وبحسب تقارير منظمة أطباء بلا حدود، فإن آثار التقرحات على الجلد، ظهرت بعد أربع ساعات من تعرضهم للغاز.

وفي نفس التقرير “وصل المرضى إلى مستشفى أطباء لا حدود، بعد ساعة واحدة من الهجوم، وكانوا يعانون من صعوبات في التنفس، وباحمرار في الجلد والعيون، والتهابات في باطن الجفون. وخلال ثلاث ساعات تطورت التقرحات وتفاقمت مشاكل التنفس. قام الكادر الطبي بعلاج الأعراض وأعطوهم الأوكسجين قبيل نقلهم إلى منشأة أخرى لتلقي علاج متخصص في حالتهم.

في غضون أربع ساعات، بين التعرض وظهور الأعراض الأولى، أصبح هناك بعدها شك بأن المرضى تعرضوا لغاز الخردل.

وفي هذا الصدد، كتب دان كازيتا، خبير أسلحة كيميائية وبيولوجية وإشعاعية ونووية، ومؤسس موقع الاستشارات الدفاعية في المملكة المتحدة، في استقصاء لموقع بيلينغ كات “على الرغم من أن الرائحة، والتهيج الطفيف للعين، لوحظ مباشرة في غضون دقائق، إلا ان غاز الخردل يحتاج إلى ساعات وفي بعض الحالات أكثر للتطور وظهور علاماته على المصابين”.

يظهر الجدول التالي قائمة لأعراض التعرض لغاز الخردل، ومعها الجدول الزمني لظهور هذه الأعراض.

الأعراض الأولية لأثار التعرض لغاز الخردل

العضو

الحدة

الآثار

زمن ظهور الأثر

العيون

معتدلة

دموع

الحكة

حرق

وخز

من 4 إلى 12 ساعة

 

متوسط

إضافة إلى الآثار السابقة:

الاحمرار

وحمة في الجفن

ألم متوسط

من 3 إلى 6 ساعات

 

شديدة

زيادة وحمة الجفن.

تلف محتمل في القرنية

ألم حاد

من 1 إلى 2 ساعة

الشعب الهوائية

معتدل

سيلان الأنف

العطس

بحة في الصوت

سعال جاف

من 6 إلى 24 ساعة

 

شديد

بالإضافة إلى الأعراض السابقة:

سعال منتج للبلغم

ضيق في التنفس شديد أو خفيف

من 2 إلى 6 ساعات

الجلد

معتدل

احمرار

2 إلى 24 ساعة

 

شديد

بثور

4 إلى 12 ساعة

 الخط الزمني

الخط الزمني التالي يعرض تعليقات وصور وفيديوهات لما ظهر على وسائط التواصل الاجتماعي والأخبار، والإصابات الموثقة الناتجة عن الهجوم الكيميائي على مارع يوم الحادي والعشرين من آب.

تحذير: الصور في الإطار الزمني مثيرة للشفقة جدا.

لعرض الإطار الزمني بشاشة كاملة، إضغط هنا.

1. السلاح: الدليل الأولي والافتراضين

الدليل الأولي:

الصور الملتقطة للقذائف بعد هجوم التنظيم الكيميائي على مارع، كانت صور لقذائف روسية- صينية الصنع من عيار 130 مم أو ذخائر مدفعية. وهذه القذائف من المستحيل أن تكون حاملة لغاز الخردل، كما زعم الناشطون أو الإعلاميون.

ومن الجدير بالذكر، أن قوات المدفعية لتنظيم الدولة، قصفت مارع بقذائف متنوعة، واستخدمت القذائف الدخانية وقذاف للإضاءة، وذلك لإخفاء تحركات مقاتليه خلال الهجوم السابق على البلدة الواقعة شمال حلب، مارع، أو لإضاءة الطريق للعربات المتفجرة (IED). ويمكن القول أن الإصابات التي تم توثيقها وتقييمها للسكان المصابين، جاءت نتيجة قذائف احتوت على غاز شبيه بالخردل وبواسطة قذائف متعددة.

