4 دقائق قراءة

وسط التداعيات المستمرة لمعركة مطار المدينة: أهالي حماة يفرون إلى “مناطق آمنة”

منذ أن شن الثوار حملة للسيطرة على مطار حماة لإبعاد […]


7 سبتمبر 2016

منذ أن شن الثوار حملة للسيطرة على مطار حماة لإبعاد قوات النظام عن مدينة حلب، رد النظام عليهم بقصف القرى التي فقد سيطرته عليها، مما أدى إلى نزوح جماعي للمدنيين من المنطقة.

وعندما تقدم الثوار نحو القرى، رد النظام على ذلك بقصف جوي وبري مكثف، مما جعل المقيمين في تلك القرى، من مؤيدين ومعارضين للنظام، يفرون في أي اتجاه وإلى أي مكان آمن وبعيد عن قصف النظام.

ونزح عشرات الآلاف من السكان المدنيين من منازلهم شمال حماة، منذ بدء الحملة التي شنها الجيش السوري الحر، وبعض الفصائل الإسلامية، يوم الثلاثاء الماضي، حيث توجه البعض شمالا، إلى مناطق سيطرة الثوار في محافظات حماة وإدلب حتى الحدود التركية، بينما توجه البعض غربا إلى القرى التي يسيطر عليها النظام، وجنوبا الى مدينة حماة، في حين اختار البعض منهم البقاء في منازلهم.

وقال مؤيد الحموي، وهو صحفي معارض موجود حاليا في ريف حماة الشمالي، لسوريا على طول، إن “30 ألفا” من النازحين توجهوا شمالا، إلى ريف حماة وإدلب الخاضع لسيطرة الثوار. ولم يتسن لسوريا على طول التأكد من تقديرات الحموي.

وأضاف الحموي “هناك حالة تخوف لدى بعض الأهالي من النزوح لمدينة حماة، بسبب الخوف من الاعتقالات من قبل قوات النظام أو حتى تقدم الثوار لمدينة حماة والنزوح مرة أخرى، وتكرار ذات القصة”.

والنازحون هم في الغالب من أربع قرى سيطر عليها الثوار في الأيام الأخيرة وتبعد 10 كم شمال مدينة حماة الخاضعة لسيطرة النظام، وهي حلفايا، طيبة الإمام، صوران ومعردس.

وقال بلال أحمد الزيدان، ناشط إعلامي من مدينة حماة، رافق الأهالي أثناء نزوحهم،  لسوريا على طول، “وصل عدد النازحين من كافة المناطق التي حررت مؤخراً إلى أكثر من 100 ألف لكن العدد ليس دقيقا نظراً لصعوبة إحصاء العدد”. ولم يتسن لسوريا على طول التأكد من هذا الرقم.

صورة للمدنيين النازحين في شمال حماة. تصوير: الصوت السوري.

وقال الحموي إن بعض أهالي ريف حماة الشمالي بقوا في منازلهم، تحت نيران القصف “رافضين تركها لأسباب شخصية وعائلية”. وذكر الزيدان الأسباب ذاتها مضيفا أن السكان لجأوا “إلى الأقبية والكهوف”.

وفي يوم الخميس، تعرضت عدة سيارات للقصف الجوي بالقرب من قرية صوران، شمالي حماة التي سيطر عليها الثوار مؤخرا، وقالت قناة أورينت المعارضة، إن القصف أدى إلى مقتل عشرة أفراد من عائلة نازحة واحدة.

ويظهر تسجيل فيديو نشره الدفاع المدني في حماة مكان التفجير: السيارات التي تحترق تضم شاحنة، سيارة بأربعة أبواب، عربة صغيرة وجسد واحد. وقد عممت صور لبقايا بشرية متفحمة في وقت لاحق على وسائل التواصل الاجتماعي.

وذكرت وسائل إعلام الحكومة يوم القصف، أن طائرات حربية للنظام استهدفت “تجمعات إرهابية” قرب صوران “مما أدى إلى مقتل أكثر من 10 إرهابيين وتدمير عربة BMP”.

