5 دقائق قراءة

أهالي ريف حلب الغربي يتظاهرون ضد هيئة تحرير الشام: لم نعد نخاف فلم يبق ما نخسره

خرج أهالي ريف حلب الغربي في بلدة الأتارب إلى الشوارع، […]


2 مارس 2017

خرج أهالي ريف حلب الغربي في بلدة الأتارب إلى الشوارع، الثلاثاء، احتجاجاً على تشكيل هيئة تحرير الشام الثوري الإسلامي.

وجاءت المظاهرات رداً على هجوم هيئة تحرير الشام على مقرات ثوار الشام، فصيل محلي تابع للجيش السوري الحر، في شباط.

وتشكلت هيئة تحرير الشام في 28 كانون الأول بعد موجة الاقتتال الثوري في إدلب وغربي حلب.

وكانت “الهيئة جاءت ومشروعها حماية الثورة والسوريين والدفاع عنهم وقتال النظام ولكن (…) كل أعمالها خطف الناس ونشر الحواجز وترويع الأهالي”، وفق ما قالمحمد شاكردي، أحد المتظاهرين وعضو المركز المدني في مدينة الاتارب، لمراسلة سوريا على طول، نورا الحوراني.

وهاجمت هيئة تحرير الشام منذ تشكيلها فصائل الجيش الحر ونشرت الخوف بين الأهالي، وفق ما قال شاكردي، وهو من أهالي الأتارب، واعتبر أن عناصر الهيئة “يقفون أمام أي مشروع يقام لتخفيف معاناة الشعب ويحاولون إفشاله بكل قوة”.

أهالي الأتارب في مظاهرات الثلاثاء، حقوق نشر الصورة لـ الأتارب 24

وفي أوائل شباط، حاول التشكيل الإسلامي المتشدد السيطرة على فرن في الأتارب، والذي يمد البلدة البالغ تعدادها  10 آلاف نسمة بالخبز. واستولت الهيئة أيضاً على حفارة ألية من موقع بناء لمستشفى مخطط له في الأتارب، فتوقف مشروع البناء وسحبت المنظمة الداعمة تمويلها.

وأوضح شاكردي أن “الناس بدأت تشعر بالإحباط  والتذمر مما يحدث”.

 

  • محمد شاكردي، 28عاماً،  عضو المركز المدني في مدينة الاتارب. وخرج في مظاهرات الثلاثاء ضد هيئة تحرير الشام في ريف حلب الغربي.

 

ماهي أسباب خروجكم بهذه المظاهرة، مع العلم أنه ليس لهيئة تحرير الشام  وجود داخل الأتارب؟ ولماذا في هذا التوقيت؟ ومن نظمها؟

هذه المظاهرة خرجت بسبب استمرار الاعتداءات من قبل هيئة تحرير الشام على مقرات ومستودعات الجيش الحر في ريف حلب الغربي، والتي كان آخرها معمل العلبي الذي يتبع لثوار الشام.

وخرجنا ضد الهيئة لأنها قالت إنها جاءت ومشروعها حماية الثورة والسوريين والدفاع عنهم وقتال النظام ولكن ما شاهدناه غير ذلك. وإلى الآن لم نجد لها معركة مع النظام بأي مكان، وكل أعمالها خطف الناس ونشر الحواجز وترويع الأهالي واعتقال عناصر الجيش الحر والاعتداء على مقراتهم وأسلحتهم، مما دفعنا لتسميتها هيئة تحرير المحرر.

ونظم المظاهرة مجموعة من الناشطين والمدنيين الذين مازالو يحملون فكر الثورة والحرية وقلوبهم مع الثورة ونجاحها.

ذكرت ان المظاهرة كانت بسبب الاعتداءات المستمرة لهيئة تحرير الشام، ماعدد هذه الاعتداءات؟ ومتى بدأت؟ وماهي مطالبكم وأهدافكم من التظاهر؟

الاعتداءات كثيرة وبدأت منذ شهر ونصف تقريبا وبدأت بالاعتداء على جيش المجاهدين والاستيلاء على مقراتهم وأسلحتهم.

(هاجمت جبهة فتح الشام، فصيل إسلامي بارز في الهيئة، مقرات ومواقع لجيش المجاهدين، التابع للجيش السوري الحر في ريف حلب الغربي في 23 كانون الأول. وخلال أيام، اندلعت الاشتباكات بين جبهة فتح الشام والفصائل الثورية، بما فيها جيش الشام، في محافظة إدلب الخاضعة لسيطرة الثوار، وفق ما ذكرت سوريا على طول، آنذاك).

وبعدها مقرات جيش الإسلام وبعدها مستودعات الأسلحة التابعة لكتائب الصفوة وبعدها الفوج الأول وآخرها مقر معمل العلبي التابع لثوار الشام والذي اقتحموه بحوالي 700 عنصر.