ولكن، ولأجل السبب الذي يرد لاحقا، فغنه باستثناء تلك التي لم تنفجر، من الصعب أن نجد الأجزاء الباقية من ذخائر منفجرة- ليست سليمة كما هي في الصور.

ما الذي نشر غاز الخردل في مارع؟

 الفرضية الأولى البسيطة تقول، أن تنظيم الدولة سرق قذائف كيميائية جاهزة، مثال، قذائف هاون أو مدفعية، حصل عليها من العراق أو من سوريا.

وكما لوحظ، فإن الفرضية الثانية والأقل عقلانية، هو تصميم مستقل وتطوير لغاز الخردل، وللقذيفة التي تحتوي السم، وكل هذا أمر معقد، وخطير ومكلف، وغير مفيد كما هي القذائف عالية الانفجار.

وفي البداية، فإنه في صباح الحادي والعشرين من آب، نشرت صورتين على الأقل على التويتر، من المواقع التي تعرضت للهجوم. إحداها  للقذائف السليمة.

قذائف داعش على #مارع تعبر عن المعنى الحقيقي لصبيان يقتلون أهل الإسلام ويدعون أهل الأوثان# مارع_ليست_روما.

كما وظهرت صورة أخرى في صباح يوم الثالث والعشرين من آب.

المصدر: هيجينز، إليوت، متاح على تويتر، 21 آب، 2015.

الفرضيتين

الفرضية 1: القذائف

أولا، القذيفة السليمة. تحتوي قذائف غاز الخردل الحديثة، على أنبوب مركزي يحتوي على مواد شديدة الانفجار ويحيط بها سماكة من سائل الخردل، ويتحول لرذاذ عند انفجار القذيفة. ويلاحظ هنا أن جميع القذائف ليست كاملة، بل عباره عن أجزاء صغيرة جدا.

ثانيا، تحتوي قذائف المدفعية على صمامات للانفجار، وهي على شكل مسمار في مقدمة القذيفة. تظهر الصور في الأعلى أن هذه القذائف مجردة من صمامات الانفجار. وتظهر أيضا أن الثوار ربما كانوا يحاولون توسيع الصمامات لتطوير متفجرات محسنة. وقيل عندها للسكان أن هذه الصور لقذائف غاز الخردل، لإجبارهم ربما على الهرب.

الفرضية 2: الذخيرة التقليدية أو دخان الفوسفور الأبيض

وبملاحظة قريبة، هذه القذائف، لا تنفجر إلى شظايا، بل أنها قد تكون على الشكل التالي، قد يكون في مقدمتها رأس متفجر، فعندما تسقط القذيفة ينفجر الرأس، ويحرر صماما خاصا يضغط على أداة دفع تعمل بدورها على تحرير الغاز المعبأ في آخر القذيفة، ما يؤدي لانتشاره باتجاه معاكس لاتجاه سقوط القذيفة ذاتها.

لكن تحليل ذلك يدل أن هذه القذيفة لا تصلح لكي تعبأ بغاز الخردل، لأنها لا تنتج تلك الهالة من الدخان المنتشر في الأرجاء، ولكنها فقط تندفع للخلف فينتشر إما في الأرض أو بالاتجاه المعاكس لما سقطت عليه القذيفة، وما يثبت صحة البرهان هو أن الشهود قالوا إنهم رأوا غازا منتشرا في الأنحاء واشتموا ارائحته كريهة. وهذا يدل أن هذه القذائف ليست هي المستخدمة في الهجوم.

ومع استثناء، مرحلة صدام، والخبرة في إنتاج قذائف الخردل الثنائية والذخائر الكيميائية العتيقة للحرب العالمية الثانية، فإنه وبحسب دان كازيتا “قاعدة القذيفة مستحيل أن تكون المكان الملائم لاستغلال غاز الخردل فيها”.

وأضاف “لدى قذائف الخردل ما يكفي من انفجارات شديدة بذاتها تؤدي إلى حرق غلاف القذيفة وخلق سحابة من الرذاذ، ولا تبقي شيئا من القذيفة لم ينفجر”.