‘نوم غير مريح’

بصرف النظر عن الاتجاه الذي اتخذه المدنيون عند نزوحهم، فإنهم يعانون من نقص في كل شيء، وخاصة أماكن الإقامة.

وقال عامر النايف، رئيس المكتب الإغاثي بمجلس المحافظة، لموقع الصوت السوري، شريك سوريا على طول، “إننا نرسل نداء استغاثة إلى جميع المنظمات العاملة في المناطق المحررة، حركة النزوح مستمرة، ولا يزال النازحون يعيشون حالة عدم استقرار في المناطق التي توجهوا إليها”.

وقال الزيدان، لسوريا على طول، “بعض العائلات افترشت الطرق  والحقول الزراعية”، مضيفا أن “بعض العائلات سكنت في بيوت أقارب وأشخاص من المناطق التي نزحت إليها حيث قدم أهالي تلك القرى المساعدات للنازحين وقدموا المأوى واللباس والبطانيات”.

وفي مدينة حماة التي يسيطر عليها النظام، تسبب مجموع الآلاف من القادمين الجدد والسكان الحاليين، القلقين بشأن التقدم المتزايد للثوار، بضغط كبير على موارد المدينة، مما أدى إلى نقص الخبز.

ويقدر عدد سكان مدينة حماة حاليا، بثلاثة أضعاف ما كان عليه قبل بدء الحرب، أي ما يقارب مليوني شخص، وهو رقم يشمل الأهالي الأصليين والنازحين من ريف حماه، ومحافظات الرقة وإدلب وحلب وحمص.

وقال حازم الحموي، صحفي مواطن في مدينة حماة الخاضعة لسيطرة النظام، لسوريا على طول، يوم الخميس “الناس خائفون أن تقترب المعارك من مدينة حماة”، مضيفا أن الأهالي يستعدون للأسوأ.

وأضاف الحموي “هناك طلب كبير على الخبز في الوقت الحالي، مما جعلها مادة نادرة إلى حد ما”. وذكرت وسائل الإعلام الرسمية السورية أن هناك ضغوطا متزايدة على أفران الخبز في حماة يوم الثلاثاء. كما أن الشركة العامة للمخابز التي تملكها الدولة “تتخذ جميع الخطوات اللازمة لتلبية احتياجات المواطنين والأسر القادمة إلى المدينة”، حسبما ذكرته وكالة الأنباء الرسمية (سانا).

وقال الحموي إن “الأهالي يشترون الكثير من المواد الغذائية من الأسواق للتخزين، كما يقومون بسحب الأموال من البنوك وتحويلها إلى دولارات”.

ويعيش النازحون في حماة في المساجد والمدارس وبيوت الأقارب، في حين توفر المنظمات المحلية والهلال الأحمر العربي السوري بعض الدعم لهم.

حالة جمود على الأرض

يوم الثلاثاء، لم يكن هناك أي تقدم أو تراجع من قبل الثوار، في ظل الضربات الجوية المستمرة من قبل قوات النظام.

إلى ذلك، قال أبو ميلاد الحموي، مدير المكتب الإعلامي لجيش النصر، أحد فصائل الجيش الحر المشاركة بالهجوم، لسوريا على طول، يوم الثلاثاء “المعارك مازالت مستمرة حتى اللحظة”.

واستمرت المعارك على جبهات معردس، معان، خطاب وجبل زين العابدين، حسب ماقاله أبو عرب الشامي، قائد كتيبة المدفعية في جيش النصر لسوريا على طول. وأضاف “قام النظام بجلب ارتال عسكرية وقوات كبيرة في محاولة للتقدم على على بلدة معردس لكننا قمنا بصد كافة محاولات الاقتحام”.

وقال الحموي، الناشط في ريف حماة الشمالي، لسوريا على طول، إن رقعة المعارك “تتسع بشكل يومي، مما ينبئ بزيادة في عدد النازحين كل يوم”.

 

ترجمة: سما محمد

 

شارك هذا المقال