2 دقائق قراءة

أطفال يوثقون بكاميرتهم يوماً من حياتهم في مخيم للنازحين بإدلب

فترة اللعب لا تقطعها صرخات مذعورة من الأهالي محذرين أولادهم من تحليق طائرة حربية فوقهم، كما هو حال أطفال إدلب شمال غرب سوريا


18 مارس 2020

عمان- تتشابه وتكاد تتطابق تفاصيل يوم عادي في حياة الأطفال في كل مكان تقريباً، أو هكذا يفترض. إذ يمضون صباح يومهم في المدرسة، أو يلهون في يوم إجازة في الهواء الطلق، قبل أن يهرعوا إلى البيت لتناول الغداء على عجل، للخروج مرة أخرى للقاء أصدقاء.

لكن فترة اللعب لا تقطعها صرخات مذعورة من الأهالي محذرين أولادهم من تحليق طائرة حربية فوقهم، كما هو حال أطفال إدلب شمال غرب سوريا، والتي وثق ثلاثة أطفال مقيمين في مخيم للنازحين، بكاميرتهم، يوماً من حياتهم هناك، حيث البيت والمدرسة أيضاً ليسا سوى خيام.

“أركض! أركض” يصرخ الأطفال لبعضهم بعضاً راكضين إلى إحدى الخيام. تالياً، ومع تلاشي صوت الطائرة الحربية، يسأل أحدهم صديقه: هل ذهبت؟ ليعودوا إلى مواصلة اللعب.

منتصف كانون الأول/ديسمبر الماضي، قدمت منظمة “أنقذوا الأطفال” (Save the Children) وشبكة “حراس” الموجودة في تركيا، كاميرا شخصية من نوع “GoPro” للأطفال الثلاثة لتصوير مقاطع فيديو توثق حياتهم اليومية في مخيم النازحين. وهو ما سمح لهم برواية قصتهم، وقصة أقرانهم، بأنفسهم، على خلاف الشائع منذ اندلاع الاحتجاجات الشعبية ضد حكم بشار الأسد في آذار/مارس 2011، إذ يتولى آخرون رواية قصة الضحايا.

يعيش أيمن البالغ أحد عشر عاماً، وعون وهاشم اللذين يصغرانه بعام واحد، في مخيم النازحين منذ ثمانية أشهر. وقد انقطع الثلاثة عن الدراسة النظامية لما يقرب من سنة الآن. 

في الفيديو، يأخذنا أيمن الذي يقوم بالتصوير في جولة في المخيم على امتداد يوم كامل. أغلب ما يركز عليه يعبر عن عمره. إذ يرينا أصدقاءه يلعبون لعبة الاختباء (“طميمة” باللهجة السورية)، ويذهبون إلى المدرسة، ويتناولون السكاكر. بعض اللقطات عادية؛ إذ تُظهر الأهل يتناولون الطعام. وبعضها الآخر جميل، من قبيل إظهار تكاتف قاطني المخيم في أسوأ الظروف واكتشاف مواطن قوتهم خلال المحن.

مع ذلك، تظل هناك لقطات ومشاهد تبعث على الأسى. فما يمثل يوماً عادياً في حياة هؤلاء الأطفال تجري وقائعه في بيئة مريعة. إذ مع انعدام الألعاب، يلهو أيمن وعون وهاشم بالحجارة، ويتقافزون بين صفوف من الخيام التي نصبت على عجل، والتي لا تحوي في داخلها أي أثاث. قبل كل ذلك، هناك صوت الطائرات الحربية فوق رؤوسهم، مذكراً إياهم على الدوام بأن استمرارهم على قيد الحياة رهن أهواء الطيارين.

لا أحد يستطيع تقديم تفاصيل يوم في مخيم للنازحين أفضل من أيمن وعون وهاشم، كما يظهر من الفيديو الذي سجلوه ويمكن مشاهدته هنا:

شارك هذا المقال