 وتتميز قواعد هذه القذائف بأنها عندما يتم الضغط عليها فور ملامستها للأرض تنفجر وتندفع للخلف. حيث تتألف حمولة القذيفة من إسفينات مشعبة من غاز الفوسفور الأبيض ذات سماكة، ودخان أبيض. لاحظ: أن الرسم البياني في الأعلى هو قذيفة صنع أمريكي من عيار 155 مم وهي قذيفة دخانية لغاز الفوسفور الأبيض. وتستخدمه هنا عين على سوريا من أجل توضيح كيفية عمل قاعدة القذيفة. المصدر من CORD.

ولكن ما هي نوع القذيفة التي ضربت مارع في الحادي والعشرين من آب؟ إعطاء صورتين لكيفية عمل قواعد القذيفة، يمكن أن يلاحظ أنها من نوع القذائف الروسية دي تي إس  DTs1 أو من النوع الصيني 59 (130مم) وهو دخان الفوسفور أو القذائف المضيئة.

ولكن، هل لغيمة الفوسفور الأبيض أن تسبب هذه الأعراض والحروق الشديدة، كالتي لوحظت بمارع؟

صرح ألاستر هاي، بروفيسور في سموم البيئة في جامعة ليدز، لعين على سوريا، أن “احتراقات الفوسفور الأبيض، تسبب حروقا منفصلة، والتي يمكن أن تكون عميقة ونافذة للعظم”.

وأضاف “الصور التي نشرت هي دليل لشيء ما مشابه لغاز الخردل”.

وعلى الرغم من أن التعرض إلى غاز الفسفور قد يؤدي إلى إصابات شديدة كما هو الحال في التعرض للأسلحة الكيميائية، إلا أن الصور توضح ان الفوسفور الأبيض وأعراضه ليست لتلك الموجودة بالصور.

وفي غياب الذخيرة المستخدمة بالهجوم، وجدت عين على سوريا صور ضحية، تم تقييمها باستقلالية من قبل خبراء في الأسلحة الكيميائية، وكان الدليل الأكثر إقناعا من أن عملية تنظيم الدولة وهجومه كان بغاز الخردل على مارع.

وعلى الرغم من التوصل إلى شبه تأكيد من أن تنظيم الدولة ضرب مارع بغاز الخردل، إلا أن عين على سوريا متيقنة من أن الذخائر التي ظهرت لا يمكن اعتبار انها هي من استخدمت في الهجوم.

ملاحظات

  1. يود قسم عين على سوريا، التابع لسوريا على طول، أن يشكر جميع المصادر التي لم تكشف عن هويتها في مجالات الصحافة الاستقصائية، والأسلحة والمتفجرات ومساعدتنا في هذا البحث.
  2. تقع الحسكة ومخمور على بعد 320 و580 كم جنوب شرق مارع.
  3. Stewart, Charles Edward. “Weapons of Mass Casualties and Terrorism Response Handbook.” Jones and Bartlett Learning. 2006, p.4.
  4. كما أن الجدول الزمني الموضوع من قبل عين على سوريا هو لأول أحداث نشرت عن مارع. قد يكون من وسائل الإعلام من أشار إليه قبل ذلك. فعلى سبيل المثال، الصورة التي تظهر البثور في ظهر الرجل ظهرت في صباح الثاني والعشرين من آب. وهنا يمكن أن تشاهد الاختلاف بين ما نشره إليوت هيجينز وعين على سوريا. الصورة متاحة على التويتر، آب 23.
  5. علاج منظمة أطباء بلاد حدود للمرضى الذين تعرضوا لغاز كيميائي. أطباء بلا حدود، 25 آب، 2015.

6. وعلى الرغم من احتمالية انتشار الأسلحة الكيميائية الموجودة في العراق بعد 2003، إلا أننا يجب أن نتذكر أن التحالف والأمم المتحدة كانت قد عثرت على ذخائر كيميائية بحالة سيئة وغير قابلة للإطلاق نتيجة سنوات من التخزين السيء.

