4 دقائق قراءة

٢٧٠ ناشطاً وصحفياً عالقون في جنوب غرب سوريا بانتظار معرفة مصيرهم

نازحون سوريون على طول الحدود السورية مع مرتفعات الجولان التي […]


نازحون سوريون على طول الحدود السورية مع مرتفعات الجولان التي تحتلها إسرائيل، تموز. تصوير: محمد يوسف /AFP.

 

قال عاملون في المجال الإعلامي داخل سوريا، لسوريا على طول، أن العشرات من الصحفيين والناشطين محاصرين بين تقدم قوات الحكومة والحدود المغلقة في جنوب غرب سوريا، بانتظار معرفة مصائرهم، إلى حين وضوح  مصير شروط اتفاق المصالحة بين روسيا والمعارضة التي تتكشف ببطء.

وقال حسن الحوراني، مراسل “حلب اليوم” في جنوب غرب سوريا، لسوريا على طول، يوم الثلاثاء، من القنيطرة، حيث تم تهجيره “ليس لدينا مفر، نحن نواجه خطراً كبيرا مع اقتراب النظام”.

والحوراني واحد من بين ما لا يقل عن ٢٧٠ صحفي وناشط إعلامي محاصرين في المناطق المتبقية التي تسيطر عليها المعارضة في محافظتي درعا والقنيطرة، بحسب ما أوردته رابطة الصحفيين السوريين التابعة للمعارضة، الاثنين، بعد أن تسبب التقدم الذي أحرزته الحكومة بتقليص منطقة سيطرة المعارضة في جنوب غرب سوريا، خلال الأسابيع الثلاثة الماضية.

وكون الحدود بين الأردن وسوريا ومرتفعات الجولان مغلقة، لا يوجد أمام العاملين في المجال الإعلامي في جنوب غرب سوريا أي طريقة لمغادرة المساحة المتقلصة من الأراضي، التي لم تسيطر عليها قوات الحكومة بعد.

وقالت سعاد خبية، مسؤولة العلاقات الداخلية في الرابطة، ومقرها تركيا، لسوريا على طول صباح الثلاثاء، إن ” رابطة الصحفيين السوريين تراقب الوضع بخوف وقلق”.

وفي يوم الجمعة الماضي، وافقت كتلة كبيرة من المعارضة في شرق درعا على اتفاق المصالحة الأولي مع الحكومة السورية الذي سيشهد عودة مساحات كبيرة من المحافظة إلى سيطرة الدولة مع تسليم المعارضة لأسلحتها الثقيلة واختيار إما المصالحة مع دمشق أو التهجير إلى إدلب.

إلا أن غالبية الشروط في اتفاق يوم الجمعة، والتي تشمل انسحاب المعارضة من الحدود السورية – الأردنية وتشكيل قوات الأمن المحلية في شرق درعا، لم تتحقق بالكامل، مما أثار قلق البعض في جنوب غرب سوريا من العودة لسيطرة الدولة والتي قد تؤدي إلى عمليات الانتقام أو التجنيد أو الاعتقالات.

وفي حين يشعر العديد من المدنيين والمقاتلين بالقلق تجاه عملية المصالحة، عبّر صحفيون وناشطون لسوريا على طول، يوم الثلاثاء، عن مخاوفهم بسبب التقارير التي أعدوها أثناء عملهم الصحفي والتي قد تثير غضب الحكومة السورية إلى حد كبير.

وقال أحمد أبو زيد، ناشط إعلامي في تجمع أحرار حوران إن “الحكومة تكره الناشط أكثر من المقاتل”.

ونزح أبو زيد، هو في الأصل من بلدة الحراك في ريف درعا الشرقي، من منزله في وقت سابق من هذا الشهر عند تقدم الجيش السوري والميليشيات المتحالفة باتجاه المنطقة، ومع مواصلة قوات الحكومة التوغل بشكل أعمق في أراضي المعارضة، وجد في نهاية المطاف طريقه إلى القنيطرة على طول الحدود السورية مع مرتفعات الجولان التي تحتلها إسرائيل، “فاراً من مكان إلى آخر مع تقدم النظام”.

وأضاف أبو زيد “إن النظام يعتبرنا مجرمين، نحن وراء الثورة”.

ومن جهتها، قالت خبية إن رابطة الصحفيين السوريين، التي توفر الدعم القانوني للصحفيين والناشطين العاملين في ظروف بالغة الخطورة في جميع أنحاء سوريا، وثقت مرات عدة ناشطين “يعاملون كمعاملة الجنود والمقاتلين من قبل الحكومة”.

في السياق، قالت لجنة حماية الصحفيين، وهي منظمة غير ربحية تهدف إلى حماية حرية الصحافة والدفاع عن حقوق الصحفيين، إن ١٢٠ صحفياً على الأقل من جنسيات مختلفة قتلوا في سوريا منذ اندلاع الثورة ضد الرئيس السوري بشار الأسد في عام ٢٠١١.

وعلى الرغم من أن بعض الصحفيين في جنوب غرب سوريا متفائلون بأن المصالحة ستؤمن خروجهم من الجنوب ضمن عملية الإجلاء، إلا أن بعضهم يشعر بالخوف من العنف والاعتقالات المحتملة، بحسب ما قاله ستة من العاملين في المجال الإعلامي في درعا والقنيطرة لسوريا على طول.

وقال عمار الزايد، صحفي يعمل مع عدة وسائل إعلام تابعة للمعارضة، لسوريا على طول من المنطقة التي تسيطر عليها المعارضة في القنيطرة، يوم الثلاثاء “إن كابوس الاعتقال يخطر ببالي كل يوم”.

وأضاف الزايد، الذي اعتقل على يد الحكومة السورية عام ٢٠١٢ “أتذكر مشاهد التعذيب في السجن، وأشعر بالخوف”.

وتواصل الزايد، مؤخراً، مع جهات داخل الحكومة الأردنية لطلب الدخول إلى الأردن، بحسب قوله، لكن طلبه قوبل بالرفض.

وتم إجلاء فريق من الصحفيين العاملين في قناة الجزيرة جنوب سوريا من قبل الحكومة السورية إلى الأردن يوم الثلاثاء، وفقاً لما قاله العديد من الصحفيين المحاصرين في القنيطرة ودرعا، لكن الجزيرة لم تنشر أي بيان يؤكد أن موظفيها قد تم إجلاؤهم من جنوب سوريا، ولم يتسن لسوريا على طول التحقق بشكل مستقل من إجلاء صحفيي الجزيرة من جنوب غرب سوريا.

وقال أبو زيد، ناشط في تجمع أحرار حوران لسوريا على طول “الجزيرة هي قناة إخبارية دولية، يمكنها حماية مراسليها”.

وختم قائلاً “لكن معظمنا متطوعين وهناك المئات من الناشطين ممن لا يملكون أي وسيلة لحماية أنفسهم”.

 

ترجمة: سما محمد.

شارك هذا المقال