5 دقائق قراءة

هل يستعد النظام السوري لشن هجوم جديد على محافظة درعا؟

قال مدنيون وجماعات معارضة، في مدينة درعا المقسمة بين النظام […]


21 يناير 2018

قال مدنيون وجماعات معارضة، في مدينة درعا المقسمة بين النظام والمعارضة، أنهم يتوقعون شن هجمات جديدة من جانب النظام في الأيام المقبلة مع وصول تعزيزات عسكرية تضم قوات من الجيش السوري والميليشيات المتحالفة معه إلى المنطقة.

ويسيطر النظام السوري وحلفاؤه على منطقة درعا المحطة، وهي عبارة عن الأحياء الشمالية والغربية من مركز المحافظة، في حين تسيطر قوات المعارضة على النصف الجنوبي من المدينة، المعروف باسم درعا البلد. ويمتد خط المواجهة من الشرق إلى الغرب عبر مركز المدينة.

ووقعت اشتباكات عنيفة، دامت شهوراً، في مدينة درعا في مطلع العام الماضي، حيث حاول تحالف من قوات المعارضة منع قوات النظام وحلفائه من اختراق خطوط الثوار والوصول إلى معبر حدودي استراتيجي مع الأردن، جنوب المدينة.

يذكر أن وقف إطلاق النار الذي توسطت فيه روسيا والولايات المتحدة والأردن في حزيران الماضي كان سبباً في توقف القتال لفترة طويلة، إلا أن المعارك تركت مهد الثورة السورية في حالة خراب ودمار كبيرين. وذكرت سوريا على طول أن قصف النظام دمر جزئياً أو كلياً خمسة وثمانين في المائة من المباني في الأحياء التي يسيطر عليها الثوار وعطّل تماماً البنية التحتية للمدينة.

وخلال أكثر من ستة أشهر منذ دخول الاتفاق حيز التنفيذ، استمر القصف المتقطع وإطلاق النار من الجانبين في المدينة، ولكن الغارات الجوية توقفت كما انخفضت وتيرة الاشتباكات وتحولت إلى مناوشات على طول الخطوط الأمامية، وعاد آلاف النازحين إلى مدينتهم.

صورة تظهر القصف المكثف للنظام على مدينة درعا في الأول من كانون الثاني. تصوير: مؤسسة نبأ الإعلامية

أما الآن، فيقول مدنيون ومصادر في المعارضة في درعا البلد لسوريا على طول، إن تحركات قوات النظام، في المناطق القريبة التي يسيطر عليها، تبدو وكأنها تمهيد لهجوم جديد.

وقال قيادي عسكري في الجبهة الجنوبية للمعارضة، لسوريا على طول، يوم الأربعاء “ما يحدث من تحركات عسكرية في المدينة له أكثر من مؤشر، خلال الأسابيع الأخيرة رصدنا عدة تحركات للنظام من وصول تعزيزات عسكرية للنظام وميلشيا شيعية لمدينة درعا وازرع”، وهي بلدة تقع على بعد ٣٠ كيلومترا إلى الشمال.

وقال إنه لاحظ أيضاً عمليات رفع للسواتر الترابية وتعزيز الدشم والنقاط العسكرية على طول الخطوط الأمامية.

في السياق، قال الناطق باسم غرفة عمليات البنيان المرصوص في مدينة درعا، أبو شيماء، يوم الأربعاء “من الملاحظ من خلال تحركات قوات النظام في مدينة درعا أنها تستعد لعمليات عسكرية”.  

وذكر عضو المكتب الإعلامي لفرقة ١٨ آذار في الجيش السوري الحر، لسوريا على طول يوم الخميس، إن قادة محليين من مناطق درعا التي يسيطر عليها الثوار التقوا بمسؤولين أمنيين في النظام وضباط روس، يوم الأربعاء، لمناقشة مصير مدينة درعا على المدى القصير.

وقال أن النظام عرض على قادة المجتمع المحلي، في الاجتماع الذي عقد في المناطق التي تسيطر عليها الحكومة “المصالحة أو الحرب”، وقيل لهم إن اتفاق خفض التصعيد “سينتهي في ٧ شباط” على الرغم من كونه اتفاقاً غير محدد بزمن، ولم تتمكن سوريا على طول من التحقق مما قاله عضو فرقة 18 آذار.

وتابع قائلاً إن السكان لم يقدموا رداً على عرض الحكومة بعد.

وقال أنه تم رصد عدد من الميليشيات الموالية للنظام – بما فيها جماعات حزب الله واللواء ٣١٣ الذي تم تشكيله مؤخرا – في المدينة مساء أمس.

واللواء ٣١٣ هو ميليشيا تتألف من مقاتلين شيعة محليين تم تدريبهم وتمويلهم من قبل الحرس الثوري الإيراني، ويقال إن مقره في مدينة ازرع ذات الغالبية المسيحية، شمال مدينة درعا.

