4 دقائق قراءة

وعود لم تتحقق وقصف إدلب دفعت بوفد من المعارضة للانسحاب

غادر وفد من ممثلي المعارضة السورية مدينة سوتشي على البحر […]


31 يناير 2018

غادر وفد من ممثلي المعارضة السورية مدينة سوتشي على البحر الأسود، يوم الثلاثاء، رافضين المشاركة في محادثات السلام التي ترعاها روسي،ا مع استمرار الغارات الجوية القاتلة على مقاطعة ادلب الواقعة تحت سيطرة المعارضة.

وأحدث انسحاب الوفد ضربة لمحادثات سوتشي بعد أن أعلنت هيئة المفاوضات العليا في المعارضة ومنظمة سياسية كردية عن رفض مشاركتها في المؤتمر في الأيام الأخيرة.

وقال أحمد السعود، عضو في الوفد وقيادي في الجيش الحر في إدلب، لسوريا على طول، من مطار سوتشي يوم الثلاثاء أننا “انتهينا اليوم من المفاوضات مع الروس”.

وكان السعود واحداً من بين 100 مندوب معارض على حد قوله، من بينهم ممثلون سياسيون وعسكريون وصلوا من تركيا في وقت متأخر من يوم الاثنين تحت قيادة أحمد طعمة، الذي شغل منصب رئيس الحكومة السورية المؤقتة مابين 2013 حتى 2014.

وبعد وقت قصير من هبوطهم فى مطار سوتشي الدولي، رفض المندوبون مغادرة المبنى أو المشاركة في المحادثات، وبعد ساعات استقلوا رحلة أخرى وعادوا إلى تركيا.

وبينما كان السعود لا يزال ينتظر مطار سوتشي، قال لسوريا على طول إن قرار عدم المشاركة الذي اتخذ في اللحظة الأخيرة بسبب “القصف الجوي على إدلب، ووجود أعلام النظام في الشوارع والمطارات، وسوء المعاملة من قبل الروس”.

وكان الوفد قد وصل إلى سوتشي” من أجل دفع عملية السلام قدماً وتحقيق انتقال سياسي جاد ” وفقاً لما ذكره أحمد طعمة في شريط فيديو تم تسجيله في المطار، مضيفاً لقد سافر الوفد “لكننا فوجئنا بأن أي من الوعود التي قطعت لم تتحقق”، كما أن “القصف الوحشي على للمدنيين لم توقف”.

وإلى سوريا، ذكر حميد قطيني، عضو في الدفاع المدني السوري بمحافظة إدلب، لسوريا على طول يوم الثلاثاء أن غارة جوية شنتها طائرة حربية على مدينة أريحا، وسط محافظة ادلب، أسفرت عن مقتل 15 شخصاً واصابة أكثر من 20 آخرين.

بعد الغارة الجوية على بلدة أريحا يوم الثلاثاء. صورة من صفحة الدفاع المدني في إدلب.

وجاءت غارة يوم الثلاثاء عقب عشرات الغارات الجوية التي استهدفت عدة بلدات في المدينة، يوم الاثنين، عند وصول الدفعة الأولى من المندوبين إلى سوتشي، وأسفرت الغارة الروسية المزعومة التي استهدفت سوق الخضار في سراقب عن مقتل مالايقل عن 11 مدنياً، حسبما ذكرت سوريا على طول في تقرير لها نشر يوم الاثنين.

ويذكر أن مدينة ادلب هي واحدة من مناطق خفض التصعيد الأربع في سوريا، بحسب الاتفاق الذي توسطت فيه روسيا وايران في ايار الماضي، إلا أن الاتفاقية لا تشمل على مناطق سيطرة هيئة تحرير الشام، التحالف الذي يسيطر على معظم إدلب.

ويبدو أن الشعارات والتفجيرات لعبت دوراً في رفض المندوبين الدخول من مطار سوتشي يوم الثلاثاء.

وصرح عمار الحداوي، أحد المشاركين في المؤتمر، وهو من محافظة دير الزور، لسوريا على طول من المطار يوم الثلاثاء ” لم نرضى الدخول من صالة المطار في سوتشي تحت أعلام وشعارات النظام “.

وأظهرت صور من مطار سوتشي التي نشرت على وسائل الاعلام عدداً من اللافتات التي تضم العلم السوري الرسمي والشعار الذي تستخدمه الحكومة، في حين كانت رموز المعارضة غير مودجودة.

وفي فيديو طعمة الذي صور في المطار، دعا رئيس الحكومة السورية المؤقتة السابق المندوبين الأتراك إلى تمثيل مصالح المعارضة، قائلاً “ان الوفد التركي ما زال حاضراً فى سوتشي حاملاً مطالبنا ساعياً إلى تحقيقها”.

وجاءت تصريحات طعمة بالرغم من تقرير يؤكد أن المسؤولين الروس تلقوا “ضمانات” من نظرائهم الأتراك بأن أي معارض يرفض المشاركة “سيحل” حسبما ذكرت وكالة الأنباء الروسية، يوم الثلاثاء، كما أن التقرير لم يحدد ما هي الضمانات التي قدمت.

أعلام النظام السوري في مطار سوتشي الدولي، يوم الجمعة. تصوير أسعد حنا.

ولم يعيق مغادرة وفد طعمة المعارض محادثات سوتشي، التي تهدف إلى بدء صياغة دستور سوري جديد، الذي بدأ رسمياً يوم الثلاثاء ولمدة يوم واحد.

وقال شخصية معارضة لسوريا على طول من داخل المؤتمر أن هناك حوالي 100  من ممثلي المعارضة الآخرين يحضرون المؤتمر، وطلبت الشخصية التي وصلت من جنيف يوم الاثنين، عدم ذكر اسمها بسبب المخاوف من تداعيات روسيا أثناء حضور المحادثات.

وأفادت وكالة الأنباء السورية سانا، يوم الثلاثاء، أن عدد أعضاء المعارضة المشاركين وصل إلى نحو “1500 شخص يمثلون أطياف المجتمع السوري”.

وحضر الاجتماع ممثلون عن كل من روسيا وايران وتركيا، المشاركون فى رعاية المحادثات، فيما رفضت أطراف أخرى بارزة في الصراع الانضمام، بما في ذلك الولايات المتحدة.

كما أعلن الحزب الديموقراطي التقدمي الكردي، يوم الأحد رفضه الدعوة إلى محادثات السلام وذلك بعد أن شنت تركيا هجوماً جوياً وبرياً على منطقة عفرين الخاضعة لسيطرة الأكراد في وقت سابق من الشهر الجاري.

وقال مؤسس الحزب الديموقراطي الكردي عبد الحميد درويش لمحطة كردستان التلفزيونية الكردية أن “تركيا أصبحت قوة أساسية في محادثات سوتشي وأن هذه القوة تقتل العشرات من الأطفال الأكراد كل يوم”.

ولم يتم دعوى أي من الأحزاب الكردية البارزة الأخرى، بما في ذلك حزب الاتحاد الديمقراطي الذي يدير المناطق ذات الغالبية الكردية شمال سوريا.

 

ترجمة : بتول حجار

شارك هذا المقال