(ذكرت مصادر محلية للمعارضة أن هيئة تحرير الشام هاجمت مقرات ثوار الشام في ريف حلب الغربي في 9 شباط).

وكانت المظاهرة تأكيداً على حق الجيش الحر بالدفاع والحفاظ على مقراته وأسلحته ومستودعاته والتأكيد على أنه الجيش الذي قاد الثورة من البداية وهو من أوصلنا لبر الأمان وليس هيئة تحرير الشام كما تدعي.

لقد بدأت الناس تشعر بالإحباط  والتذمر مما يحدث، وكان لديهم أمل كبير أن يرفع مشروع الهيئة راية الثورة ومطالبها التي استشهد فيها حوالي مليون شخص و300 ألف معتقل، ولكن الهيئة خيبت أمل الناس بالإضافة إلى أنه تقف أمام أي  مشروع يقام لتخفيف معاناة الشعب وتحاول إفشاله بكل قوة.

ثوار الشام لم تخذلونا يوماً، ولن نخذلكم. حقوق نشر الصورة لـ الأتارب 24

كيف أثرت اعتداءات هيئة تحرير الشام على الجبهات وعلى الأهالي؟ وكيف تأمنون على انفسكم من الاعتقال أو المحاسبة؟

جيش المجاهدين كان مرابطا في ضاحية الراشدين وكذلك بمنطقة الصحفيين وشمال خان طومان، والتأثير كان كبيرا حيث ضربت هيئة تحرير الشام جيش المجاهدين وأخذت منه الأسلحة الثقيلة ونقلت أسلحته إلى مستودعاتها، مما منعه من التقدم وأضعف الجبهة. والنظام يحاول التقدم يومياً؛ فالمجاهد الذي كان يرابط منذ سنتين ويعرف كل إحداثيات المنطقة ونقاط الضعف والقوة سيأتي مكانه عنصر آخر جديد يحتاج وقت كبير ليمتلك خبرة العنصر القديم.

وأثرت على المدنيين سلبياً حيث كنا نقوم بحفريات من أجل إقامة مستشفى لمدينة الأتارب يخدم حوالي 350 الف نسمة بالمنطقة، فقاموا بالاستيلاء على آلية الحفر بحجة أنه تابع لجيش المجاهدين مما أدى لتوقف المشروع وسحب المنظمة الداعمة يدها من المشروع.

(أصدر المجلس المحلي في الأتارب بياناً بعد سرقة ألة الحفر من موقع حفريات المستشفى. وجاء في البيان أن الألة سرقت في 26 شباط من قبل مجموعة من العناصر المسلحة تعرف باسم هيئة تحرير الشام).

كما قاموا بمصادرة المازوت التابع لإدارة النقل التابعة لمحافظة حلب بحجة أنه موجود في كازية جيش المجاهدين وتم مصادرة الكمية كاملة وتوقف حالياً خط النقل، وسحبت المنظمة الداعمة يدها بعد ما كانت وسائل النقل تخدم الناس كثيراً وتخدم ريف حلب الشمالي والغربي بشكل كامل.

فالذي تبين للأهالي أن الهيئة ضررها أكبر بكثير من نفعها للشعب السوري والمناطق المحررة وليست لتحرير الشعب.

وبالنسبة للأمان، فالناس التي خرجت ضد ظلم بشار الاسد وعانت ما عانته لن تخاف من اعتقال جبهة النصرة، وبالنسبة لي ولهم لم يعد هناك تخوف من شيء نخسره.

كان هناك لافتة في المظاهرة تخص فرن الأتارب، ما المقصود بهذه اللافتة؟ وهل تعتقد ان يكون لهذا الحراك المدني السلمي قوة رادعة بوجه هيئة تحرير الشام؟

بعد يوم من الهجوم على مقرات جيش المجاهدين أصدرت جبهة فتح الشام بياناً على الانترنت، واتهمت فيه الفصائل المعارضة التي حضرت محادثات أستانة في كازاخستان، بـ”التآمر” عليهم.

اللافتة  التي تخص الفرن هي رسالة للهيئة التي حاولت الاعتداء على فرن الاتارب وكانت تحاول أن تستولي عليه بالقوة. ومن خلال المظاهرات يعلنون أن المجلس المحلي هو السلطة الوحيدة التي يحق لها إدارة المدينة بشكل كامل وجميع ما تحويه المدينة من مؤسسات مدنية هو ملك للأهالي تحت إشراف المجلس المحلي.

ولم يتوقف الحراك المدني ضد جبهة النصرة سابقاُ وهيئة تحرير الشام حالياً، حيث هناك مظاهرات متواصلة ولن تتوقف وهو الحل الوحيد ليرى العالم ما تقوم به الجبهة من ضرر للسوريين.

ترجمة: فاطمة عاشور.

شارك هذا المقال