3 دقائق قراءة

100 غارة جوية على الغوطة الشرقية خلال 24 ساعة.. والنظام لا يعرف الخطوط الحمراء

شنت طائرات النظام الحربية ما يقارب الـ100 غارة جوية، على […]


5 أبريل 2017

شنت طائرات النظام الحربية ما يقارب الـ100 غارة جوية، على ضواحي دمشق المحاصرة والخاضعة لسيطرة الثوار، في الغوطة الشرقية، على مدار الـ24 ساعة الماضية.

وقال نشطاء محليون وعاملون في المجال الطبي لسوريا على طول إن “الجميع متاح” حيث أدت الهجمات إلى مقتل عشرات السكان في منازلهم وفي أحد الأسواق الشعبية المزدحمة.

وتسببت عشرات الغارات الجوية بواحد من أكثر الأيام دموية في الغوطة الشرقية، منذ أن شنت قوات النظام حملة لقطع خطوط الإمدادات الغذائية والطبية في المنطقة والمتمثلة بالأنفاق تحت الأرض، في شباط الماضي.

وأسفرت الهجمات الجوية والأرضية المتزامنة، والتي استمرت حتى وقت إعداد هذا التقرير، مساء يوم الثلاثاء، عن مقتل ما لا يقل عن 33 شخصا في الغوطة الشرقية. وحذر عناصر الدفاع المدني من ازدياد عدد الضحايا، بينما كانوا يقومون بسحب الجثث من تحت أنقاض المبانى المنهارة.

ووقع الهجوم الأكثر دموية، يوم الاثنين، عندما استهدفت غارة جوية سوقا شعبية، بخمسة صورايخ، في عاصمة الغوطة الشرقية دوما، مما أسفر عن مقتل 23 شخصا.

وتظهر لقطات صُورت للهجوم عمليات الإنقاذ. واضطر الدفاع المدني لترك عدد من الجثث ملقاة في الشوارع بينما كان المدنيون يطلبون النجدة لمساعدة ضحايا آخرين للهجوم.

وفي الوقت نفسه، على بعد 6 كم جنوب دوما، سارع عناصر الدفاع المدني لنقل طفل صغير مصاب إلى نقطة طبية قريبة بعد وقوع غارة جوية. وكان الطفل وحيدا، ويصرخ “بدي أهلي (…) بدي أهلي”.

سكان الغوطة الشرقية يحملون رجلا مصابا بعد غارة جوية على حمورية، يوم الاثنين. تصوير: عبد المنعم عيسى.

وبالرغم من أن وكالة الأنباء الرسمية السورية “سانا” لم تعلق بشأن الغارات الجوية، إلا أنها  ذكرت يوم الاثنين أن “مجموعات إرهابية” من الغوطة الشرقية، أطلقت قذائف هاون على أحياء سكنية في دمشق، مما أدى إلى إصابة ستة أشخاص.

وبالنسبة لأهالي الغوطة الشرقية البالغ عددهم 450 ألف نسمة، فإن هذه المعاناة ليست جديدة في ظل الحصار المستمر منذ عام، والنقص الشديد في الأغذية والمعونات الطبية، وتفشي الأمراض المعدية، وقصف النظام المستمر للمنطقة.

وقال ناصر أبو الكرم، أحد المدنيين العاملين في السوق الشعبية، في مدينة دوما، لسوريا على طول، يوم الثلاثاء “هذه المدينة تستفيق على أصوات الغارات وتفجيرات قذائف المدفعية”، مضيفا إن “سكان مدينة دوما على علم بأنهم في خطر”.

وتابع أبو الكرم “فالرجل عندما يخرج من منزله، يودع أهل بيته لأنه لا يعلم إن استطاع العودة أم لا”.

إلى ذلك، قالت مصادر محلية، لسوريا على طول، إن الهجوم المكثف للغارات الجوية يتزامن مع هجوم النظام البري على عدة جبهات، للتقدم عبر خطوط الثوار في مكان آخر.

في السياق، قال سراج محمود، مدير المكتب الإعلامي للدفاع المدني في الغوطة الشرقية “هناك اشتباكات مستمرة إلى هذه اللحظة”. وعلى مدى سنوات، تقدمت قوات النظام ببطء في أراضي الغوطة الشرقية، بهدف السيطرة على دوما، مما قلص مناطق سيطرة المعارضة على ضواحي دمشق الشرقية إلى 100 كيلومتر مربع فقط.

ومع استمرار هجوم النظام الشرس، والذي لم يسفر عن أية نتائج تذكر لصالحه، في الأيام الأخيرة، يوجه الناشطون اتهامات للنظام باستهداف المدنيين عمدا، كمحاولة لتشتيت قوات المعارضة والضغط عليها.

وقال أبو وسام الغوطاني ناشط إعلامي من حمورية، لسوريا على طول، الثلاثاء إن “قوات الأسد تصعد عملياتها في الغوطة الشرقية منذ 4 سنوات (…) ويقصفون المدنيين لكي يضغطوا على الثوار”.

وفي أعقاب الغارات الجوية، اقتصرت الخيارات المتاحة أمام الأطباء، على إرسال المرضى إلى المستشفيات الميدانية غير المجهزة، ذلك لأن الضربات الجوية السابقة دمرت المستشفيات والبنية التحتية الطبية، كما منع الحصار دخول الأدوية وغيرها من الإمدادات الضرورية، إلى الغوطة الشرقية.

سوريون يبحثون عن مأمن لهم، أثناء تصاعد الدخان بسبب غارة جوية على عين ترما، في الغوطة الشرقية، 27 آذار 2017. تصوير: محمد إياد.

وقال سليم الغوطاني، عامل في نقطة طبية في مدينة دوما، إن هناك القليل مما يمكن أن يقوم به فريقه لمعالجة الحالات الطارئة والأكثر خطورة.

وقال الغوطاني، لسوريا على طول “بالنسبة للحالات التي رأيتها، هنالك حالات جراحية مزمنة لا يمكن علاجها هنا، وإنما تحتاج لأن نخرجها من الغوطة”. وأضاف “صراحة الوضع كارثي في عموم بلدات الغوطة “.

وختم الغوطاني قائلا “لا يعرف النظام أثناء القصف ليلاً أو نهاراً، منطقة مدنية أو جبهة قتال، مشفى أو مدرسة، الجميع متاح، لا خطوط حمراء أبدا”ً.

ساهم في هذا التقرير: محمد الفالوجي، شفاء ياسين، ياسمين علي وإياد محمد مظهر

ترجمة: سما محمد.

شارك هذا المقال