من لبنان إلى إدلب: طرق التهريب مكلفة ومحفوفة بالمخاطر
بالتزامن مع ارتفاع خطاب الكراهية في لبنان ضد اللاجئين السوريين، رسمياً وشعبياً، تنشط عمليات التهريب العكسية إلى مناطق المعارضة في شمال غرب سوريا
بالتزامن مع ارتفاع خطاب الكراهية في لبنان ضد اللاجئين السوريين، رسمياً وشعبياً، تنشط عمليات التهريب العكسية إلى مناطق المعارضة في شمال غرب سوريا
تزايد أعداد السوريين الذين يحاولون عبور مياه البحر الأبيض المتوسط إلى قبرص، ما دفع حكومتها إلى الإعلان عن تجميد طلبات اللجوء التي يتقدم بها السوريون، غير أن هذا الإجراء لم يثن العديد من السوريين واللبنانين عن ركوب الأمواج للوصول إلى الجزيرة الأوروبية.
الدراجات النارية والسكوترات وسيلة نقل لا يمكن الاستغناء عنها بالنسبة للعديد من السوريين في لبنان، لكن معظمهم لا يستتطيع تسجيلها قانونياً، ما يعرضهم للملاحقة من الشرطة، التي تشن حملات صارمة ضد سائقي المركبات غير المرخصة وتمارس ضدهم الابتزاز والعنف، كما في حادثة قتل شاب سوري على حاجز في بيروت.
منذ 13 عاماً يحلم السوريون بعام قادم أفضل من سابقه، لكنهم يصطدمون بأزمات اقتصادية جديدة، كما هو الحال في 2023، الأسوأ منذ بداية القرن العشرين، والذي سجلت فيه الليرة السورية أسعار صرف غير مسبوقة.
استمرار تدهور الأوضاع في لبنان يدفع بأعداد متزايدة من السوريين إلى شق طريقهم بحراً للوصول إلى أوروبا، مستغلين انشغال العالم بالعنف المتصاعد في جنوب لبنان. تضاعف عدد السوريين الذين غادروا من الشمال خلال الشهرين الماضيين أكثر من أربعة مرات مقارنة بالفترة ذاتها من عام 2022.
بعد ثلاثة عشر عاماً على اندلاع الثورة السورية، عادت الهجرة إلى سيرتها، لكن بدوافع اقتصادية بعد أن كانت نتيجة مخاوف أمنية. مدينة حماة واحدة من المدن السورية التي تشهد موجة هجرة كبيرة في عام 2023.
حل شهر رمضان لهذا لعام على السوريين في وقت تشهد بلادهم ارتفاعاً غير مسبوق في أسعار السلع والخدمات الأساسية وندرة توفرها. وخرجت أصناف جديدة من قائمة مأكولاتهم.
يودع السوريون عام 2022 بأزمة محروقات حادة تضرب القطاعين الحكومي والخاص، فهل يذهب الأسد إلى "الخصخصة" ورفع الدعم عن مزيد من المواد، ويترك المواطن في مواجهة أزمة أشد؟
لمواجهة العجز في الميزانية، تلجأ مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين وبرنامج الغذاء العالمي إلى قطع المساعدات النقدية الشهرية عن بعض اللاجئين السوريين في لبنان، الذين يعيش أغلبهم أصلاً في فقرٍ مدقع.
يعزو اللاجئون السوريون في لبنان، الراغبين بالعودة إلى بلادهم ضمن الدفعة الأولى، التي تشمل 1,600 عائلة قرارهم إلى الأزمة الاقتصادية وعدم وجود مستقبل لهم في لبنان