“هنالك إشارات أيضا من أن الأسلحة قد لا تكون استخدمت كما هي معدة للاستخدام العادي. وكانت تغطيها الصدأ وتفقد بعد المزايا المطلوبة للإطلاق، مثل أشرطة التدوير للقذائف الصاروخية أو لقذائف الهاون. وأغلبها كان دفن وتضرر، ولا يمكن إعادة إحيائها بعد الصدأ والتآكل”.

ومن الجدير بالذكر أن نظام العراق السابق، زعم أنه دمر برنامجه بعد حرب الخليج من العام 1991، إما من جانب واحد أو من خلال محققين الأمم المتحدة.

ومع الخطورة لهذه القذائف، إلا أن المخابئ التي وجدت فيها لا تثير أي مخاطر عن القدرة على إطلاقها أو أنها ما تزال تعمل لفترة طويلة.

تشيفرز، سي جي. استقصاء نزع الأسلحة الكيميائية في العراق، نيو يورك تايمز. 2014.

قذائق صدئة من عيار 155 ملم عثر عليها في العراق- يمكن لتنظيم الدولة أن يستخدمها فقط في العبوات الناسفة، وليس كقذائف صاروخية. المصدر: CIA.

وعلى الرغم من أن قذائف 155مم تبدو بحالة سليمة، إلا أن الميكانيكية: أنبوب المفجر متضرر حسب أشعة إكس. وفي حالتها الراهنة، لا يمكن لهذه القذيفة أن تنشر غازا كيميائيا- المصدر: نفس المرجع.

هنالك أيضا قذائف خردل أخرى ذات العيار 155 وجدت في العراق وظهرت ربما بحالة يمكن إطلاقها، حسب ما أفاد به تقرير الأمم المتحدة في العام 2006. ولكن يبدو أن أغلبية الأسلحة الكيميائية العراقية تعود إلى الحرب العراقية-الإيرانية، وكانت متضررة ولا تخدم أي أغراض عسكرية.

  1. هل من الممكن أن يكون التنظيم (1) عدّل قذائف الهاون والمدفعية، (2) صنع القذائف، (3) سرق قذائف تحتوي على غاز الخردل.

ويلاحظ أن تعديل القذائف التقليدية أو قذائف الهاون لتحتوي على غاز الخردل، لا تتراوح نسبة احتمالية ذلك على واحد في المائة، لأنها تحتاج إلى برنامج أسلحة وطني شامل.

وبحسب تقرير للأمم المتحدة نشرته في العام 2004 “اشترى العراق آلاف الأطنان الفارغة من قذائف الهاون عيار 155مم، لأغراض تعبئتها بمركبات دخانية. وبالنتيجة، تلوّن هذه القذائف وتعبأ بكمية تقدر بـ 3.5 لترا من غاز الخردل الكيميائي. دمر من هذه الترسانة عشرة آلاف تحت إشراف هيئة مختصة”.

إلى ذلك، يمكن لتنظيم الدولة أن يتقن مهمات هندسية أقل تعقيدا، إذا تحمل مخاطر إصابة العاملين لديه عند تعبئة القذائف.

كما أن تعديل القذائف المعبئة سابقا بغاز الفوسفور الأبيض، تعتبر أكثر تعقيدا: فالأغلفة الصلبة لقذائف المدفعية ذات العيار 155مم، احتاجت من الأمم المتحدة وقتا طويلا لحفر كل قذيفة وافراغها، فهي طريقة غير معقولة ومملة، حيث تحتاج لفتح ثغرة في القذيفة إلى يوم كامل، حسب ما ذكرته الأمم المتحدة في تقريرها في العام 2007.

ومن خصائص الفوسفور الأبيض أنه يحترق عند تعرضه للأوكسجين، مما يعرض العاملين والمنشأة إلى أخطار أخرى.

وأخيرا، فيما يتعلق بقدرة التنظيم على بناء ترسانته، أو تعديل ذخائر تقليدية، قال الدكتور زاندرز لعين على سوريا أن “تنظيم الدولة جرب قذائف هاون تحتوي على الكلور منذ تشرين الأول الماضي، وربما تكون هذه التجارب قد أتت أكلها لتنتج قذائف تحتوي على غاز الخردل”.