تصعيد النظام

تخللت هجمات متقطعة من الجانبين وقف إطلاق النار في درعا منذ بدايته، إلا أن إطلاق النار المتقطع والقصف على درعا البلد تحول إلى قصف شبه يومي في الأسابيع الأخيرة، بحسب ما يقوله مدنيون ومصادر في المعارضة.

وقال أبو شيماء الناطق باسم غرفة عمليات البنيان المرصوص أن مدينة درعا شهدت ” تصعيداً من قبل النظام في عمليات القصف وخرق الاتفاق، من الضرب بصواريخ الفيل والمدفعية الثقيلة ” خلال الشهر الماضي”.

قصف صواريخ أرض-أرض على حي درعا البلد في كانون الأول، الصورة من صفحة نبأ.

ومن جانبه قال أيهم، وهو مدني من مخيم درعا الواقع تحت سيطرة المعارضة، لسوريا على طول يوم الأربعاء أن قصف النظام “ارتفعت وتيرته على أحياء مدينة درعا حتى أصبح بشكل يومي تقريباً”.

وأضاف أن هناك أيضاً “استهداف بالقناصات على الأسطح العالية ومناطق السواتر الترابية لدرجة أصبحنا نخاف الجلوس أمام منازلنا او على الأسطح”.

وذكرت القاعدة العسكرية الروسية في حميميم في سوريا الهجمات الأخيرة في بيان لها نشرته على موقعها على فيسبوك، يوم الثلاثاء.

وقال ألكسندر إيفانوف المتحدث باسم القاعدة الروسية في حميميم أن “الضربات الصاروخية التي نفذتها القوات الحكومية السورية في منطقة خفض التصعيد جنوب سوريا جاءت كردة فعل وقائية رداً على التهديدات الصادرة عن الجماعات المتمردة في المنطقة وتحركاتها المريبة”.

وفي تعليق منفصل نشر في نفس صفحة الفيسبوك في 11 كانون الثاني اتهم ايفانوف فيه التنظيمات المتمردة بأنها “تسعى لمغامرة اسقاط اتفاق خفض التصعيد”.

وجاء هذا التعليق بعد يوم واحد من قيام جماعات مسلحة في حي درعا البلد الذي يقع تحت سيطرة المعارضة بإطلاق ثلاثة قذائف صاروخية على حي يسيطر عليه النظام مما تسبب بأضرار مادية، وفقاً لما ذكرته وكالة الأنباء السورية سانا.

وعندما سألت سوريا على طول أبو شيماء حول التهديدات التي ذكرها إيفانوف، قال “لم نرسل أي تهديدات أو حتى لم نقوم بأي عمليات قصف على مناطق النظام وما تدّعيه قاعدة حميميم على صفحتها عار عن الصحة”.

وأضاف ” إن قوات النظام تحاول استفزازنا بعمليات القصف حتى نقوم بالرد عليها”.

خوف المدنيين من النزوح المتكرر

قال أيهم، مدني من مخيم درعا، لسوريا على طول يوم الأربعاء “جميع المدنيين اليوم في مدينة درعا المحررة يخشون من العمليات العسكرية”، مضيفاً ” نتوقع أن يقوم النظام بعمليات عسكرية لأن أقاربنا في مناطق النظام أخبرونا أن هناك حشود ومرتزقة تصل إلى مناطق النظام”.

وصرح أبو موسى، عضو مجلس مدينة درعا ومقيم في درعا البلد، إن ازدياد قوات النظام العسكرية “جعل هناك تخوف كبير لدى الأهالي، وغالبيتهم من العائدين حديثاَ”.

وبعد أشهر من المعارك التي دارت في النصف الأول من عام 2017، بقي ألفي شخص فقط يقيمون في المناطق الواقعة تحت سيطرة المعارضة في مدينة درعا، والتي كانت موطناً لما يقارب 150 ألف نسمة، وفي النصف الثاني من العام المنصرم انضم إليهم آلاف النازحين مستغلين الهدوء الناجم عن وقف إطلاق النار.

وأضاف أبو مرسى ” فهم لا يريدون النزوح مرة أخرى”.

وذكر أيهم أن المدنيين في الوقت الراهن، يفرون من حي إلى آخر هرباً من القصف بحثاً عن مكان أكثر أمناً “ويقولون لأنفسهم ربما هنا سيكون المكان أكثر أمناً”، إلا أن سكان درعا يخشون أن يكون تقدم النظام أصبح الآن أمراً حتمياً.

وأضاف ” عندما نرى مصير بيت جن ووادي بردى ومناطق ثانية كان يوجد فيها هدن وانهارت، نخاف”.

وقال أبو موسى ” هذه التعزيزات العسكرية بالتأكيد لها عدة مؤشرات”.

شارك هذا المقال