ويبقى السؤال هنا، إذا استطاع التنظيم إحضار مهندسين غير مكترثين بمخاطر تعبئة غاز الخردل، فمن أين يأتي بغاز الخردل؟

تعتبر مسألة تطوير أو إنتاج غاز الخردل من أكثر المهام الصعبة التي قد تواجه التنظيم. وكما ذكر سابقا فإن التنظيم قد يكون سرق غاز خردل في حالته النهائية، أو حتى سرق مكونات أولية للغاز. لكن هذا التحليل ليس بصدد الدخول في أمور التصنيع أو الحصول على غاز الخردل.

  1. ووفقا لتقرير لمحققي الأسلحة في الأمم المتحدة، للعام 2007، “أعلن العراق أنه عدّل عدد من القذائف ذات العيار 152 مم، حيث عثروا على حاويتين ألمنيوم، تحتوي على مواد أولية لإنتاج غاز الخردل. ولكن، ووفقا للعراق، فإنه خلال تجريب المقذوفات، وجدت صعوبة في ضبط المكونات الخام للغاز. وأعلن العراق أنه لم يجد حلا لمشكلة الخردل هذه، ولم يجد محققي الأمم المتحدة دليلا آخر عكس ما قالته الحكومة العراقية آنذاك”. المصدر: الخلاصة: برنامج الأسلحة الكيميائية، الفصل الثالث الأمم المتحدة، الصفحة 166.
  2. عرف عن العراق أنها عدلت القذائف التقليدية الدخانية من عيار 130مم، وذلك لإضافة غاز الخردل إليها، ولكن التقارير تفيد أنه استهلكت بالكامل في الحرب الإيرانية العراقية. علاوة على ذلك، من غير الواضح فيما إذا كانت آلية نشر مواد كيميائية في قذائف 130مم تكون فقط التعديل في الدافع المركزي، أو في قاعدة القذيفة. وربما تكون المنفعة في زمن الحرب من دفعت العراق إلى تبني تصميم الخردل الذي يوضع في قاعدة القذيفة ويندفع من خلالها. وهنالك احتمال بعيد أن تكون مثل هذه القذائف ما زالت صالحة، منذ الحرب الإيرانية العراقية، ليعود استخدامها في مارع. انظر ملخص: برنامج الأسلحة الكيميائية. الفصل الثالث، الأمم المتحدة، الصفحة 148.

قذيفة مدفعية من عيار 130مم

اختيار قذيفة المدفعية ذات العيار 130مم كذخيرة نمطية كان بسبب توفرها بكثرة عند قوات المدفعية العراقية.

في العام 1982، أجرت الهيئة العراقية (SEPP)، تجربتها الأولى الناجحة على قذائف مدفعية 130مم لتعبئتها بغاز محاكي للخردل. ولكن لم يشجع على استخدامها لتعبئة عامل التابون. وأظهرت التجارب أن مادة التابون تشتعل نتيجة الآثار الحرارية للمتفجر، ولكن استخدام عامل الخردل في هذه القذائف كان إيجابيا.

في عام 1983، ووفقا للعراق، فإن قذائف 130مم عدلت ليعبأ بها غاز الخردل. واحتاجت تعديلات تقنية بسيطة فقط. وكانت مؤسسة ولاية هوتين زودت الهيئة العراقية بـأربعة آلاف قذيفة 130مم فارغة. وشمل التعديل الحشوات المتفجرة والصمامات وأنتجب وتم توريدها من قبل مؤسسة القعقاع. تم تعبئة القذيفة بـ 1.9 ليتر من الغاز من خلال مقدمة القذيفة بعد فك الصمام. وأعلن العراق أن أربعة آلاف قذيفة عبئت بغاز الخردل في العام 1983 واستهلكت جميعها في الحرب العراقية الإيرانية

ومن خلال الحالات التي تم التأكد من صحتها، وحسب تقييم الخبراء فأن غاز الخردل هو الغاز المرجح في قصف مارع، ولكن بدون دليل قطعي، وتبقى احتمالية استخدام غاز الفوسفور ممكنة ولكن بنسب قليلة جدا.

ترجمة: يمان يوسف

شارك هذا المقال